كتاب عربي 21

هل يتحدى السيسي إسرائيل؟!

1300x600
لا يتوقف "السياسيون الجدد" عن الفتوى، فكان من آثار هذا إنتاج "الخرافة" وترويجها على أوسع نطاق!

لقد انطلقوا في البداية من ترويج ما يفيد بأن تغيراً طرأ في الموقف المصري من المقاومة، ومن ثم اندفعوا "يحللون" هذا المنتج على أنه "معلومات"، وعليه فقد أرهقوا أنفسهم في قراءته، ليخصلوا منه بما لا أساس له من الصحة ولا محل له من الإعراب!

في مصر نطلق على الخبز عيشاً، ومن ثم ورد في الأمثال أن "الجائع يحلم بسوق العيش"، ويمكن إعادة صياغة المثل بتصرف فيكون "الجائع يحلم بسوق الخبز"، وبعض الذين يروجون الخزعبلات، عن تحول، أو تطور، أو "تحور" الموقف المصري في هذه القضية أو تلك، (تماشياً مع لغة العصر حيث كثر الحديث عن تحور الفيروس اللعين)، هو نتاج "عشم"، أو "أمل"، فهم يحلمون، ويأملون في ذلك، فيتصرفون كالغريق الذي يتعلق في "قشاية". فهم وقد طال عليهم الأمد في المعارضة، فإنهم يبحثون عن ثغرة في جدار هذا النظام العسكري العضوض، ليجدوا المبرر الأخلاقي لتأييده، لعله يعفو ويغفر. وهؤلاء لا يدركون طبيعة هذا الحاكم، فهذه الصيغة كان يمكن أن تمر في عهد مبارك، لكن السيسي لا ينسى ولا يتساهل مع معارضيه، لمجرد أن يتأكد أنهم موضوعيون؛ يعارضونه إذا أخطأ ويؤيدونه إذا أصاب!
انطلقوا في البداية من ترويج ما يفيد بأن تغيراً طرأ في الموقف المصري من المقاومة، ومن ثم اندفعوا "يحللون" هذا المنتج على أنه "معلومات"، وعليه فقد أرهقوا أنفسهم في قراءته، ليخصلوا منه بما لا أساس له من الصحة

وإن كان مروجوا "الخرافة" ليسوا سواء؛ فهناك من خضعوا للدعاية المكثفة عن "تحور الموقف المصري"، فصدقوا ذلك ومن ثم فقد اندفعوا بحسن نية يسلمون بهذا الدعاية، ثم يقومون بتحليلها، وقد قرأت لصديق لا أشك في حسن نواياه، قوله إن هناك "وافداً" جديداً عاقلاً، دخل مؤسسة الرئاسة للتو، لا بد أن يكون وراء هذا التحول الذي طرأ على الموقف من قضية المقاومة!

والحقيقة أن البعض "ضحايا" للدعاية المكثفة عن إنجازات قدمها نظام السيسي في هذا الملف، فماذا يمكنك أن تعتقد لو أنك استيقظت من نومك فوجدت أخباراً كثيرة عبر السيوشيال ميديا عما قدمه عبد الفتاح السيسي للمقاومة، وكيف أن سيارات الإسعاف المصرية دخلت غزة، وأن انذاراً مصرياً صدر للجانب الإسرائيلي بأن مصر فرضت حمايتها على سيارات الإسعاف القادمة من غزة، فصارت في حكم المدرعات العسكرية المصرية، وأن الاقتراب منها هو تجاوز للخطوط الحمراء، فمن يقدر على المساس بالآليات العسكرية المصرية؟!.. وكيف أن مستشفيات سيناء قد فتحت لاستقبال المصابين الفلسطينيين.. وضاع نفي محافظ الإقليم على صفحة العلاقات العامة بالمحافظة، بعدم صحة فتح المستشفيات، بسبب تكثيف هذه الدعاية ووجود من يريد أن يصدقها!

