ناشد القيادي في حزب الاستقلال المغربي محمد الخليفة، عاهل البلاد الملك محمد السادس، إصدار عفو ملكي على الإعلاميين توفيق بوعشرين وسليمان الريسوني والناشط الحقوقي المعطي منجب.
وقال الخليفة في رسالة وجهها إلى الملك محمد السادس، وحصلت "عربي21" على نسخة منها: "أتوجه إلى مقام صاحب الجلالة الملك محمد السادس دام عزه وعلاه وهو المنوط بجلالته كأمير المؤمنين إصدار العفو كقيمة من قيم الإسلام الخالدة، ودستوريا كما ارتضاه جلالته في دستور المملكة أن يتفضل جلالته في إصدار عفوه على الصحافي توفيق بوعشرين، وسليمان الريسوني ومن في حكمهما والأستاذ الجامعي المعطي منجب".
وذكّر الخليفة في رسالته، التي جاءت في الذكرى السنوية الثالثة لاعتقال توفيق بوعشرين، بأن "اتهام بوعشرين بارتكاب جرائم خطيرة لم يستسغها إلى الآن كل ذي فكر قانوني سليم وضمير حر نزيه، فبالأحرى أن يقتنع باجتراحه لها، كما أن أحدا لم يؤمن بتوصيف سلطة الاتهام وتكييفها لتلك الأفعال الشائنة المنسوبة له القاسية في تفسير القانون الجنائي، قسوة كوصف أي إنسان مهما كان بالاتجار بالبشر".
وأضاف: "ماذا عساني أن أقول اليوم، وقد كان قدر الأخ توفيق بوعشرين في الأزل أن يقضي في غياهب السجون ثلاث سنوات كاملة، إلا ما قلت له في رسالتي إليه في السنة الثانية لسجنه، لكن من حق صداقتي عليه أن أقول له: "اصبر وما صبرك إلا بالله، ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون.." "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"، فوض أمرك إلى الله، واصبر فإن الله مع الصابرين".
وتابع: "أجدني اليوم في مناسبة أليمة تخلد ذكرى سنة ثالثة سجنا في حق صديق عزيز، وصحافي لامع مشهود له بالالتزام بقضايا وطنه، محترما بل مدافعا عن قيم وتوابث أمته، أجدني وقد تسربل الأمل باليأس القاتل، وتدثر الرجاء المأمول بالإحباط الشمولي، حتى لا نكاد نرى بالأفق إلا ظلاما دامسا، نفتقد فيه البوصلة والرؤيا الواضحة ونحن الذين كنا إلى الأمس القريب ننشر الآمال العريضة، ونبشر بها، ونحارب اليأس".
وأشار الخليفة إلى قيمة العفو في التاريخ الإسلامي عامة، ثم في التاريخ المغربي الحديث والمعاصر، منذ أيام الملك محمد الخامس وعفوه عن الباشا التهامي الكلاوي.. وعفو الملك الراحل الحسن الثاني عن الصحفي المرحوم سيدي محمد الإدريسي القيطوني، مؤكدا أن الأساس هو أن التاريخ سيذكر أن ملك المغرب حافظ على قيمة سياسية في الإسلام متجلية في "مبدأ العفو"، وفق تعبيره.
ويقضي الصحفي والإعلامي توفيق بوعشرين، حكمًا بالسجن لمدة 15 عامًا بتهمة "الاتجار بالبشر، واستعمال السلطة والنفوذ لغرض الاستغلال الجنسي عن طريق الاعتياد والتهديد بالتشهير". وهي التهم التي ينفيها بوعشرين ويقول إنها "ملفقة للإساءة إليه"؛ بسبب مواقفه التي يعبر عنها في افتتاحياته النارية التي كان ينشرها بشكل يومي في صحيفته.
ويقبع رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم" المغربية سليمان الريسوني في السجن الاحتياطي منذ أيار/ مايو المنصرم، مُتَّهماً بهتك عرض شاب مثلي بالاحتجاز والعنف سنة 2018، في حين ينفي الصحافي المذكور هذه التهمة، مشيراً إلى أنه يؤدي ضريبة عمله المهني وانتقاداته المتواصلة للسلطة.
من جهته يقضي الحقوقي والناشط السياسي المعطي منجب، عقوبة بالسجن لمدة عام إثر إدانته بتهمة "المس بالسلامة الداخلية للدولة والنصب" في قضية تعود تفاصيلها لسنة 2015. ورفض منجب، هذا الاتهام، معتبرا هدفه "نزع المصداقية عنه بسبب فضحه الفساد والاستبداد في المغرب".
المغرب.. هجوم على العثماني لترحيبه بقرار الجنائية في فلسطين