قال ضابط إسرائيلي إن "المؤسسة العسكرية والأمنية تؤيد تشديد المواقف مع حماس، وترى أن تصعيدا آخر هو سيناريو أكثر قبولا من التهدئة، فقد مر أسبوعان منذ انتهاء حرب غزة، وتحاول إسرائيل مع المصريين بناء آلية إنهاء مختلفة عن العمليات السابقة، ومن هنا تأتي صعوبة التوصل إلى اتفاقات، وإحراز تقدم في المفاوضات مع حماس من أجل وقف إطلاق نار مستقر".
وأضاف تال ليف-رام في مقال بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أنه "من الناحية العملية، حتى هذه اللحظة، فإن الاتفاق الوحيد هو ما تم التوصل إليه في نهاية العملية، ما يعني وقف إطلاق النار، ليس أكثر، وفي هذا الواقع، تعتقد المؤسسة العسكرية أن المزيد من التصعيد في غزة هو أكثر سيناريو معقول من التهدئة، والاتفاق مع حماس على صفقة تبادل الأسرى".
وكشف أن "إسرائيل ستغير ثلاثة مبادئ تتعلق بغزة، أولها أن إعادة إعمارها، وفتح معابرها بالكامل لن يتم إلا بعد إعادة جثامين الجنود لديها، وثانيها أن أموال المساعدات لإعادة إعمارها، بما فيها القطرية، ستمر عبر السلطة الفلسطينية، وليس مباشرة لحماس، بإشراف رقابة دولية تؤكد وصول الأموال لعنوانها، وثالثها تغيير جوهري بمعادلة الرد على استمرار إطلاق الصواريخ من غزة، وتحميل حماس كلفة أعلى لكل إطلاق صاروخ".
وأشار إلى أن "نتائج الحرب الأخيرة كان من شأنها تعميق ردع الجيش الإسرائيلي بمرور الوقت، لكنه افتراض نقطة ضعفه الرئيسية أن حماس لديها خطط أخرى خاصة بها، وهي مصممة بكل الطرق على تقديم انتصار على إسرائيل في الصراع الأخير، هذه مشكلة العمليات التي تهدف لردع عدو يختلف تفكيره ونظامه".
وأوضح أنه "عند الحديث عن فرص إنجاز صفقة تبادل أسرى مع حماس، فقد تدفقت تفاصيل باردة، وربما حتى الماء المتجمد تفيد بأنه لا يوجد تقدم كبير، فالفجوات ما زالت ضخمة، وفرص التقدم لا تزال منخفضة للغاية، ومن يتوقعون نتائج سريعة قد يصابون بخيبة أمل، لأنه عندما يكونون في طريقهم للتوصل إلى اتفاق وتسوية، فليس مستبعدا أن تتطور جولات أخرى من التصعيد بغزة في المستقبل القريب، وهذا الخيار هو الأكثر منطقية".
وزعم أن "الجيش قدم أداء بإطلاق النار، والتواصل مع استخبارات عالية الجودة، وألحق أضرارا بقدرات حماس مقارنة بالعمليات السابقة، ولكن في النهاية ما زالت العملية محدودة في نطاقها، ويجب توخي الحذر، لأنه منذ 16 عامًا من العلاقة مع حماس، بنت إسرائيل مسارا معوجا من الصعب تصويبه، بسبب التباعد بين الأعمال والأفعال، وعدم وجود رد عسكري حاد على أي إطلاق صواريخ، وعدم وجود مبادرة سياسية".
وتوقع أن "عناد حماس قد يؤدي إلى جولات أخرى من التصعيد، أو قرار الدخول في حملة أوسع من المرة السابقة، ولن يكون اختبار الحكومة المقبلة ردا على بالون واحد من النيران".
وأوضح أن "الجيش الإسرائيلي وكجزء من استخلاص دروس حرب غزة مهتم بتنفيذ خطط مهمة في السنوات القادمة لتعزيز الجيش البري بشكل كبير، وإضافة عناصر متقدمة من الابتكار وتقنيات النيران والاستخبارات المتقدمة، تحت عنوان "القتل الفتاك" الذي حدده رئيس الأركان باعتباره هدفا مهما، ورغم ذلك فإن البعد عن الرؤية كبير جدًا، وسيصعب جدًا تحقيقه في السنوات القادمة بسبب ضائقة الميزانية الإسرائيلية".
وأشار إلى أنه "تم توجيه جزء من الانتقاد إلى الطريقة التي نفذ فيها الجيش خطة الاحتيال كخطوة أولية للهجوم الأول لسلاح الجو على الأنفاق الدفاعية لحركة حماس في شمال قطاع غزة، ما أعطى حركة حماس فرصة أفضل، في عدم إدخال عناصرها إلى الأنفاق، فيما أراد الجيش الوصول إلى عدد أكبر بكثير من خسائر حماس مقارنة بالعمليات السابقة، وهو ما لم يحدث عمليًا".