ومن قام بنشر هذه الأخبار غير الصحيحة هم أنصار النظام على صفحاتهم، ولم يكن لها أثر في الإعلام المملوك للسلطة، أو وجود لها على الصفحات الخاصة بقيادات السلطة في مصر، بدءاً من السيسي، ومروراً برئيس الحكومة، بالإضافة لصفحة المتحدث الرسمي باسم الجيش باعتبار أن هذه الدخول الذي حدث في غزة، والمساعدات التي قدمت للأهالي، هي من قبل الجيش. بل المدهش أن على هذه الصفحات لم نجد أثراً لإدانة هذا الإجرام الإسرائيلي، وأن السيسي نفسه، لم تصدر عنه إدانة للممارسات الإسرائيلية (حتى كتابة هذه السطور)، والأمر ترك للوزير المختص، الذي كان لافتاً أن بيانه الأول صدر بعد ساعات من صدور بيانات لدول عدة، سواء عربية أو غربية، وظل الإعلام المصري يعتمد خريطته لم يتجاوزها مع تصاعد المواجهة!
من قام بنشر هذه الأخبار غير الصحيحة هم أنصار النظام على صفحاتهم، ولم يكن لها أثر في الإعلام المملوك للسلطة، أو وجود لها على الصفحات الخاصة بقيادات السلطة في مصر، بدءاً من السيسي، ومروراً برئيس الحكومة، بالإضافة لصفحة المتحدث الرسمي باسم الجيش

وذلك مع ظهور السيسي أكثر من مرة منذ هذه الأحداث، فقد تجاهل الأمر تماماً، ولم يصدر عنه كلام ولو للاستهلاك المحلي، كما كان يحدث في عهد مبارك "كنز إسرائيل الاستراتيجي"!

شجاعة القائد:

ولأني لم أجد على النار هدى، بعد البحث والتنقيب عن مصدر هذه الأخبار، فلم أجد حرجاً في طلب مصدر هذه الأخبار من بعض المروجين لها بكثافة وبدأب، ولم أتلق رداً، وإن كان ما يشغلهم هو البحث عن ميدان يثبتوا فيه شجاعة قائدهم، وهم يعيشون في أجواء هزيمة على المسار الإثيوبي. والمدهش أن منهم من ذهبوا يمررون صفقات السلاح، وآخرها صفقة الرافال الأخيرة والتي وجدت معارضة واسعة، لا سيما وأنها تكشفت بعد التسليم بأنه لا حل عسكري لمواجهة مخاطر السد الإثيوبي.

ومن هنا فقد انطلق القوم يسألون سؤالاً يحمل إجابته: أعلمتم لماذا كانت مصر حريصة على شراء السلاح وتنوع مصادره؟ لقد كانت تعمل حساب هذه اللحظة، ولولا وجود هذا السلاح لما أمكنها أن تنحاز للقضية الفلسطينية، وأن تقف مع المقاومة (رغم جرائمها في حق الأمن القومي المصري)، ولما أمكنها ان تخرج على "طوع" الولايات المتحدة الأمريكية!

فالقوم كانوا يبحثون عن ميدان نصر، لكن في المقابل فإن غيرهم أمسك في هذه الدعاية الرائجة، وذهب يحلل هذا التطور في الموقف المصري، فيعتمدها كمعطيات ليصل لنتائج. فالسيسي قرر تحدي إسرائيل لأنها رفضت طلبه بالتوقف عن التصعيد، وأن هذا الموقف يأتي - كذلك - تحدياً لمحمد بن زايد بسبب الخلاف الجذري في سياسات البلدين بسبب تمويل الإمارات لسد النهضة، وبسبب رفضه التدخل للحل لصالح مصر.

وهذه حالة من العبث أنتجتها عقول مشوشة، وكأنها لم تتعلم من الدرس القريب، عندما جرى الحديث عن المصالحة مع الإخوان، واعتماد قرارات الإفراج عن سجناء في الآونة الأخيرة لتعزيز هذا الاتجاه. ومع كل عملية إفراج تجد هناك من يطلب منك تحليل الموقف، وإن كان "السياسيون الجدد "جاهزون بطبيعتهم للتحليل واستخلاص النتائج، والتي تنتهي دائما إلى أن السيسي انقلب على الإمارات، مع أن المفرج عنهم ليسوا كثيرين، وعمليات الإفراج ليست تحولاً في اتجاه السلطة، ولكن لحسابات غربية، وذراً للرماد في العيون!
مع كل عملية إفراج تجد هناك من يطلب منك تحليل الموقف، وإن كان "السياسيون الجدد "جاهزون بطبيعتهم للتحليل واستخلاص النتائج، والتي تنتهي دائما إلى أن السيسي انقلب على الإمارات

