كشف نائب رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" السابق الجمعة، عن عملية نفذها الجهاز وغيرّت مساره تماما، خلال السنوات الماضية، منتقدا آليات التعامل مع أزمة كورونا والملف النووي الإيراني.
وقال المسؤول الإسرائيلي المعروف برمز "أ"
في حوار مطول مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وترجمته "عربي21"؛ إن
"عملية اغتيال القيادي في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمود
المبحوح في دبي عام 2010، غيّرت من تاريخ جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي
الموساد".
وأشار إلى أن تل أبيب لم تعترف أبدا باغتيال
المبحوح، لكن "الموساد" اضطر إلى إجراء تغييرات غير عادية، للتكيف مع
العصر الجديد بعد عملية الاغتيال، موضحا أن هذه التغيرات تمثلت في استخدام كاميرات
المراقبة، وتقنيات التعرف على الوجه المنتشرة في كل مكان.
وفي الحوار ذاته، انتقد المسؤول الأمني الإسرائيلي،
الذي تقاعد بعد تنصيب "د" رئيسا جديدا لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي، أداء
الموساد في ملفي مواجهة وباء كورونا والمشروع النووي الإيراني، مؤكدا أن
"هناك إخفاقات كثيرة رافقت هذا الأداء".
عملية القرن للموساد
وتابع: "سياسة إسرائيل فيما يتعلق بالبرنامج
النووي الإيراني تستحق كثيرا من الإدانة، خاصة قرار بنيامين نتنياهو العمل على
انهيار الاتفاق النووي".
ولفت إلى أن "سرقة الأرشيف النووي الإيراني من قلب طهران، شكلت عملية القرن للموساد، لكن ذلك يتطلب تغيير النهج الإسرائيلي في الصراع ضد إيران، ونقل حرب الاستنزاف هذه إلى الأراضي الإيرانية".
اقرأ أيضا: خلاف حاد بين جيش الاحتلال والموساد حول الرد على إيران
وأشار "أ" الذي أنهى 34 عاما من التنقل بين أعلى المناصب في الموساد، وأخطرها قيادة فرقة مقاتلي "قيسارية" للاغتيالات، ورئيسا لإدارة العمليات عندما سُرق الأرشيف النووي من قلب طهران، إلى أنه "رغم كل هذه الجهود الإسرائيلية، فإن البرنامج النووي الإيراني استطاع مراكمة كمية اليورانيوم في إيران، وانتشارها الإقليمي، والنتيجة بالنسبة لإسرائيل سيئة، وليست ناجحة".
وأوضح "أ" أن "رئيس الموساد يوسي كوهين
كلفه في 2020 بتطوير خطة الجهاز للتعامل مع وباء كورونا، ورغم أننا قدمنا الخطة لرئيس
الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب بيني غانتس، لكن لا أحد يعرف السبب في عدم تنفيذها،
لكن الخلاصة في مواجهة الوباء، يمكن وصفها بأننا رأينا إدارة سيئة".
وأضاف أن "جهاز الموساد يعاني من خطر جديد يتمثل
بعدم استقلاله، لأن المنظومة السياسية الإسرائيلية لم تحافظ بشكل كاف على دوره المستقل
في السنوات الأخيرة، وتعارض بشدة نشر عملياته السرية".
عملية علنية وسرية
وكشف أن "انسحاب ترامب من الاتفاق مع إيران كان
هدفا لعملية إسرائيلية علنية وسرية، نفذ فيها الموساد توجيهات القيادة السياسية، واتخذ
سلسلة من الإجراءات المختلفة لتحقيق ذلك، فقد كان واضحا، أن إسرائيل إذا تمكنت من إخراج
الأمريكيين من ذلك الاتفاق، فسوف يتساقط حتى يتم الانتهاء منه بشكل نهائي، لقد أعددنا
وفقًا لذلك، بدأنا التحركات، والحصول على الأرشيف النووي كان أحد هذه الإجراءات".
وأكد أنه "في الوقت نفسه، فإن النتيجة: الحاصلة
مع الاتفاق النووي الإيراني باتت محل انتقاد، لأنك إذا نظرت اليوم، في آذار/مارس 2021، فلدينا
تخصيب لليورانيوم في عدة مناطق في الأراضي الإيرانية: بوردو وكاشان وناتانز، وتراكمت
لديهم 2.5 طن من اليورانيوم المخصب، والآن أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، وبات وضعنا
اليوم أسوأ مما كان عليه وقت الاتفاق النووي".
وأشار إلى أن "إيران، رغم كل جهودنا، لم توقف توسعها
الإقليمي في المنطقة ثانية واحدة، بل إنها تواصل إنتاج الصواريخ، لذلك يمكن القول بكثير
من الثقة أن الصفقة التي صنعناها ليست جيدة، بدليل أننا عدنا إلى المكان نفسه".
وأكد أن "نتنياهو قدم نفسه بطريقة معاكسة لإدارة
الرئيس السابق باراك أوباما، ما أضر بقدرة إسرائيل على تقليص الأضرار التي لحقت بالاتفاق
النووي، مع أن المشكلة الرئيسية أنه فيما كان التهديد النووي الإيراني تهديدا وجوديا،
فإن الحكومة الإسرائيلية لا تتعامل معه على هذا النحو، بل تطالب بأن تضيف لكل المفاوضات
مع إيران قضايا صواريخ أرض- جو، والتوسع الإقليمي، والعنف الذي يدفع بالمسألة النووية
إلى أسفل".
خلاف حاد بين جيش الاحتلال والموساد حول الرد على إيران
الاحتلال الإسرائيلي يكشف عن "معركة سرية" في الجنوب السوري
خبير إسرائيلي: تقديراتنا تجاه حزب الله خاطئة بشأن الحرب