شهدت الساعات الأخيرة تصاعدا في الخلافات بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير جيشه بيني غانتس، حول الموقف من سياسة واشنطن في تعاملها مع الملف النووي الإيراني.
ويجري غانتس زيارة سريعة إلى الولايات المتحدة خلال
الساعات القليلة المقبلة، تستغرق يوما واحدا، لبحث تبعات الحرب على غزة مع مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية.
وذكر الخبير العسكري الإسرائيلي أمير بوخبوط في
تقرير نشره موقع "ويللا" العبري، وترجمته "عربي21"، أن زيارة
غانتس المفاجئة، تتزامن مع تصريحات حادة أصدرها نتنياهو، ومفادها أن "إسرائيل
ستعمل ضد جهود إيران لحيازة الأسلحة النووية، ولو كان ذلك على حساب الاحتكاك مع
الولايات المتحدة".
وأضاف بوخبوط أن هناك تقديرا أمريكيا بأن نتنياهو
"قد يقدم على مهاجمة إيران، لمنع الإطاحة به في اللحظات الأخيرة"، لافتا
إلى أن غانتس سيتم استقباله في البيت الأبيض ووزارة الدفاع، وسيناقش القضية
الإيرانية مع نظيره.
وأشار إلى أنه سيناقش قضايا أخرى مثل حرب غزة
والشؤون الإقليمية والمشتريات الأمنية للجيش الإسرائيلي، وسط خلافات إسرائيلية
أمريكية حول قضايا إعادة إعمار غزة، وتدخل دول إقليمية في ذلك، وصفقة تبادل أسرى
مع حركة حماس، وتحقيق تهدئة بعيدة المدى مع الحركة، وزيادة فعالية القبة الحديدية
لمواجهة المخاطر الصاروخية من لبنان.
ولفت إلى أن "الزيارة تتم وسط خشية أمريكية من لجوء
نتنياهو إلى الهجوم على إيران، ما دفع مكتبه لاتهام أطراف بتشويه صورته، بدون حدود،
لأن رئيس الوزراء لا يعتقد بوجود خلاف بين محاربة المشروع النووي الإيراني علانية أو
في الغرف المغلقة، لأن كلا الأمرين لا يتعارضان مع المحافظة على أمن إسرائيل".
اقرأ أيضا: نتنياهو يصعّد في ملف إيران النووي.. وواشنطن تستدعي غانتس
وأوضح أن "واشنطن سرعت بزيارة غانتس من أجل هذا
الغرض، وهو أول سياسي إسرائيلي كبير يصل إلى الولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس جو
بايدن، وتأتي بعد محادثات بين غانتس ونظيره الأمريكي خلال أيام الحرب على غزة".
ونوه إلى أن "غانتس يرى أن التعامل مع الاتفاق النووي
الإيراني يجب خوضه في الغرف المغلقة، وليس أمام الرأي العام، لأن أمن إسرائيل يتطلب
ذلك، ولذلك فإن تصريحات نتنياهو عن نية إسرائيل العمل ضد المشروع النووي الإيراني على
حساب الاحتكاك مع الولايات المتحدة، أثارت انتقاد غانتس الذي رد عليها بالقول إن خطابات
التحدي تضر بأمن إسرائيل".
وأوضح نتنياهو أن "إيران تهددنا بشكل مباشر من خلال
الطاقة النووية، أو بشكل غير مباشر من خلال التهديد بعشرات الآلاف من الصواريخ المدعومة
بالمظلات النووية، وهذا يعني تهديد ضد استمرار المشروع الصهيوني، ويجب أن نحارب هذا
التهديد إلى ما لانهاية، قلت ذلك لصديقي بايدن بأنه مع أو بدون اتفاق، سنواصل بذل
كل ما في وسعنا لإحباط التسلح الإيراني بالأسلحة النووية".
وأكد نتنياهو أن "إسرائيل لن تتردد في مواجهة البيت
الأبيض بشأن هذه القضية، وإذا كان علينا الاختيار، وآمل ألا يحدث ذلك، بين الاحتكاك
مع صديقنا العظيم الولايات المتحدة، والقضاء على التهديد الوجودي الإيراني المتزايد،
فإنني سأختار الأخيرة، ولذلك على القيادة السياسية لإسرائيل أن تفعل كل شيء لضمان عدم
حدوث ذلك تحت أي ظرف من الظروف، وألا تسلح إيران نفسها بأسلحة نووية".
لكن غانتس رد على تصريحات نتنياهو بالقول إنه "يتفق
مع الجميع بشأن خطورة التهديد من طهران، لكن الحوار مع واشنطن بشأن هذه القضية يجب
أن يتم في الداخل بحيث لا يشكل تهديدا للاستقرار الإقليمي والسلام العالمي، رغم أن
إيران دولة تولد العنف، وتروج لبرنامج نووي يشكل خطرا على إسرائيل، ومع ذلك، فإن إسرائيل
أقوى دولة في المنطقة في دائرة نصف قطرها 1500 كيلومتر من القدس".
وختم بالقول إن "الولايات المتحدة كانت وستظل الحليف
الأهم لإسرائيل في الحفاظ على تفوقها الأمني في المنطقة، وإدارة بايدن هي صديقة حقيقية
لإسرائيل، ولن يكون لنا شريك جيد كالولايات المتحدة، حتى لو كانت هناك خلافات بيننا،
فإنها لن تضر بأمن إسرائيل".
خبراء إسرائيليون: أخفقنا مرتين.. صورة الانتصار ومعركة الرواية
"هآرتس": لهذه الأسباب السنوار أفضل من نتنياهو
ردود فعل إسرائيلية تنتقد وقف إطلاق النار ولا تتوقع استمراره