وكان لا بد من لطمة لإفاقة الذين ينصبون "حلقة ذكر" ويعيشون موسم "تحور الفيروس"، تمثلت في زيارة ولي عهد أبو ظبي للقاهرة، وحرص السيسي على إرسال رسالة لمن يهمه الأمر بأن العلاقة بينهما كالسمن على العسل، ثم بدا كما لو كان يتم تكريمه بوجبة إعدامات دسمة، تم تنفيذها في شهر رمضان بالمخالفة للتقاليد، بل وتمكينه من إدراج مصر ضمن الدول التي قدمت لها الإمارات وجبات طعام في شهر رمضان، وليكون الشعب المصري كمن يعيش عالة على "إحسان القوم"، لما في ذلك من علو لمكانة هذه الدولة الخليجية، مع أن المصريين في هذه الوجبات من الزاهدين، والتي لم نسمع أنها وزعت في أي مكان بمصر، فالمهم أنه تحقق المراد بهذا التمكين!

خطيب الأزهر:

ومع أن الأيام أثبتت للسياسيين الجدد، أن ما ذهبوا إليه لم يكن صحيحاً، فلا مصالحة هناك، ولا قطيعة مع الإمارات، إلا أنهم مع هذا اندفعوا يتصدرون مجلس الفتوى فيفتون بأن تغييراً قد حدث، ويستخدمون كل شاردة وواردة للتأكيد على صحة ما ذهبوا إليه، والذي يثبت أن هناك عقلا جديدا داخل مؤسسة الرئاسة لا بد وأنه هو من يعيد هندسة الموقف، وما هو هذا الموقف؟!

لقد أمسكوا بكل شاردة وواردة، فلما وجدوا "خطيب الأزهر" يخطب خطبة حماسية، ضد العدوان الإسرائيلي على غزة والمسجد الأقصى، قالوا لا بد أن يكون السيسي وراء هذا، ولا بد وأن يكون اختيار الجامع الأزهر في هذه اللحظة له دلالته، أيضاً اختيار خطيبه، وكأن وزير الأوقاف لا يمكنه أن يخطب ضد إسرائيل إذا صدرت له التعليمات بذلك، وهو الأوقع لتمثيل السياسة المصرية، من حيث كونه عضواً في الحكومة، أما "خطيب الأزهر" فلا توجد له أي صفة رسمية!

ولأن منصات التواصل الاجتماعي مكنت "الهاجع والناجع" من التحليل، والإفتاء في شؤون السياسة، بل وفي أمور الدين وعلوم الفضاء، فلم يجد هؤلاء رغبة لديهم في السؤال لتلقي الإجابة بأن الأمر أبسط مما يتخيلون!

فالنقل التلفزيوني لصلاة الجمعة من الجامع الأزهر يحدث مرة كل شهر، وأنه لم يسبق لوزير الأوقاف أن خطب الجمعة على منبر الأزهر - كما هي العادة - عند النقل التلفزيوني إلا مرة واحدة بعد الثورة، عندما كانت العلاقة جيدة بينه وبين شيخ الأزهر، وأن الشيخ أو المكتب الفني للمشيخة هو من يختار الخطيب، وأنه غالباً ما يكون هو الدكتور أحمد عمر هاشم، الذي له صولات وجولات مع هذا النوع من الخطب في كل مرة يحدث فيها العدوان الإسرائيلي، سواء على غزة أو على المقدسات الإسلامية، شأنه في هذا شأن خطيب الأزهر الراحل الشيخ إسماعيل صادق العدوي، الذي كان يخطب خطباً حماسية ملتهبة تضامناً مع فلسطين ونخرج من الجامع الأزهر في مظاهرات التضامن، فيعتدي علينا الأمن بقسوة!

