أظهر استطلاع للرأي في
بريطانيا تراجع تأييد
المسلمين لحزب العمال بزعامة
كير ستارمر، بنسبة كبيرة، وهو ما اعتبره قياديون مسلمون في الحزب إشارة على وجود قلق جدي لدى المسلمين بشأن توجهات الحزب الجديدة.
وتأتي نتائج الاستطلاع بعد عام من تسلم ستارمر زعامة الحزب، خلفا لجيرمي كوربين الذي يتمتع بعلاقات قوية مع المسلمين، كما يُعرف بدعمه للقضية الفلسطينية، بعكس ستارمر الذي يبدو حريصا على التخلص من إرث سلفه، وإعادة بناء الحزب بعيدا عن توجهات كوربين الداخلية والخارجية.
وحسب الاستطلاع الذي نظمته شبكة المسلمين في
حزب العمال، التي يرأسها النائب أفضل خان، فقد صوت ٥٣ من المسلمين لحزب العمال في الانتخابات المحلية الأخيرة (أيار/ مايو)، مقارنة مع ٦٤ في المئة في الانتخابات العامة الأخيرة عام ٢٠١٩، في حين صوت 11 في المئة لحزب
المحافظين، بارتفاع أربع نقاط مئوية.
كذلك أظهر الاستطلاع، الذي اطلعت "عربي21" على نتائجه، أن تأييد المسلمين المشاركين في الاستطلاع لشخصية ستارمر (بدرجات متفاوتة) بلغ ٢٢ في المئة، في حين حاز جونسون على 20 في المئة. لكن في المقابل، فإن 29 في المئة قالوا إنهم لا يفضلون ستارمر، مقارنة بـ53 في المئة لجونسون. واللافت أن 7 في المئة قالوا إنهم لم يسمعوا بستارمر أصلا.
لكن يبقى حزب العمال هو الحزب المفضل للمسلمين بنسبة 72 في المئة، بانخفاض 11 نقطة مئوية عن الاستطلاع السابق، وارتفعت نسبة تأييد حزب المحافظين خمس نقاط، إلى 11 في المئة.
وبشكل عام أظهر حزب العمال تراجعا في الانتخابات المحلية والفرعية الأخيرة (مقعد في البرلمان)، مقارنة بالانتخابات المحلية التي جرت قبل خمس سنوات. وكان ذلك بمثابة اختبار جدي لزعامة ستارمر، الذي يتهمه أعضاء في الحزب بأنه يركز جهوده على استبعاد القيادات المحسوبة على كوربين، بدلا من إعادة توحيد الحزب لمواجهة المحافظين الذين عززوا موقعهم في الانتخابات الأخيرة.
وأجري الاستطلاع عبر الهاتف بين 20 أيار/ مايو و4 حزيران/ يونيو الجاري، على عينة حجمها 504 أشخاص من المسلمين البالغين. وقالت الشبكة إنها راعت التوازن في العمر والجنس والتوزيع الجغرافي عبر الأراضي البريطانية.
وقالت الشبكة تعليقا على نتائج الاستطلاع: "لعقود كان مجتمع المسلمين من بين المؤيدين الأكثر ولاء لحزب العمال (..) نتائج الاستطلاع تظهر بداية تحطم هذه العلاقة".
وأكدت أن هذه النتائج "يجب أن تكون موضع قلق لنا جميعا في حزب العمال. المصوتون المسلمون يرسلون رسالة واضحة: أصواتنا ودعمنا ينبغي ألّا تعدّ مضمونة، بل يجب العمل على اكتسابها".
وأوضحت أن العمل على "استعادة ثقة أولئك الذين فقدناهم، وتقوية روابطنا مع أولئك الذين ما زالوا يدعموننا، يجب أن تبدأ فورا. هذا يمكن أن يتم عبر التزام جاد من قيادات الحزب".
وشددت شبكة المسلمين في حزب العمال على ضرورة "فهم بواعث القلق الجدية لدى بعض ناخبينا الأكثر ولاء".