أُثارت عملية
اختطاف عسكريين يمنيين بمحافظة شبوة، شرقي اليمن، الأسبوع الماضي، من قبل مسلحين يعتقد
صلتهم بتنظيم القاعدة، أسئلة عدة حول دلالة العملية وتوقيتها.
والثلاثاء الماضي،
أفاد مصدر أمني بأن مسلحين يتبعون تنظيم القاعدة اختطفوا خمسة من ضباط البحث الجنائي
في مديرية مرخة السفلى، جنوبي عاصمة المحافظة عتق.
وبحسب المصدر
الذي تناقلت وسائل إعلام محلية تصريحه، فإن "عناصر القاعدة أوقفت الضباط، بينما
كانوا في طريقهم إلى مديرية بيحان جنوبي شبوة".
"دوافع
سياسية"
وفي هذا السياق،
قال مصدر محلي مسؤول إن عملية اختطاف الضباط التابعين لإدارة البحث الجنائي "سياسية"
أكثر ما هي حقيقية.
وأضاف في تصريح
لـ"عربي21"، مشترطا عدم الكشف عن اسمه: "حاليا، هناك وسطاء قبليون يلعبون
دورا في الإفراج عن الضباط الذين تم نقلهم إلى محافظة البيضاء المحاذية لمحافظة شبوة،
من جهة الغرب".
اقرأ أيضا: تنظيم "القاعدة" يخطف 5 ضباط يمنيين في شبوة
"دائرتا
نفوذ وصراع"
من جانبه، رأى
الخبير العسكري والإستراتيجي اليمني، علي الذهب، أن محافظة شبوة واقعة في دائرتي نفوذ
وصراع بين أطراف متحاربة متمثلة بالحكومة المعترف بها، والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا،
وجماعة الحوثيين، فضلا عن تنظيمي القاعدة وداعش.
وقال في حديث
لـ"عربي21": "المؤشرات تفيد بأن العناصر التي نفذت عملية الاختطاف تابعة للقاعدة، حيث تم نقلهم إلى مناطق محاذية للبيضاء على الحدود مع شبوة الخاضعة
للشرعية".
لكنه استدرك
قائلا: "لا يمكن الجزم بأن من نفذ هذه العملية هو تنظيم القاعدة"، مؤكدا
أنه "إذا كان التنظيم هو من قام بذلك، فإنه يستدعي النظر إلى دوافع ذلك".
وتابع متسائلا:
"هل قام بهذه العملية لتحرير عناصر موالية له لدى الأجهزة الحكومية؟ لاسيما أن
المختطفين من جهاز البحث الجنائي، وهي سلطة أمنية لها دور محدود في مجال مكافحة الإرهاب".
وبحسب الخبير
العسكري الذهب: "إذا لم يكن هذا الدافع الرئيس للعملية، فلاشك بأنه قد يكون وراء
ذلك المجلس الانتقالي، كون أجزاء كبيرة من محافظة شبوة كانت خاضعة لسيطرته، وانخرط في
قوات "النخبة الشبوانية" المنحلة مجموعة من عناصر القاعدة".
وأشار إلى أن : "أكثر
من 300 عنصر من القاعدة تم تجنيدهم في صفوف قوات النخبة المنحلة التي شكلتها دولة
الإمارات، بعد حصولهم على ضمانات، ثم تفرقت هذه العناصر بعد استعادة المحافظة من قبل
القوات الحكومية في آب/ أغسطس 2019".
وأوضح الخبير
الاستراتيجي اليمني أنه "لا تزال الشبهات حول ارتباط القاعدة وداعش بالحوثيين
مسألة مثار جدل، ولكن يجب النظر إلى أن السلطة المحلية بشبوة لا تزال تواجه تحديات
عدة، منها بسط نفوذها على جغرافيا المحافظة بكاملها".
وأردف :
"لا يزال هناك ضعف في الدعم الشعبي للسلطة المحلية، وهذا ما كشفته ربما عملية
الاختطاف للعسكريين الذين تحركوا في وضح النهار، ثم يجري استدراجها إلى كمين مجهول".
وتشهد محافظة
شبوة، الواقعة جنوب شرق اليمن، استقرارا أمنيا ونهضة تنموية منذ بسط القوات الحكومية
سيطرتها في العام 2019، وطرد مليشيات الانتقالي منها، إلا أن السلطات الأمنية بين
الفينة والأخرى تعلن إحباط أنشطة وهجمات يقوم بها عناصر موالون للمجلس الانتقالي، الذي
لم يخف تهديده باستعادة هذه المحافظة.
الأمم المتحدة تتهم "الحوثي" بقتل المدنيين في مأرب
ماذا وراء زيارة وفد مسقط إلى صنعاء؟
حشود عسكرية للحكومة اليمنية وللانتقالي تنذر بصدام جديد