وإذا كان لا بد من تحليل هدف خطبة الدكتور أحمد عمر هاشم، فإنها ضمن سياق خطب الأزهر في مثل هذه الأحداث، وكذلك اعتبارها امتداداً لموقف شيخ الأزهر نفسه الذي هو محدد وواضح انحيازاً لقضية فلسطين، في حين أن السيسي نفسه لم يصدر عنه بيان ولو يتيم، أو تصريح من باب المناسبة، وقد تجاوز الأمر برمته، وكذلك رئيس حكومته، أما البرلمان فلم يصدر عنه بيان إدانة سوى عن لجنة من لجانه، وليس عن المجلس في عمومه. وهذا كله تراجع عن الموقف أيام مبارك، فكل المؤسسات الرسمية كانت تدين الاعتداءات، وتندد بالهمجية الإسرائيلية، فماذا فعل السيسي ليندفع المحللون في اتجاه استدعاء ثقافة المرحلة عن تحور الفيروس ومآلات هذا التحور؟!
هذا كله تراجع عن الموقف أيام مبارك، فكل المؤسسات الرسمية كانت تدين الاعتداءات، وتندد بالهمجية الإسرائيلية، فماذا فعل السيسي ليندفع المحللون في اتجاه استدعاء ثقافة المرحلة عن تحور الفيروس ومآلات هذا التحور؟!

شكر إسماعيل هنية:

اللافت أن أنصار الحاكم العسكري، كانوا قد اختلقوا صفحات على منصات التواصل الاجتماعي لقيادات المقاومة، مثل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، قدم عبرها الشكر للرئيس السيسي على فتحه للمعابر، وعلى سيارات الإسعاف التي دخلت غزة. ورغم علمي السابق بأن هذه المنصات لا تسمح بذكر اسمه، فضلاً عن وجود صفحة له، فقد سألت "حسام بدران"، القيادي بحركة حماس، إن كان لـ"أبو العبد" صفحة على فيسبوك أو تويتر، فنفى نفياً قاطعاً أن تكون له صفحة على أي منصة!

أعلم أن الرجل قدم الشكر للقيادة المصرية، في خطابه يوم السبت الماضي (15 أيار/ مايو) في المظاهرة التي شارك فيها بالدوحة، إلا أنها لم تأت في سياق تقديم المساعدات المنشورة، وتقديم الإنذارات شديدة اللهجة، وتحول الموقف المصري!

ونأتي هنا لبيت القصيد، فأول بيان رسمي صدر حول فتح المعبر واستقبال المصابين كان من قبل حركة حماس فجر السبت، وبعد أكثر من أسبوع على الأحداث، وإن كان قد سبق ذلك شكر من السفير الفلسطيني بالقاهرة، وسبقه كذلك تسيير نقابة الأطباء (وليس وزارة الصحة) لقوافل من الأطباء إلى سيناء لمعالجة المصابين. وحتى كتابة هذه السطور صباح اليوم الاثنين (17 أيار/ مايو) لم ترد أخبار عن وصول المصابين لمستشفيات سيناء، وإن كان المنشور هو تخصيص ثلاثة مستشفيات لذلك!

ولم تكن هي المرة الأولى التي تفتح فيها مصر مستشفياتها لقبول المصابين من جراء العدوان الإسرائيلي، فقد حدث هذا في عهد مبارك من قبل، لكن لا بد هنا من التذكير بأنه عندما ألقت الحرب أوزارها في كانون الثاني/ يناير 2009، واحتشد المجتمع المصري لتقديم المساعدات لأهالي غزة، فقد كنت ضمن وفد من أعضاء نقابة الصحفيين انطلق في حافلات إلى سيناء، وذلك لتقديم مساعدات غذائية وأدوية وما شابه ذلك، وكنا بصحبة قيادات في النقابة قالت إنها حصلت على موافقة السلطات المصرية بدخولنا إلى غزة، وعلى أبواب معبر رفح تم منعنا من الدخول، وبعد جدل عقيم مع القيادات الأمنية هناك وعدونا بإدخال المساعدات. وكانت هناك سيارات كثيرة تحمل المساعدات، معظمها من السلفيين وعلى الأخص "جمعية أنصار السنة"، ومن المحافظات المختلفة. تم وضع كل هذه المساعدات في مخازن، برسوم يومية تحملتها النقابة كما تحملتها الجمعيات، لنعلم بعد ذلك أن كل هذه المساعدات فسدت، ولم تدخل لغزة!

