علق ياسين أقطاي النائب السابق لرئيس حزب العدالة والتنمية، على تصريحات لوزير الخارجية المصري سامح شكري، بشأن العلاقات بين أنقرة والقاهرة.
وزير الخارجية المصري سامح شكري، قال في تصريحات لقناة الجزيرة، إن بلاده تنتظر تغيرا تركيا في ما يتعلق بملفات المنطقة، لافتا إلى أن وجود قوات أجنبية بما فيها قوات تركية في ليبيا أمر لا يمكن قبوله مصريا أو دوليا.
وأضاف أن مصر استجابت لتصريحات من الجانب التركي أبدت رغبة في تطوير العلاقات بين البلدين، وعقدت "جلسة مشاورات استكشافية" عبرت خلالها عن رغبتها في العودة لعلاقات طبيعية تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
أقطاي كتب مقالا في صحيفة "يني شفق" التركية، وترجمته "عربي21"، قال فيه إنه "لسوء الحظ ومنذ البداية، تنعكس رسائل حسن النية من تركيا حول العلاقات التركية-المصرية، وحتى العلاقات التركية-السعودية بطريقة تصور تركيا وكأنها استسلمت في نهاية المطاف للأنظمة العربية الاستبدادية وتخلت عن كل مبادئها".
وأوضح أن هناك مشكلة كبيرة في الطريقة التي تعبر بها تركيا عن حسن نواياها في هذا التقارب.
وأشار إلى أنه من أجل التوصل إلى مستوى جديد في العلاقات الجيدة مع بعض الدول، وخاصة مصر والسعودية، فإنه ليس من الضروري التخلي عن المبادئ والموقف الأخلاقي والإنساني التي تم الحفاظ عليها لسنوات عدة.
أقطاي يرد على شكري
وحول اعتبار وزير خارجية مصر، أن الوجود التركي في ليبيا، يعيق عملية التقارب أو فتح صفحة جديدة، أشار أقطاي إلى أنه "في نفس الحوار قال شكري إنهم ينتظرون من تركيا تلبية الشروط التي قدموها لها لتحقيق التقارب بين البلدين".
وأضاف أقطاي: "لم يشر شكري لهذه المطالب وما ينتظرونه من تركيا، ولكن يبدو أن مصر تنتظر من تركيا المستحيل بحسب ما انعكس على الإعلام المصري والخطاب النقدي المتزايد ضد تركيا".
وأضاف: "أولا، من المستحيل تسليم الشخصيات السياسية التي لجأت إلى تركيا..".
وتابع: "إن المطالبة بتسليم لاجئين سيياسيين إلى بلد تم فيه اتخاذ قرارات الإعدام الجماعي من خلال المحاكمات الأكثر تعسفا بحق سياسيين وقعوا ضحايا للانقلاب هي في الواقع تخريبية، حتى وإن كان هناك احتمال للتقارب الصادق مع تركيا منذ البداية".
وقال، إن المستحيل الآخر لدى تركيا، هو أن تسحب وجودها العسكري من ليبيا، مشيرا إلى أن بلاده "هي الدولة الوحيدة التي يرتكز تواجدها هناك على الشرعية الدولية، وهي ليست محتلة، بل هي هناك بطلب ودعوة من الحكومة الشرعية، وهي موجودة هناك بقدر ما تطلبه".
وتابع: "كان من الواجب على شكري أن يذكر "مصر" أيضا، في جوابه على سؤال مذيعة الجزيرة التي سألته: "هل تطالبون بنفس القوة بإخراج بقية القوات الأجنبية والميليشيات الداعمة لحفتر؟".
وأضاف في رده على شكري: "في الواقع أن المطالبة بانسحاب تركيا هي رغبة في هيمنة حفتر زعيم الانقلاب المدعوم من مصر على ليبيا".
وتابع: "إنهم يقدمون بالفعل الدعم اللوجستي والعسكري إلى حفتر زعيم الانقلاب المتمركز في الشرق، والعقبة الوحيدة التي أمام حفتر للهيمنة على ليبيا من خلال الانقلاب هي التواجد التركي".
