كشفت مصادر عن قيام طهران بافتتاح مركز للتقنيات الإيرانية في سوريا، موضحة أن المكتب مسؤول عن تبادل وتصدير التقنيات والتكنولوجيا بين البلدين.
ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية، عن الرئيس التنفيذي لـ"اتحاد إنتاج ونشر المحتوى في الفضاء الإلكتروني" الإيراني، سعيد مشهدي، قوله إن مسؤولي الشركات الإيرانية سيتمكنون من دراسة الوضع السوري للأنشطة، كما سيلتقون بمسؤولي شركات سورية.
وأضاف مشهدي لقناة "إيكنا" الدينية الإيرانية، أن بلاده تخطط لاستخدام قدرات شركات المحتوى الإسلامي الإيراني في الفضاء الإلكتروني للعملاء السوريين، خصوصا أن الحرب في سوريا ساهمت في تدمير التكنولوجيا وبنيتها التحتية.
واعتبر مشهدي أن المركز يوفر العمل التكنولوجي في سوريا أساسا للتواصل مع الجماهير الناطقة باللغة العربية في البلدان الأخرى، مشيرا إلى أن تأسيس منصات مناسبة باللغة العربية في بلد يتحدث العربية سيكون أرضية دخولنا إلى المجتمع الناطق بالعربية في العالم.
والواضح بحسب ناشطين، أن السفارة الإيرانية في دمشق تتولى إدارة وتمويل هذا المركز.
استثمار في الساحة السورية
ووضع مراقبون، خلال حديثهم لـ"عربي21"، الخطوة الإيرانية في إطار المشروع الذي تعكف على تنفيذه طهران في سوريا منذ نحو عقد، الهادف إلى نشر الثقافة الإيرانية الدينية في سوريا، وقال الباحث بالشأن الإيراني، مطيع البطين، إن المشروع الإيراني يأتي نتاجا لاتفاقات كثيرة عقدتها إيران مع النظام السوري.
وأضاف لـ"عربي21"، أن إيران تستثمر في الساحة السورية، وافتتاح هذا المركز يأتي في إطار استكمال مخططها الديني والثقافي في سوريا.
وقال البطين، إن الهدف من المركز التكنولوجي تغيير الثقافة السورية، بحيث يشاهد السوري ما يشاهده قرينه الإيراني من محتوى موجّه يخدم مشروع النظام الإيراني.
استباقا لتغيرات قادمة
وقال مدير "مؤسسة الذاكرة السورية"، الباحث الأكاديمي عبد الرحمن الحاج، تريد إيران أن تثبت وقائع ما أمكنها ذلك، قبل أن تحدث تغييرات تحد من قدرتها على التحرك بحرية في الدولة السورية.
وأضاف لـ"عربي21" أن طهران بهذا النوع من المشاريع المتعلقة بالمحتوى الديني تتطلع إلى اختراق المجتمع السوري، وتكوين حاضنة مجتمعية واسعة تمكنها من البقاء لأطول فترة ممكنة، معتبرا أن "طهران تسعى لتعزيز تأثيرها، وتوسيع نطاقه، من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات".
وما يبدو واضحا للحاج، أن المشروع التكنولوجي ليس سوى مشروع من مشاريع إيرانية عدة هدفها توسيع استهداف السوريين مذهبيا وسياسيا، على حد قوله.
صناعة الوعي المجتمعي
من جانبه، يؤكد الباحث عرابي عرابي، أن إيران بدأت تعمل لمرحلة ما بعد الحرب في سوريا، ببقاء النظام أو تغييره، موضحا لـ"عربي21"، أن إيران ضمنت الحضور العسكري من خلال تأسيس مليشيات مسلحة سيتم دمجها في الجيش عاجلا أو آجلا، فضلا عن وجود ضباط كبار على ارتباط وثيق بها، وفي مقدمتهم ماهر شقيق رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وأضاف أنه كذلك ضمنت إيران الوجود الدائم في مؤسسات الدولة، من خلال أشخاص على صلة بها، والمركز الأخيرة في خدمة الجانب الديني (المذهبي) والثقافي.
وأوضح عرابي أن إيران انتقلت أخيرا لصناعة الوعي المجتمعي السوري، من خلال بث الأفكار المذهبية بهذا المحتوى المعرّب لكل سوريا.
وإلى جانب قناة "العالم" الإخبارية، التي تبث من طهران باللغة العربية، افتتحت إيران في العام 2019 قناة "العالم سورية"، ومن غير المستبعد أن تعمد إيران إلى افتتاح قنوات ومواقع إعلامية أخرى، تتم إدارتها من سوريا.
اقرأ أيضا: اللجنة الدستورية السورية تراوح مكانها.. ما أبرز العراقيل؟
القضاء الألماني يحكم بسجن مسؤول سابق بالنظام السوري
انطلاق جولة جديدة من مفاوضات أستانا حول سوريا في "سوتشي"
نظام الأسد يقرر حجز أملاك ذوي المتهربين من الخدمة العسكرية