قالت صحيفة
واشنطن
بوست، إن أسوأ كابوس للمهاجرين هو استهدافهم وفقدان حياتهم بسبب العرق أو الإثنية،
مثلما حصل مع سائق أوبر محمد أنور في الولايات المتحدة، الذي
قتل بعد محاولة
فتاتين سرقة سيارته.
وقالت الصحيفة، في
مقال ترجمته "عربي21"، إن "كونك عاملا مهاجرا غالبا ما يكون أمرا مروعا في
مجتمع يعتبر ذوي البشرة السمراء والسوداء يمكن التخلص منهم. ويعد الأمر مخيفا بشكل
خاص في خضم مناخ سياسي ينظر إلى المسلمين والعرب والأقليات الأخرى على أنهم
مواطنون من الدرجة الثانية".
وقالت الناشطة أماني
الخطاطبة: "كان عمري 9 سنوات تقريبا عندما عاد والدي إلى المنزل من العمل
وعينه سوداء من الكدمات. أتذكر صراخي، وأنا أجد صعوبة في التعرف على وجهه المصاب. وكان
عمري 19 عاما عندما رأيت زبونا غاضبا يلتقط سلة مهملات صناعية من متجرنا على الطريق
السريع ويلقي بها على والدي. وكان أخي لا يزال مراهقا، بعد بضع سنوات، عندما رأى
زبونا يحاول مهاجمة والدتنا".
وأضافت: "قتل
أنور، 66 عاما، في 23 آذار/ مارس، في أثناء عمله كسائق توصيل في أوبر إيتس. وهو أب
لثلاثة أطفال وجد لأربعة أطفال، وقد هاجر من باكستان في عام 2014 لبناء حياة أفضل"،
بحسب عائلته.
وتابعت بأنه كان
الساعي الرئيسي على قوت عائلته. وتم اتهام فتاتين، 13 و15 عاما، بالقتل والسطو المسلح
وجرائم أخرى بسبب الحادث المروع، والذي تم تصويره جزئيا في مقطع فيديو لأحد المارة
عبر هاتف محمول.
وأشارت إلى أنه أمر
مفجع أن تسمع أنور يصيح: "هذه سيارتي"، وليس فقط، لأن العديد من
المهاجرين
يعرفون أعمامهم أو أقاربهم الآخرين الذين سيحاولون أيضا مقاومة السرقة. وتساءلت: "أين هو الاعتبار لقيمة حياة هذا الرجل المجتهد بينما كان جسده ملقى ووجهه
لأسفل على الرصيف"؟.
وقالت الخطاطبة: "شوهد تجاهل مماثل لحياتنا في مقطع فيديو انتشر الأسبوع الماضي انتشارا واسعا
لرجل يدوس على امرأة آسيوية تبلغ من العمر 65 عاما في نيويورك، بينما كان يصرخ
بأنها لا تنتمي إلى هذا البلد.
وأشارت إلى أن أطفال
المهاجرين ينشأون "وهم يتعرضون للتحيزات التي تعلمنا أن أحباءنا معرضون بدرجة
أكبر لخطر عدم العودة إلى البيت. بعد سنوات من قيادة والدي لسيارته في أنحاء
نيوجيرسي كل يوم لبيع البضائع الإلكترونية للبائعين، معظمهم من الأروقة على
الممرات الخشبية، افتتح والداي متاجر، حيث يمكنهم بيع هذه البضائع وشراء ألعاب
الفيديو والمقتنيات من العملاء".
وتابعت: "تجتذب
المتاجر أحيانا أشخاصا مشبوهين. لكن بعض الاعتداءات جاءت من تهديدات أقل وضوحا،
بما في ذلك الأشخاص الذين قد لا يدركون عمق تحيزهم. صرخ أحد الزوجين بإهانات عنصرية
على والدي؛ لأنه لم يعجبهما السعر الذي عرضه مقابل لعبة مستعملة يريدان بيعها. وعندما
حاولت التدخل، بعد أن قالوا لأبي الأردني ارجع إلى أفريقيا، حولت المرأة انتباهها
إلى حجابي، واقتربت بقبضتيها في الهواء. فقط تهديد والدي بالاتصال بالشرطة أخافهم".
وقالت إن العديد من
العمال المهاجرين يحاولون فقط تغطية نفقات أسرهم، لكنهم يكافحون؛ لأن عملهم أقل من
قيمته الحقيقية في مجتمع يصر على أنهم لا ينتمون.
وعندما كان يتعامل
مباشرة مع العملاء، شعر والدي بأنه أكثر ضعفا بسبب بشرته الداكنة ولهجة ثقيلة.
كانت تلك هي السمات المباشرة التي سيستخدمها العملاء العدوانيون للتهكم عليه تحت
سقف متجره الخاص. ترشحت لانتخابات الكونغرس عام 2020، لكنني ترددت كثيرا في إطلاق
حملتي السياسية التقدمية في ولايتي نيوجيرسي، خوفا من استهداف أعمال عائلتي؛ بسبب
الضعف الشديد للعمال في المناخ الحالي.
لقد كان للوباء تأثير
غير متناسب على الأقليات، ليس فقط في تفاقم التفاوتات الصحية، ولكن أيضا أضر بأكثر
الفئات ضعفا من الناحية الاقتصادية. دمرت عمليات إغلاق كوفيد-19 أعمالنا العائلية، لكننا تمكنا من
التغلب عليها.
وختمت بالقول: لكن
هذا يتعلق بما هو أكثر من الأزمة الحالية. يجب أن يُنظر إلى المهاجرين وغيرهم من
الأشخاص الملونين على أنهم أكثر من مجرد تروس في اقتصادنا. ويحتاج المجتمع إلى
تقدير البشر تحت الرسوم الكاريكاتورية للعرق، وتمكين الأشخاص من جميع مناحي الحياة
من البقاء على قيد الحياة ببساطة والعودة إلى بيوتهم وعائلاتهم.