سلطت صحيفة إسرائيلية، الضوء على أداء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المتهم بالفساد، خلال فترة حكمه الممتدة لـ12 عاما، مؤكدة أنه فشل كليا في صد إيران.
وقالت صحيفة "هآرتس" في مقال للكاتب نحاميا
شترسلر: "لنترك جانبا الرشوة والتحايل وخرق الأمانة، ولنفحص إلى أين أوصلنا نتنياهو
بعد 12 سنة من حكمه، في الموضوع الأكثر أهمية بالنسبة لنا؛ وهو المشروع النووي الإيراني".
وتابعت الصحيفة: "في نهاية المطاف، إيران بالنسبة
لنا هي ألمانيا النازية، لذلك يجب علينا فعل أي شيء لوقف طهران، وفي الحقيقة كان يجب
علينا فعل ذلك منذ زمن، ولكن الحقيقة، أنه بعد 12 عاما، من أحاديث الشجار، إيران قريبة
الآن من القنبلة النووية أكثر من أي وقت مضى".
وأكدت الصحيفة أن نتنياهو فشل أمام إيران لأنه جبان،
وهو غير قادر على اتخاذ قرارات صعبة، ويقوم بتأجيل كل شيء، ويفضل دائما السباحة في
مياه راكدة، لافتة إلى أنه نشر في السابق بأن إسرائيل استعدت طوال سنوات لمهاجمة المنشآت
النووية في إيران، واستثمرت مبلغ 11 مليار شيكل في التدريبات وفي وسائل تكنولوجية من
أجل الهجوم.
التهديد الحالي
واستدركت: "لكن نتنياهو لم يصدر الأمر، ولذلك وصلنا
إلى التهديد الحالي الذي هو أخطر من أي وقت مضى"، مؤكدة أنه فشل أيضا في محاربة مبعوثي إيران في المنطقة، والآن هم
أقوياء وأكثر ترسخا مما كانوا عليه قبل 12 سنة.
ونوهت إلى أنه في "ذات يوم كان عندنا زعماء من نوع
آخر، ففي 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 1981، أصدر مناحيم بيغن الأمر لمهاجمة المفاعل النووي
في العراق، وقبلها ببضعة أشهر هدد صدام حسين، وهذا كان كافيا لبيغن"، بحسب زعمها.
وأشارت "هآرتس" إلى أنه "في أعقاب الهجوم
الناجح، تعرضت إسرائيل للإدانة من الأمم المتحدة ومن كل حكومات العالم، وتعرضت لانتقاد
شديد من الولايات المتحدة، لأننا لم نقم بإبلاغها مسبقا، ولكن كل ذلك جاء بعد تدمير
المفاعل وتم القضاء على المشروع النووي العراقي".
اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: حراك عسكري وأمني لمنع اتفاق إيران النووي
وذكرت أن رئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود أولمرت
"عرف كيف يتخذ قرارات صعبة، فقد أمر بمهاجمة المفاعل السوري في 6 تموز 2007، لأنه
كان من الواضح أنه قبل انتهاء تلك السنة سيصبح المفاعل ساخنا، وتم تدمير المفاعل في
هذا الهجوم ولم يعد بالإمكان إصلاحه، وتم وقف البرنامج النووي السوري".
وتابعت: "وخلافا لنتنياهو، حافظ أولمرت على غطاء
سري؛ لم يتحدث ولم يعط أي إشارات، وهكذا مكن بشار الأسد من نفي أن ما تمت مهاجمته كان
مفاعلا نوويا، وهنا علينا فقط أن نتخيل كيف سيكون الشرق الأوسط عندما يكون للأسد قنبلة".
خطر متزايد
ورأت الصحيفة أنه "ليس فقط في المواضيع الأمنية
يخاف نتنياهو ويؤجل ولا يتخذ أي قرار، ولكن أيضا في المواضيع السياسية يتصرف هكذا،
فهو لم يدفع قدما بأي اتفاق مع الفلسطينيين، ولم يقم بالضم، وكل ذلك من خلال نفس المقاربة
الجبانة، بحيث يكون من الأفضل عدم اتخاذ قرار لأن كل قرار يمكن أن يزعزع الكرسي، ولكن
المشكلة هي أنه حتى عدم اتخاذ قرار يعتبر قرارا، ببساطة هو قرار أسوأ"، وفق وصفها.
وأشارت إلى أن "أعضاء في اليسار يقولون؛ نتنياهو
مفضل على زعماء آخرين في اليمين لأنه غير متحمس للحرب، ويقولون؛ هذه ليست سياسة مخططا لها ولا حتى استراتيجية، هذا مجرد جبن وعدم قدرة على اتخاذ القرار، وهم لا يدركون،
أن ما لا تحله اليوم لن يختفي، بل سينمو وسيصبح أكثر خطرا".
ونبهت "هآرتس" أن الرئيس الأمريكي جو بايدن،
"مستعد الآن للتوقيع مع إيران على الاتفاق القديم، السيء، الذي وقع عليه باراك
أوباما في 2015، وهو مستعد لرفع جميع العقوبات عن طهران، ما يمكنها من تطوير صواريخ
بعيدة المدى، ولا يفرض عليها تدمير أجهزة الطرد المركزي المتطورة؛ وهو ببساطة لا يحسب
أي حساب لنتنياهو، وهذا الأمر يضعنا أمام خطر حقيقي".
ومع كل هذا، أفادت الصحيفة بأن "إيران ستستمر في
السباق نحو القنبلة حتى بعد التوقيع على الاتفاق"، وفق تقديرها.
"يديعوت": نتنياهو يمر بالمرحلة الأصعب في حياته السياسية
خبير إسرائيلي: حراك عسكري وأمني لمنع اتفاق إيران النووي
قلق لدى الاحتلال من هجوم إيراني بطائرات مسيرة