قال كاتب إسرائيلي إن "مرور أكثر من ستة أشهر على اتفاقيات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، يعتبر فرصة مناسبة لتحليل موقف العرب في إسرائيل من هذه الاتفاقيات، سواء ردود فعل كبار أعضاء الأحزاب العربية والحركة الإسلامية، أو الفلسطينيين بشكل عام".
وأضاف أريك رودنيكي مدير مشروع برنامج "كونراد أديناور للتعاون اليهودي العربي"، في مقال نشره مركز ديان لدراسات الشرق الأوسط، ترجمته "عربي21"، أن "إعادة الاتصال بين العرب في إسرائيل وشعبهم الفلسطيني بعد حرب 1967 عززت هويتهم الوطنية الفلسطينية، وزاد انتقادهم للمواطنة الإسرائيلية".
وأشار إلى أنه "من الناحية التاريخية عارض الفلسطينيون في إسرائيل اتفاقية السلام مع مصر في 1979، ووصفوها بأنها خيانة، والرئيس أنور السادات بأنه عميل الإمبريالية، والاتفاقية بأنها مؤامرة إمبريالية إجرامية ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والأنظمة التقدمية في المنطقة، أما موقفهم من اتفاق السلام مع الأردن في 1994 فجاء مختلفًا تمامًا، وأيدته القيادة السياسية للجمهور العربي".
وأوضح أنه "في صيف 2020، أصدر السياسيون العرب في إسرائيل موقفا ضد صفقة القرن، وربطوها باتفاقيات التطبيع، وخلال تصويت الكنيست في خريف 2020 عليها، فقد صوت ضدها ممثلو الأحزاب العربية في القائمة المشتركة، وقال أيمن عودة إن الاحتلال لم ينته بعد، وسيستمر غدًا، وسيعيش الفلسطينيون في ظل نظام عسكري، وسيواصل المستوطنون سرقة الأراضي منهم".
اقرأ أيضا: حملة لـ"مقاطعة الإمارات" في "تويتر" تزامنا مع أحداث القدس
وأكد أن "الساسة العرب في إسرائيل وصفوا الحفل في واشنطن بأنه ليس اتفاق سلام تاريخيا، بل صفقة هستيرية، ووجهوا انتقادات لحكام الإمارات والبحرين، وتجاهلوا إرادة شعوب بلادهم، ووصفها جمال زحالقة (نائب في الكنيست) بأنها دول فصل عنصري، وانتقد اتفاق التطبيع مع السودان، وأعرب أعضاء الحركة الإسلامية عن موقف نقدي من الاتفاقات، واستندوا في معارضتهم على أسس دينية، بجانب السياسية والأخلاقية والاجتماعية والأمنية والعسكرية".
وأضاف أن "القناعات السياسية لدى قادة الجماهير العربية في إسرائيل تؤكد أن اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين لا تهدف إلى حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وفي تصويتهم ضد الاتفاقية، أظهر أعضاء المجموعة المشتركة أنهم ليسوا فقط ضد الحرب، ولكن أيضًا ضد التطبيع أيضاً".
وأوضح أنه "في الوقت ذاته، فإن آخرين من الجمهور العربي في إسرائيل، اعتقدوا أن هذه الاتفاقيات ستؤدي لتحسين الوضع الاقتصادي في إسرائيل، بما ينعكس عليهم معيشياً، وإن عددًا أكبر منهم ظن أنه يمكنهم العثور على عمل في التجارة في الشركات أو الوزارات الحكومية التي من شأنها إقامة علاقات مع الدول العربية، رغم وجود قناعات بأن هذه الاتفاقيات تأتي على حساب حل القضية الفلسطينية".
وأشار إلى أن "آخرين يعتقدون أن الاتفاقيات قد تؤدي لدفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ولذلك فإن هذه القناعات التي تعبر عن توجهاتهم السياسية والوطنية لا يمكن فهمها دون الأخذ بعين الاعتبار تأثيرات الدائرة الخارجية، والتطورات في العالم العربي والحركة الوطنية الفلسطينية، مع العلم أن هذه التطورات مرتبطة أساساً بما شهده العالم العربي من هزات أرضية خلال حقبة الربيع العربي، إضافة للانقسام السياسي في الحركة الوطنية الفلسطينية منذ 2006".
صحيفة عبرية تكشف خفايا من صفقة الغاز مع الإمارات
لقاءات إسرائيلية مع الإمارات والمغرب لتطوير التطبيع
رصد إسرائيلي لآثار الأزمة السياسية الداخلية على التطبيع