أشارت صحيفة "الأخبار" اللبنانية إلى إعلان إثيوبيا مؤخرا عن وضع الحجر الأساس لبناء مركز تدريب عسكري بحري، وتأسيس كيان عسكري بحري حقيقي، واستحداث شارات ورتب جديدة، رغم أن البلاد حبيسة ولا تمتلك حدودا بحرية.
ووضعت الصحيفة ذلك التطور "الغريب" في سياق علاقات إثيوبيا الخاصة مع الإمارات، ومساعي الأخيرة لإحكام القبضة على النفوذ في منطقة القرن الأفريقي خلال السنوات الماضية.
وذكّرت الصحيفة بأن شركة "موانئ دبي العالمية"، تنشط في 78 محطة في 40 دولة عبر ست قارات، من بينها ميناء بربرة في "أرض الصومال"، المنفصل فعليا عن الإدارة المركزية في مقديشو.
وفي أيار/ مايو 2016، وقّعت الشركة اتفاقية لتشغيل وتطوير ميناء بربرة في أرض الصومال لمدة 30 عاما، وهو ما اعتبرته مقديشو "غير قانوني".
وضمنت إثيوبيا وجودها في الميناء، وذلك في آذار/ مارس 2018، من خلال صفقة خاصة مع "موانئ دبي"، منحت بموجبها الأولى حصة بلغت 19 بالمئة في الميناء، لتبدأ أديس أبابا استثمار 80 مليون دولار في طريق بطول 500 ميل يربط بين الميناء ومدينة توجوشال الحدودية.
وفي أيار/ مايو 2018، حصلت إثيوبيا على حصة من الأراضي في جزيرة لامو الكينية بوصفها جزءا من مشروع "لامو بورت" (ميناء لامو)، جنوب السودان – إثيوبيا للنقل، المعروف اختصارا باسم "لابسيت"؛ وهو مشروع نقل وبنية تحتية بتكلفة 24 مليار دولار وقع في عام 2012، ولكن تأجل بسبب التأخير في التمويل ومشكلات الأمن في كلا البلدين.
اقرأ أيضا: ما حقيقة موقف الإمارات من سد النهضة بعد تهديدات السيسي؟
وبعد ذلك، أتى السلام مع إريتريا ليعود حلم أديس أبابا بوصولها الكامل إلى البحر، وامتلاك قوات بحرية.
وفي آذار/ مارس 2019، وخلال زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أديس أبابا، وقع البلدان اتفاقية تعاون دفاعي تعهدت خلالها باريس بتطوير سلاح البحرية الإثيوبي المنتظر، وتدريب البحارين الإثيوبيين في فرنسا.
ثم في كانون الأول/ ديسمبر 2019، كشفت صحيفة "كابيتال" الإثيوبية عن اتفاق مبدئي لإنشاء قاعدة بحرية إثيوبية في دولة جيبوتي المجاورة، وفق "الأخبار".
وتقول الصحيفة: "قد تبدو مساحة الاختيارات أمام إثيوبيا كبيرة، خصوصا في ظل وجود قوى إقليمية ودولية تتقاطع مصالحها معها، مثل الإمارات والسعودية والصين، إلا أن الوضع أكثر تعقيدا مما يظهر".
وتتابع: "فحتى لحظة إعلان أديس بابا عن المقر المحدد للقوات البحرية الجديدة، تظل التكهنات هي المسيطرة على المشهد، على رغم وجود وجهتين متاحتين أمام إثيوبيا لاستضافة قواتها. ويبقى ميناء بربرة هو الأرجح، نظراً إلى قربه إلى الحدود، ووجود طريق قائم بالفعل يربط أديس أبابا بالميناء، إضافة إلى امتلاكها جزءاً من حصصه، إلى جانب حليفها الإماراتي".
وتختم بالقول: "خيار إنشاء إثيوبيا قاعدة بحرية في جارتها جيبوتي يبقى واردا، على رغم الصعوبات التقنية والتمويلية؛ فإضافة إلى التكلفة الباهظة التي ستتحملها إثيوبيا، هنالك صعوبات يفرضها وجود قواعد عسكرية لبعض حلفاء مصر، مثل فرنسا وإيطاليا، وأمريكا بقدر أقل".