فالنظام توقف أداؤه عند "اللقطة" باستقبال مصابين من غزة، لاستيعاب ثورة المصريين وتضامنهم، ثم توقف الأمر عند هذا الحد، وعندما يتم الحديث بشكل متأخر عن فتح المعبر من اتجاه واحد واستقبال المصابين، فكيف يمكن اعتباره قراراً عظيماً ينم عن تحول في الموقف المصري، ليجلس الجهابذة ويقدحوا زناد فكرهم لاستخلاص الدروس المستفادة ورصد هذا التحول الكبير؟!
النظام توقف أداؤه عند "اللقطة" باستقبال مصابين من غزة، لاستيعاب ثورة المصريين وتضامنهم، ثم توقف الأمر عند هذا الحد، وعندما يتم الحديث بشكل متأخر عن فتح المعبر من اتجاه واحد واستقبال المصابين، فكيف يمكن اعتباره قراراً عظيماً ينم عن تحول في الموقف المصري؟

مهمة السيسي:

وإذا اعتبر "السياسيون الجدد" أن هذا الموقف غير مسبوق، فينبغي الوقوف على أن السيسي مدين لما جرى بخلق دور له، من خلال الطلب الأمريكي له بالوساطة لوقف التصعيد. وشمل هذا الطلب قطر وتونس، نظراً للعلاقة التي تربط قيادات الدولة القطرية وقيادة البرلمان التونسي بحركة حماس، والدور المصري هو لأن بيد الجنرال المفتاح الذي يغلق به البوابة على غزة ويساهم في عزلها، وهو يسيء استخدام ذلك، وليس مأمولاً أن يتخلى عن هذه السياسة. ولا يعقل أن تكون واشنطن قد طلبت منه الضغط على إسرائيل، لكن طبيعة الوساطة تستدعي أن يتصل الوسطاء بالإسرائيليين باعتبارهم الطرف الآخر!

وهذا الدور هو امتداد لنفس الدور الذي قام به، عندما كُلف إسرائيلياً بالاتصال بحماس والتفاوض معها، في وقت كان إعلامه لا يكف عن التشهير بها واتهامها بأنها أضرت بالأمن القومي المصري بمشاركتها في الثورة وفتح السجون، وسجَنَ أحد الصحفيين بتهمة التخابر معها، مع أن كل ما فعله أن أجرى مقابلات صحفية مع قياداتها في مصر، ونشر هذه المقابلات في الصحف السيارة، فاعتبرت السلطة المنشور دليل إدانة، وكذلك في وقت كان يقدم فيه الرئيس محمد مرسي وعدد من أركان حكمه للمحاكمة بتهمة التخابر مع حركة حماس! فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.

فهذا التقارب من ضرورات الدور والمهمة، وقد كان من قبل انتظار اتصال أمريكي تأخر منذ وصول بايدن، وكأن من المقرر أن يكون أول اتصال يتعرض لملفه الحافل بانتهاكات حقوق الإنسان، وكأني به الآن وهو يهتف: "يا فرج الله"!

فليتوقف السياسيون الجدد عن العبث!

سطور أخيرة:

بعد الانتهاء من كتابة هذا المقال اليوم الاثنين (17 أيار/ مايو)، الساعة السابعة وعشر دقائق بتوقيت أم القرى ومن حولها، دخلت صفحة عبد الفتاح السيسي فلم أجد شيئاً على مسار التضامن مع فلسطين، أو فتح المعبر، أو تقديم المساعدات، وكذلك الحال بالنسبة لصفحة وزارة الصحة، والموقع الرسمي لمحافظة شمال سيناء، والصفحة الرسمية للعلاقات العامة للمحافظة التي لا تزال تحمل نفي المحافظ لفتح المستشفيات (بتاريخ 13 أيار/ مايو)، فكل الصفحات تبدو في إجازة، إلا صفحة الحكومة المصرية التي احتفت بكلمة وزير الخارجية أمام مجلس الأمن أمس، ولا شيء عن مساعدات أو فتح معبر. أما صفحة زارة الخارجية، فقد تم تحديثها قبل تسع ساعات بخبر يتضمن اتصال الوزير بنظيره القطري، سبقه خبر كلمته أمام مجلس الأمن، وإن كنت أسلم بأن قرارا صدر بفتح المعبر منذ يومين، فلماذا لم ينشر على هذه الصفحات الرسمية؟!

twitter.com/selimazouz1