دعا علماء بريطانيون إلى توخي الحذر بشأن الطفرة الجديدة من فيروس كورونا التي تم اكتشافها في الهند مؤخرا.
جاء ذلك وفق ما نقلته صحيفة "إندبندنت" البريطانية، موضحة أنه رغم بعض النظريات القائلة بأن السلالة الهندية قد لا تمثل مشكلة مثل الطفرات الأخرى للفيروس، إلا أن علماء يدعون لتوخي الحذر منها في وقت أضافت فيه بريطانيا، الهند، إلى "القائمة الحمراء".
وذكرت الصحيفة وفق ما ترجمته "عربي21"، أن المتغير المعروف باسم "B1617"، يتم التحقيق فيه من مسؤولي الصحة في المملكة المتحدة، حيث تم اكتشاف إجمالي 77 حالة إصابة به حتى الآن.
ولم يعرف بعد ما إذا كان هذا المتغير أكثر خطورة أو يستجيب للقاحات المتوفرة حاليا.
لمتابعة آخر الأرقام ببلدك وبلدان أخرى عليك زيارة موقع كورونا الخاص بعربي21: اضغط هنا
ونقلت عن الخبير من معهد ويلكوم سانجر البريطاني، الدكتور جيفري باريت، قوله إن "المتغير قد انتشر في الهند مع الموجة الأخيرة الكبيرة والمأساوية، لكن لا نعرف حتى الآن إذا كان هو سبب هذه الموجة الجديدة".
وأضاف: "بالتأكيد هناك علاقة سبب ونتيجة ولكن لم يتم تسجيل سوى حوالي 1000 حالة في الهند من بين حوالي 4 ملايين حالة في هذه الموجة حتى الآن".
اكتظاظ في المقابر ومحارق الجثث
ازداد عبء العمل على حفّاري القبور بشكل هائل خلال الأسابيع الأخيرة في الهند فيما تضرب البلاد التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة حاليا موجة ثانية من الوباء.
ورسميا، توفي حوالى 180 ألف هندي بسبب كوفيد-19 من بينهم 15 ألفا في شهر نيسان/ أبريل وحده. لكن يعتقد البعض أن الرقم الفعلي قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
وانتشرت صور المحارق الممتلئة وغير القادرة على التعامل مع عدد الجثث الهائل، على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام.
في غازي أباد قرب نيودلهي، بثت محطات تلفزيونية صورا لجثث ملفوفة في أكفان مصفوفة على الرصيف، وإلى جانبها أقارب يبكون أمواتهم في انتظار دورهم لحرق الجثث.
في ولاية غوجارات في الغرب، تعمل العديد من محارق الجثث في سورات وراجكوت وجامناغار وأحمد أباد 24 ساعة مع ارتفاع عدد الوفيات ثلاث إلى أربع مرات.
وتصدّعت مدخنة محرقة في أحمد أباد قبل انهيارها بعدما عملت بمعدل 20 ساعة يوميا خلال الأسبوعين الماضيين.
حتى إن الإطار الحديدي لفرن مخصص لحرق الجثث في سورات ذاب، لأنه لم يكن هناك وقت كاف لتركه يبرد.
وقال رامناث غيلا المسؤول المحلي لمحارق الجثث في المدينة: "حتى الشهر الماضي، كنا نحرق حوالي 20 جثة يوميا (...) لكن منذ بداية نيسان/ أبريل، أحرقنا أكثر من 80 جثة يوميا".
توزع محرقتان للجثث في لاكناو (شمالا) أرقاما على عائلات المتوفين بهدف تنظيم عمليات حرق الجثث وقد تستمر مدة الانتظار حتى 12 ساعة.
وقد تكون فترة الانتظار أحيانا طويلة لدرجة أن عائلة بدأت بحرق جثة في حديقة مجاورة لإحدى محارق الجثث.
أرقام كبيرة
وسجلت في الهند أكثر من ألفي وفاة بسبب كوفيد-19 وحوالي 300 ألف إصابة جديدة خلال 24 ساعة في واحدة من أكبر الأرقام اليومية في العالم منذ بداية الوباء، بحسب بيانات رسمية.
وتشير أرقام وزارة الصحة إلى أن عدد اصابات الجديدة التي سجلت بلغ 295 ألفا في الساعات الـ24 الأخيرة ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 15.6 ميون في الهند. أما عدد الوفيات فبلغ 2023 ليصل إجمالي عدد الذين أودى الوباء بحياتهم إلى 182 ألفا و553 شخصا.
وفي خطاب بثه التلفزيون مساء الثلاثاء، طلب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي من مواطنيه بذل مزيد من الجهود في مواجهة كورونا، من أجل تجنب إجراءات عزل جديدة خلال أزمة صحية خطيرة مرتبطة بموجة ثانية للوباء.
وأكد مودي في خطابه الأول منذ الارتفاع الكبير في الإصابات أن الهند التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة، تخوض "معركة كبيرة مرة أخرى". وقال إن "الوضع كان تحت السيطرة قبل بضعة أسابيع وجاءت الموجة الثانية مثل إعصار".
اقرأ أيضا: سلالة جديدة لكورونا بالهند تجمع بين طفرتين في نفس الفيروس
وعلى الرغم من ازدحام مدنها ونظامها الصحي المتهالك، فقد تمكنت الهند حتى الآن من مواجهة الوباء نسبيا. لكن الأسابيع القليلة الماضية شهدت تجمعات حاشدة.
فقد شارك ملايين الأشخاص في المهرجان الديني الهندوسي كومبه ميلا، ونظمت تجمعات سياسية وحفلات زفاف فخمة ومباريات رياضية.
وذكرت الصحف أن إنتاج الأدوية الأساسية المضادة لفيروس كورونا في تباطؤ إن لم يكن علق في بعض المصانع، والمناقصات الخاصة بمصانع إنتاج الأوكسجين تأخرت.
ويضطر أقرباء مرضى إلى دفع مبالغ كبيرة لشراء الأدوية والأوكسجين في السوق السوداء.
اقرأ أيضا: دراسة تكشف أعراضا جانبية جديدة للقاحات كورونا
وكتب رئيس حكومة دلهي أرفيند كيجريوال الذي عزل نفسه الثلاثاء بعد أن ثبتت إصابة زوجته بكورونا، في تغريدة ليل الثلاثاء الأربعاء أن بعض المستشفيات في المدينة الكبيرة "لم تعد تملك من الأوكسجين سوى كميات تكفي لبضع ساعات".
وتنصح الولايات المتحدة حاليا بعدم السفر إلى الهند، حتى للأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل، بينما أضافت بريطانيا الهند إلى "لائحتها الحمراء".
وحظرت هونغ كونغ ونيوزيلندا الرحلات الجوية من الهند.
وحتى مساء الثلاثاء، تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم، الـ143 مليونا و315 ألفا، توفي منهم أكثر من 3 ملايين و51 ألفا، وتعافى ما يزيد على الـ121 مليونا و705 آلاف، وفق موقع "وورلدوميتر".
عالم فيروسات أمريكي كبير يعلن لأول مرة رأيه عن منشأ كوفيد-19
ترقب كبير لأول تقرير دولي سيكشف نظرية أصل وجود كورونا
عالم عدوى: فايزر وأسترازينيكا بنفس الكفاءة بالحالات الشديدة