وأكد أنه على حد علمه، فإن ربط التقارب بين تركيا ومصر بمثل هذا الشرط ليس بالفعل موضوعا ضمن المباحثات الجارية حاليا.
وشدد على أن التقارب التركي المصري، لا يلزم بلاده بأي التزامات، وهي قد مدت يدها لمصر بنوايا حسنة بناء على طلبها.
وأضاف: "أما بالنسبة للتصور الذي يريدون الترويج له من أجل الضحك على شعوبهم، وهو أن تركيا تسعى لذلك لأنها مضطرة إليه، فهو ليس سوى سياسة ماكرة".
ولفت إلى أن مصر تستخدم هذه السياسة، للمساومة في الخليج بورقة التقارب مع تركيا، بالإضافة أن هناك احتمال كبير لتحقيق السيسي مكاسب كبيرة عبر هذا النمط من السياسة.
التأكيد على ثلاث نقاط
وتابع أقطاي، مشددا على بعض النقاط، أولها أن الاتفاق على مسألة معينة لا يعني الاتفاق على كل شيء، لافتا إلى أن تركيا لديها صراعات عميقة مع الولايات المتحدة وروسيا وإيران وحتى إسرائيل حول العديد من القضايا، لكنها تواصل التواصل معهم حول بعض القضايا الأخرى التي تتطلبها المصالح المشتركة، ولا يوجد سبب لعدم وجود ذات المستوى من العلاقة مع مصر.
أما النقطة الثانية، فأوضح أقطاي أن النوايا الحسنة لتركيا في استعادة هذه العلاقات ليس إعلانا للهزيمة أو الاستسلام، ولا يتطلب منها التخلي عن السياسات الأخلاقية والإنسانية التي أظهرتها حتى الآن.
وأما النقطة الثالثة، فأن تركيا هي الكيان الشرعي الوحيد المتواجد في ليبيا، وليس لمصر الحق في التشكيك في ذلك، وقد فقدت حقها بالحديث بهذا الشأن بعد دعمها لحفتر الذي ثبت أنه قام بجرائم ضد الإنسانية.
وأشار أقطاي إلى أنه في الآونة الأخيرة تناقلت وسائل إعلام مصرية وخليجية تعليقات تشكك في العلاقات بين تركيا ومصر لافتة إلى أنها لا تسير على مايرام.
وأضاف أن وسائل إعلام عربية، تستغل بعض البيانات والتصريحات وقولبتها كما يحلو لها من أجل تحريف الصورة المثالية التي شكلتها تركيا طيلة 20 عاما الماضية، لاسيما حول مسألة الوجود التركي في ليبيا وازدياد أنشطتها هناك يوما بعد يوم، فتلك الوسائل الإعلامية تعكس ذلك على أنه دليل على عدم مراعاة تركيا لشروط التقارب مع مصر.
وتابع، بأن بعض وسائل الإعلام الخليجية، تحاول بذل قصارى جهدها لتقويض حتى أدنى احتمال لحدوث هذه العلاقة منذ البداية، مضيفا أنه "من الواضح أن وسائل الإعلام المصرية التي تغذيها الإمارات، ضغطت أيضا على نفسها بشدة حتى لا تتحدث كثيرا، وإن كان ذلك لفترة قصيرة في مرحلة ما من المحادثات".
وأضاف، أن أولئك الذين يقولون إن العلاقات بين تركيا ومصر لا تسير على ما يرام، يشيرون إلى أن تركيا لم تمتثل للشروط المطلوبة للتقارب، مشيرا إلى أن هذا المفهوم خاطئ.
أقطاي يهاجم "قرارات الإعدام" بمصر ويربطها بأزمة "سد النهضة"
هل تبقى تركيا في أفغانستان دون موافقة طالبان؟
اتفاق "تعاون أمني" تركي فلسطيني يدخل حيز التنفيذ.. تفاصيل