عمّ حزن وغضب على مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت، عقب الإعلان عن انتحار طفل من فئة "البدون"، عن عمر لا يتجاوز 12 سنة.
وذكرت صحيفة "الراي" المحلية، أن الطفل علي خالد الشمري قبّل رأس والده قبل انتحاره، وقال له: "أدري أن العوز كاسر ظهرك... ولكن ما أخليك محتاج شي".
وتقول الصحيفة إن والد الطفل يعمل براتب 150 دينارا كويتيا (نحو 500 دولار)، إلا أنه لم يتسلم راتبه منذ 3 شهور.
وقال عم الطفل: "لا نعلم إلى متى ستستمر هذه المعاناة، وكافي ما حصدته من أرواح لا ذنب لها إلّا أنها ولدت في هذه الأرض، ولا وطن لها غير الكويت، حيث فقدت روح طفل قبل يومين من الاحتفال بالعيد الوطني لبلاده، وترك الأعلام التي كان فرحا بها وهي خفاقة فوق منزله".
وأثار انتحار الطفل علي الشمري ردود فعل ساخطة، إذ قال النائب صالح الشلاحي إنه سيتقدّم بطلب تشكيل لجنة تحقيق برلمانية، لبحث أسباب انتحار الطفل، لافتا إلى أن "هؤلاء الناس الذين يعيشون بيننا يجب أن نعطيهم على أقل تقدير حياة كريمة، وأنا أعلم أنهم يريدون الجنسية وكثير منهم، ولكن نحن نعيش مأساة حقيقية يجب التعامل معها الآن".
فيما قال النائب فرز الديحاني، إن "الاستمرار في هذا الوضع المأساوي سيفجّر قنبلة موقوتة خسائرها فادحة".
وغرد النائب عبدالكريم الكندري: "على لجان المجلس إنجاز قوانين حل قضية البدون؛ لرفع الظلم عمَّنْ باتوا يفضّلون الموت على مشقة الحياة".
وقال النائب مهند الساير، إن "انتحار طفل بدون يعبّر عن عمق الكارثة الإنسانية التي يحملها هذا الملف، فالأزمة ليست أزمة قوانين أو إثبات مواطنة".
وفي حديث لـ"عربي21" قال مؤسس حركة الكويتيين البدون، محمد والي العنزي، إن دوافع إقدام عدد من البدون على الانتحار، هو حرمانهم من الحقوق في التوظيف، والدراسة وغير ذلك.
وأضاف أن تعداد البدون في الكويت يصل إلى نصف مليون نسمة، نافيا ما يتردد من أرقام حقوقية بأن العدد لا يتجاوز مئة ألف، علما بأن الحكومة تعترف برقم أقل من ذلك.
وقال العنزي المقيم في لندن إن الآلاف من بدون الكويت حصلوا على جنسيات من بريطانيا، والنرويج، والسويد، والدنمارك، وفرنسا، وهولندا، وإيرلندا، وكندا، والولايات المتحدة، وأستراليا، وغيرها.
وذكر العنزي أن البدون لا سبيل لهم في مغادرة الكويت إلى دول تمنحهم حق الإقامة، إلا بطرف التفافية، عبر الجوازات المزورة، أو التهريب، أو الرشاوى التي تمنحهم جوازا يتيح لهم السفر لمرة واحدة.
وتكررت خلال الشهور الماضية حالات الانتحار، ومحاولات الانتحار بين أبناء فئة "البدون"، الذين يعانون في الحصول على الوظائف وحقوق المواطنين الآخرين.
يذكر أن منظمة العفو الدولية انتقدت تعامل الكويت مع قضية البدون، وقالت في بيان سابق: "لقد تأخر كثيرا إيجاد حل إنساني ومستدام وشامل لمحنة البدون. فيواجه أكثر من 100 ألف شخص من البدون قيودا صارمة على حقوقهم في الحصول على فرص العمل، والخدمات الحكومية، ولا سيما الرعاية الصحية والتعليم، ويتم معاقبة هؤلاء الرجال لتجرئهم على تحدي هذا الوضع المروع".
اقرأ أيضا: "لن يمرّ".. لماذا يلقى "قانون البدون" بالكويت رفضا واسعا؟
أمير الكويت يتجه إلى الولايات المتحدة لإجراء فحوصات طبية
الحكومة الجديدة في الكويت تؤدي اليمين الدستورية
أمير الكويت يعلن تشكيل حكومة جديدة