قال كاتب إسرائيلي إن "حركة فتح تصل إلى انتخابات البرلمان الفلسطيني وهي في حالة انقسام، بينما تبادر حماس إليها وهي موحدة، مع خطة عمل منظمة.
وأضاف إليئور ليفي في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21"، أنه "رغم كل الرايات الحمر التي رفعت أمامه، فإن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ما زال ماضيا في خطة الانتخابات، سعياً لإعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية، حتى لو كان ثمنه انتصار حماس، وفيما إسرائيل منزعجة، فإن العالم يحذر من العواقب".
ومحرضا على عدم إجراء الانتخابات قال ليفي، إن "مقولة التاريخ يعيد نفسه، أولاً كمأساة، ثم مهزلة تنعكس عملياً على السلطة الفلسطينية، فرغم كل التحذيرات والتجارب الماضية، فإن فتح تصل إلى استحقاق الانتخابات التشريعية مقسمة إلى عدة أجنحة منقسمة ومتضاربة، بينما تقف حماس نموذجية وموحدة ومتماسكة، وكأننا نعيش في 2021 ذات الأجواء التي عشناها في الانتخابات الأخيرة 2006".
وأشار إلى أنه "بينما تم تسجيل 36 قائمة انتخابية فلسطينية، فقد سجلت حماس قائمة واحدة، فيما انقسمت فتح إلى ثلاث قوائم متنافسة ومتضاربة: الأولى تمثل لجنتها المركزية، وثانيها قائمة كبيرة لا تزال في التنظيم، يقودها مروان البرغوثي وناصر القدوة، وثالثها تيار محمد دحلان، المعارض اللدود لأبي مازن، وقدمت شخصيات أخرى قوائمها مثل رئيس الوزراء السابق سلام فياض".
وأكد أنه "لو تمت الموافقة على جميع القوائم الانتخابية المذكورة أعلاه، فيمكن تقدير أن حماس حققت ظروف فوز مثالية، شبيهة بانتخابات 2006، بالحصول على أغلبية مقاعد المجلس التشريعي، ولذلك فإن أي فلسطيني يتابع ما يحدث على الأرض يفهم أن عباس في ورطة".
اقرأ أيضا: انتقادات واسعة لتصريح ناصر القدوة عن الإسلام السياسي
وشرح قائلا إن "دحلان يكتسب قوة في قطاع غزة من خلال عشرات آلاف لقاحات الكورونا بدعم الإمارات العربية المتحدة، ويتمتع البرغوثي بتأييد شعبي هائل في استطلاعات الرأي العام، وسيمنحه نجاحه في الانتخابات البرلمانية قفزة قد تحقق حلمه الحقيقي بالترشح لانتخابات الرئاسة، فيما يمتلك فياض قواعد دعم في نابلس وطولكرم، وإذا لم يكن ذلك كافيا فإن حماس تأتي للانتخابات بتشكيل جبهة موحدة".
وأكد أن "حماس لجأت لعدة متغيرات لصالحها، فقد خصصت ثلث القائمة للنساء، سعياً منها لجلب عدد كبير من النساء لصناديق الاقتراع للاستفادة من قوتهن الانتخابية، ما يثير خطرا محدقا لدى رؤساء فتح، ممن بعثوا مؤخرا برسالة رسمية لأبي مازن يحذرون فيها من خسارة فتح في الانتخابات، وأوصوا بوقفها"، وتابع قائلا: "وصلت الرسالة لأبي مازن، قرأها، لكنه اختار حتى الآن تجاهلها، وعدم الرد عليها".
وأشار إلى أنه "رغم كل هذه التحذيرات، فإن أبا مازن يركض، وعيناه مفتوحتان ليصطدم بجدار إسمنتي، رغم أن ثلاثة أشخاص أساسيين يهمسون في أذنه: ماجد فرج وحسين الشيخ وجبريل الرجوب، حيث يشكك الأخيران بقدرة فتح على الفوز، لكنهما يخشيان إخبار رئيسهما بذلك، فيما يقود الرجوب جبهة واضحة كي يكون خليفته، لذلك فهو يضغط لإجراء الانتخابات بناء على علاقاته مع حماس، وقدرته على التوصل لاتفاقات معها".
وأكد أن "إسرائيل تبدو لها الانتخابات الفلسطينية مزعجة جدًا بسبب ظروفها الحالية، كما جاء على لسان منسق العمليات الحكومية في الأراضي المحتلة، كامل أبو ركن، بتوضيحه أنه إذا فازت حماس، فلن تقبله إسرائيل، وستقطع علاقاتها بالسلطة الفلسطينية كما حدث في المرة السابقة، دون أن يكون واضحا ما إذا وصلت الرسالة في واشنطن وعواصم الاتحاد الأوروبي".
ولفت إلى أنه "يمكن للولايات المتحدة، متى شاءت، أن تمارس ثقلها على أبي مازن، وتضغط عليه لوقف الانتخابات، حتى إنه شخصياً قد يصدر أعذارا مختلفة لتأجيل أو إلغاء الانتخابات، ومنها ذلك الادعاء أنه بدون إجراء الانتخابات في القدس، فسوف يلغيها، وكذلك التذرع بارتفاع معدلات الإصابة بكورونا في الضفة الغربية وقطاع غزة، بحيث يتم تأجيل الانتخابات حتى تتحقق السيطرة على الفيروس".
وأشار إلى أن "إسرائيل يمكنها تعطيل الانتخابات بمنع الحركة بين المناطق الفلسطينية، ومنع دخول مراقبين أجانب، وربما اتباع طريقة الجزرة بتكريم أبي مازن سياسيا مقابل وقف الانتخابات، رغم أن إسرائيل مطالبة لاحتمال أن يصر عباس على المضي قدمًا، وأن تكون حماس على رأس الفائزين، ما قد يؤدي لزعزعة الاستقرار الأمني"، وختم بالقول: "الفلسطينيون لديهم قاعدة معروفة: النار الداخلية تميل عادة لتحويل نفسها نحو إسرائيل".
جنرال إسرائيلي يحذر من قدرات حماس ومفاجآتها في الحرب القادمة
قلق إسرائيلي من تعزيز قوة "حماس" بالضفة عبر الانتخابات
رئيس "الشاباك" طلب من عباس إلغاء الانتخابات إذا شاركت حماس