قررت قوات الاحتلال منع دخول المستوطنين اليهود إلى المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، اعتبارا من الثلاثاء، وحتى إشعار آخر، في أعقاب دعوة جماعات استيطانية لتنفيذ اقتحام كبير في 28 رمضان. وذلك بالتزامن مع اعتداءات على المصلين عند باب الأسباط؟
وبحسب إذاعة الجيش "تقرر إغلاق دخول اليهود إلى المسجد الأقصى اعتبارا من غد الثلاثاء وحتى إشعار آخر".
وكانت جماعات استيطانية أعلنت عزمها تنفيذ اقتحام كبير للمسجد الأقصى في 28 رمضان، الموافق 10 مايو/أيار الجاري، بمناسبة ما يسمى "يوم القدس" العبري.
وفي وقت سابق الإثنين، أفتت رابطة علماء فلسطين بقطاع غزة، في بيان، بـ"وجوب الرباط والاعتكاف في أيام وليالي العشر الأواخر من رمضان لكل من يستطيع الوصول للمسجد الأقصى".
اقرأ أيضا: الإبعاد عن الأقصى أسلوب احتلالي للسيطرة على المكان (فيديو)
وأرجعت ذلك إلى الرغبة في تفويت "الفرصة على هؤلاء الصهاينة من تنفيذ اقتحامهم وتحقيق أهدافهم".
من جهة أخرى، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الاثنين، على عدد من المصلين قرب باب الأسباط.
وقالت وكالة "وفا"، إن قوات الاحتلال احتجزت عددا من المصلين ونكلت بهم أثناء دخولهم لأداء الصلاة من باب الاسباط للمسجد الاقصى ما تسبب بمواجهات مع الاحتلال.
في سياق متصل، اعتدت قوات لاحتلال على المعتصمين في الشيخ جراح المهدد بالهدم، مستخدمة سيارات المياه العادمة، والهراوات ضد الأهالي.
وفي تحذير من خديعة الاحتلال بشأن مزاعم منع اقتحام المسجد الأقصى من قبل المستوطنين، قال الباحث في شؤون القدس والمسجد الأقصى زياد ابحيص: "بوضوح وقبل أن تبدأ جولة التخذيل والتثبيط المعتادة قبل كل مواجهة؛ كل مصدر "مطلع" أو "مسؤول" عربي أو فلسطيني من أي جهة يسوق لخديعة الاحتلال بـ "وقف الاقتحامات" في العشر الأواخر من رمضان على غرار ما حصل 2019، فهو شريك لجماعات المعبد في تسهيل اقتحام 28 رمضان، وشريك بفعله هذا في تهويد الأقصى أياً كانت نيته، ولنحذر الخديعة جميعا".
وأوضح في تعليق له وصل "عربي21"، أنه في "اقتحام 28 رمضان الموافق 2 حزيران/يونيو 2019، أعلنت حكومة الاحتلال أنها ستغلق باب المغاربة أمام الاقتحامات لبقية العشر الأواخر من رمضان كي يطمئن الناس، وبالفعل لم يتواجد في الأقصى إلا 200 مرابطا، نكلت بهم قوات الاحتلال ومكنت المتطرفين من الأقصى يصلون ويعربدون طولا وعرضا".
وذكر ابحيص، أنه "في اقتحام الأضحى في 11 أيلول/سبتمبر 2019، شارك بنيامين نتنياهو بنفسه في الخديعة، حين صرّح أكثر من مرة أنه لم يتخذ قرارا بشأن الاقتحام، ثم في الساعة ٨:٣٠ من صباح يوم العيد وبينما كان في الأقصى مئة ألف مصل نشر خبرا أنه قرر منع الاقتحام، وبينما كان المصلون ينفضّون كان متطرفو جماعات المعبد على الجسر أمام باب المغاربة يتأهبون لساعة الصفر، وانفض الناس وبقيت ثلة مرابطة من ألف شخص خاضت معركة مع المحتل في ساحات الأقصى، ولولا انفضاض الناس لما كان اقتحام الأضحى ممكنا".
وقال: "اليوم تعلن شرطة الاحتلال إغلاق الأقصى أمام الاقتحامات لما تبقى من العشر الأواخر من رمضان لتكرر نفس الخديعة، لكنها طَمأنَت جماعات المعبد المتطرفة أن اقتحام 28 رمضان قائم، وهي بدورها تواصل تعبئة جمهورها بكل إمكاناتها"، متسائلا: "هل نسوق أنفسنا نحو الخديعة طوعا؟".
وينفذ المستوطنون اقتحامات صباحية يومية للمسجد الأقصى المبارك، ويؤدون طقوسا تلمودية عند حائط البراق، الذي يسمونه حائط المبكى، تحت حماية مباشرة من قوات الاحتلال.
وتواجه عشرات العائلات الفلسطينية، التي تعيش في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة منذ عام 1956، خطر إخراجهم من منازلهم لصالح مستوطنين إسرائيليين.
وتقول الخارجية الفلسطينية إن محاكم الاحتلال وافقت بين بداية عام 2020 ومارس/آذار الماضي، على إخراج 33 عائلة فلسطينية، تضم 165 فردا، من هذا الحي.
اعتقالات بالضفة والقدس ومستوطنون يقتحمون الأقصى (شاهد)
"عربي21" ترصد الأجواء في ساحة باب العامود بالقدس (شاهد)
إصابات جديدة برصاص الاحتلال واعتداءات مستمرة للمستوطنين