في تبادل كلامي بين الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد والمرشد علي خامنئي، بسبب موقف الرئيس السابق من الانتخابات التي بدأت اليوم الجمعة، نقلت صحيفة "ديلي تلغراف" عن نجاد قوله: "لن أصوت" في الانتخابات الرئاسية الأكثر تشددا في تاريخ إيران.
ورد خامنئي باتهام من يقاطعون الانتخابات بـ"الخيانة"، بحسب تقرير الصحيفة الذي ترجمته "عربي21".
وقال نجاد؛ إن الانتخابات تفتقد المصداقية وستضعف إيران، ومنع الرئيس السابق من المشاركة في السباق الرئاسي، بعدما رفض مجلس صيانة الدستور طلبه، وعدد آخر من الرموز المهمة.
وحذر من أن انتخابات 18 حزيران/ يونيو ستؤدي إلى حكومة بلا تفويض شعبي، ما يعد ضربة أخرى لانتخابات تميزت بقيود مشددة على المرشحين.
وقال نجاد الذي انتخب رئيسا ما بين 2005- 2013؛ إنه سيمارس "حقه الشخصي" والامتناع عن التصويت، وسط ما وصفه حالة حرمان الناخبين.
وتحدث بعد صلاته في إيمان زادة، منطقة المنسوجات في سوق طهران الكبير: "لن أصوت، والسبب الرئيسي هو مشاهدتي استبعاد جزء كبير من الناس".
اقرأ أيضا: انتخابات إيران تنطلق.. خامنئي يدلي بصوته ويدعو للمشاركة
وقال: "حكومة ضعيفة قادمة إلى السلطة، وحكومة ضعيفة ستضعف وضع إيران. وستضعف الموقف المحلي وعلاقاتنا مع العالم. وستحول علاقاتنا مع بقية العالم ضد إيران".
ورغم استبعاده من الترشيحات مع عدد آخر، إلا أنه لا يزال يحتفظ بتأثير دفعه إلى السلطة في 2005، وتعبر تعليقاته عن المزاج المتمرد تقريبا، بحسب الصحيفة.
وسينتخب الإيرانيون رئيسا جديدا، بعد نهاية فترة حسن روحاني الذي يحكم منذ عام 2013. ويتوقع فوز إبراهيم رئيسي، رجل الدين المتشدد ورئيس القضاء، ويعتقد الكثيرون أنه المرشح المفضل لدى المرشد الإيراني علي خامنئي.
وتتوقع الاستطلاعات نسبة مشاركة بـ 40%، وهي أقل من نسبة 70% في انتخابات عام 2017. وبرر الناخبون مقاطعتهم بسبب منح الأفضلية لرئيسي، وتعب الرأي العام من الطبقة السياسية.
وقال رضا فتحي، (29 عاما) الذي يعتمد في معيشته على جذب الزبائن لمحلات السجاد في السوق: "لا أنا ولا أحد من عائلتي سيصوت".
وعادة ما يقوم مجلس صيانة الدستور بدراسة ملفات ترشيح المرشحين، لكنه اتسم هذه المرة بالشدة واستبعد معظم المرشحين الإصلاحيين ومتشددين مثل علي لاريجاني، رئيس البرلمان السابق ونجاد.
ومن بين سبعة مرشحين، انسحب ثلاثة بشكل ترك الساحة مفتوحة لتتويج رئيسي.
اقرأ أيضا: محللون لـ"عربي21": الانتخابات الجارية بإيران تمهد لموقع المرشد
والمرشحون الباقون بالإضافة لرئيسي، هم محسن رضائي، قائد الحرس الثوري السابق وسيد أمير حسين غازي زادة هاشم، النائب في البرلمان وعبد الناصر همتي، حاكم المصرف المركزي السابق. و"النكتة المتداولة في طهران: هناك أربع حبات تفاح متعفنة في الصحن، ونحن أحرار أيهما نختار"، بحسب الصحيفة.
ورد رجل "لماذا؟" و "لأي لص أصوت؟"، وقالت زرفات مرادي، (60 عاما) وهي أرملة تبيع المواد المكتبية في الشارع؛ إنها لو صوتت فستصوت للتغيير، مشيرة إلى أنها وابنها فقدا عملهما منذ وصول روحاني إلى الحكم.
وقالت: "يقولون إن رئيسي قدم وعودا أحسن، وهو رئيس القضاء، ويمكن أن يقدم شيئا أحسن من الآخرين".
ويعد همتي المنافس الأبرز لرئيسي، وهو المرشح الوحيد الذي يمثل الجناح المعتدل في السياسة الإيرانية رغم أنه مستقل، ولكنه مرتبط بالبرنامج الاقتصادي للحكومة التي ستنتهي ولايتها.
وكان أهم إنجاز لروحاني هو الاتفاقية النووية في 2015، التي حملت معها وعودا اقتصادية وعلاقات أفضل مع العالم، ولكنها انهارت بعدما أعلن دونالد ترامب عن خروجه منها في 2018 وبعد عامين واجهت إيران وباء كورونا، مما زاد مصاعب جديدة لاقتصاد يعاني من التضخم العالي والفساد ومعدلات البطالة العالية.
وتحاول السلطات إقناع الناخبين للمشاركة، وتحفل القنوات التلفزيونية بتغطية واسعة لها ووضعت ملصقات إعلانية حول العاصمة طهران، بهاشتاغ هذا صوتي وكلمات مختارة من كلام خامنئي.
واتهم خامنئي من لا يذهب للتصويت بالخيانة. وقال في خطاب يوم الأربعاء: "من يحاولون تثبيط الناس عن المشاركة في الانتخابات، يعملون على إضعاف الحكومة الإسلامية، وتحويل البلد إلى ساحة للإرهابيين"، ويعتقد الكثيرون أن الخطاب كان موجها لأحمدي نجاد.
من ينتصر في حرب الظل الأمريكية ـ الإيرانية بالشرق الأوسط؟
صحيفة: شبح الامتناع الجماعي عن التصويت يطارد انتخابات إيران
بوليتكو: أوروبا راقبت ترامب وهو يدمر الاتفاق النووي الإيراني