أثارت أنباء مغادرة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى
اليمن، مارتن
غريفيث، منصبه قريبا، وتعيينه وكيلا للشؤون الإنسانية وحالات الطوارئ بديلا لمواطنه البريطاني، مارك لوكوك، تساؤلات عدة حول أسبابه ودلالاته.
وفي اليومين الماضيين، قال أمين عام المنظمة الدولية، أنطونيو غويتروش؛ إن غريفيث باق في منصبه حتى إيجاد بديل عنه في هذه المهمة في اليمن.
ويرى مراقبون ومحللون يمنيون أن إنهاء مهام المبعوث الأممي في اليمن، الذي تسلمها منذ العام 2018، تأتي طيا للفشل للدبلوماسي في تحقيق أي تقدم في سبيل إنهاء الحرب الدائرة في البلاد منذ 7 سنوات.
"لم يعد مقبولا"
ويرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي، أن إنهاء مهمة غريفيث بعد إخفاقه في الاستمرار كوسيط، مقبول من
طرفي الصراع.
وأضاف في حديث خاص لـ عربي21": وهذا يشير إلى أن هذا السياسي البريطاني فشل إلى حد كبير في تحقيق اختراق، ضمن مهمته المكرسة في الأساس لإنهاء الحرب واستعادة السلام في اليمن.
وتابع التميمي: لقد أضاع هذا المبعوث أكثر من ثلاث سنوات ونيف، من زمن الحرب وهو وقت طويل كان يفترض أن تحقق فيه الأمم المتحدة نجاحا مفترضا.
وبحسب الكاتب اليمني، فإن غريفيث تحول إلى جزء من المشكلة، وهو وضع دفعه إليه الحوثيون الذين رفضوا استقباله في مسقط، رغم المساعي التي بذلها المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ لجمع المبعوث الأممي مع ممثلي الحوثي في العاصمة العمانية.
وأشار إلى أنه: "هو الأمر الذي ساهم في فشل المهمة الأمريكية الأخيرة لدفع الحوثيين إلى القبول بمبادرة وقف إطلاق النار".
وأوضح السياسي التميمي أن الأمم المتحدة، بضغط من القوى الكبرى في إعادة تدوير الوسطاء والموظفين ومنهم "غريفيث" رغم فشلهم الواضح، وسلوكهم طريقا انتهازيا للبقاء في مناصبهم بأي ثمن، مؤكدا أن الأمر ساهم في تعويم المسؤولية عن استمرار الحرب والتغطية على التجاوزات الخطيرة التي مكنت الأطراف الانقلابية مثل الحوثيين والمجلس الانتقالي (مدعوم من الإمارات) من تحقيق المزيد من المكاسب الميدانية، وتضييق هامش النجاح في التواصل إلى إنهاء الحرب تأسيسا على قرارات الشرعية الدولية.
"إنهاء حقبة من الفشل"
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الزرقة؛ إن مغادرة "غريفيث" منصبه، إعلان نهاية حقبة من
الفشل الدبلوماسي في الملف اليمني وبداية للبحث عن حلول بديلة، خصوصا بعد موقف مليشيا الحوثي منه ورفضها لمقابلته في العاصمة العمانية (في الأسبوعين الماضيين).
وأضاف في حديث خاص لـ "عربي21": وعلى الرغم من أنه عمل خلال فترته بطريقة لم تضغط على الحوثيين في أي مرحلة، تعاملت معه المليشيا بكثير من التعالي.
وأشار الزرقة إلى أن الرجل يبدو أنه لم يستطع التعرف على خفايا الصراع اليمني ووقع ضحية لمستشاريه، وأيضا طموحه في محاولة معالجة الملف اليمني باستخدام السياسة الناعمة ومحاولة إمساك العصا من الوسط.
ومن ناحية أخرى، وفقا للكاتب اليمني الزرقة، فإن هذا الأمر قد يكون لإفساح المجال للمبعوث الأمريكي ورؤية بلاده لتكون بديلا عن المحاولة البريطانية التي مثلها مارتن غريفيت.
ومضى قائلا: "وهذا يعني؛ أنه قد يكون هناك تحول في إدارة الملف اليمني واعتباره جزءا من ملف التفاوض مع إيران"، على حد قوله.
وفي الأيام الماضية، تم تكليف الدبلوماسي البريطاني مارتن غريفيث، وكيلا للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وحالات الطوارئ بديلا عن مواطنه، مارك لوكوك، وسط أنباء أكدها الأمين العام للأمم المتحدة، عن مغادرته منصبه كوسيط أممي في الملف اليمني قريبا، بعد إيجاد بديل آخر له بهذا المنصب، الذي عمل فيه منذ ثلاث سنوات ونيف تقريبا.