كشف كاتب إسرائيلي النقاب عن "اتصالات أجرتها السلطة الفلسطينية مع حزب الليكود للعمل على تعزيز فرص فوز بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية في الانتخابات المقبلة، من خلال تشجيع الفلسطينيين في إسرائيل على التصويت لليكود، أو الامتناع عن التصويت للقائمة المشتركة، بسبب مخاوف السلطة الفلسطينية من انتخاب غدعون ساعر أو نفتالي بينيت".
وأضاف
أليئور ليفي في تقريره الحصري على صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته
"عربي21" أن "نائب وزير من حزب الليكود باتين مولاو ورئيس لجنة
التواصل مع المجتمع الإسرائيلي في منظمة التحرير الفلسطينية، محمد المدني، وهو عضو
اللجنة المركزية لحركة فتح، ناقشا الانتخابات الإسرائيلية القادمة،
و"المساعدة" المحتملة من السلطة الفلسطينية لنتنياهو، رغم أن الأمر يبدو
خياليا.
وأوضح
أن "الجهد الذي تبذله السلطة الفلسطينية يعتمد على إقناع الفلسطينيين في
إسرائيل، وتشجيعهم على دعم الليكود، أو على الأقل عدم دعم القائمة المشتركة، وكان
من المفترض أن تتم ذروة المحادثات في لقاء أمامي بين الطرفين في رام الله بدعوة من
الجانب الفلسطيني، لكن الاجتماع لم ينعقد في نهاية المطاف لأنه لم يوافق عليه
الجانب الإسرائيلي، على ما يبدو لأسباب أمنية، حالت بينه وبين دخول مدينة رام
الله".
الاعتدال السياسي
وأشار
إلى أن "الجانب الفلسطيني شعر بالإهانة لعدم قبول دعوته من الجانب
الإسرائيلي، ومنذ ذلك الحين قام بتخفيض مستوى الاتصالات إلى درجة تجميدها، مع
العلم أن المصادر الفلسطينية تحدثت عن أنه بعد إعلان نتائج الانتخابات الإسرائيلية
الثالثة حللت السلطة الفلسطينية معطيات النظام السياسي الإسرائيلي، وفهمت أن
المعركة على السلطة ستكون بين اليمين واليمين المتشدد".
وأوضح
أن "التحليلات التي قدمتها أوساط السلطة الفلسطينية باتت تعتبر نتنياهو
معتدلا سياسيا بالنسبة لنفتالي بينيت وغدعون ساعر، لأن خوف السلطة الفلسطينية
يتمثل في أن انتخاب أحدهما سيزيد من فرص التحركات أحادية الجانب في الضفة الغربية،
مثل الضم الجزئي وتوسيع المستوطنات، مع العلم أن هناك فتورا متزايدا في علاقات
السلطة الفلسطينية مع القائمة المشتركة في الأشهر الأخيرة".
اقرأ أيضا: الاحتلال يعتقل قياديا من حماس بالضفة.. ويداهم منازل نواب
ولفت
إلى أنه "في انتخابات 2019، استخدم نتنياهو الفلسطينيين في الاتجاه المعاكس
لتشجيع الناخبين اليمينيين، وأعلن أن السلطة الفلسطينية أصدرت بيانا تطالبهم
بالخروج، والتصويت، للإطاحة به، كما ترددت أصداء هذه الرسالة على وسائل التواصل
الاجتماعي، ونشرت السلطة الفلسطينية لاحقًا نفيًا شاملا لها".
نائب
الوزير الإسرائيلي مولاو أعلن أن "مثل هذه المحادثات مع السلطة الفلسطينية تمت
بالفعل، لكنه عرّفها بأنها تجري على نار هادئة، نحن نحاول أن نفعل الخير لإسرائيل
والشرق الأوسط، لا أستطيع أن أشرح أكثر من ذلك، القائمة المشتركة لا تمثل الشعب
الفلسطيني".
الغريب
أن "حزب الليكود اعتبر أن هذه الأنباء هراء مطلق، فالكل يعرف أن السلطة
الفلسطينية تفضل يائير لابيد زعيم حزب "يوجد مستقبل" كرئيس للوزراء على
نتنياهو، الذي أتى بأفضل عام أمني للدولة".
رد السلطة الفلسطينية
فيما
أعلن زعيم حزب "أمل جديد" غدعون ساعر أن محاولة نتنياهو إقناع منظمة
التحرير الفلسطينية بالتدخل في الانتخابات الإسرائيلية هو مستوى منخفض جديد، "ويثبت
أنه ليس لديه خطوط حمراء، فقط لديه مصالح شخصية تفوق المصلحة العامة، وذلك لم يعد
مؤهلا لشغل منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي".
"عربي21"
تواصلت بدورها مع مصادر في السلطة الفلسطينية لأخذ تعليق منها على صحة اللقاء وما
ورد فيه، إلا أنها اعتذرت عن التعليق مكتفية بالبيان الصادر عن "لجنة التواصل
مع المجتمع الإسرائيلي التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية"، والتي قالت فيه إنها "ومنذ تشكيلها عام 2012،
وهي تلتقي مع مندوبي مختلف الأحزاب الإسرائيلية، ورسالتها لم تتغير أبدا بالدعوة
لإنهاء الاحتلال، وحثت كل من تلتقي بهم من الإسرائيليين على العمل من أجل إنهاء
الاحتلال كمقدمة أساسية".
وأضافت
اللجنة أننا "رأينا مرارا في الحملات الانتخابية المتكررة في إسرائيل مظاهر
عديدة للنيل من الخصوم الإسرائيليين على أيدي منافسيهم الإسرائيليين، وفي كل مرة
تحاول مختلف الأطراف الزج بالجانب الفلسطيني في هذه الحملات، وهناك أمثلة لا حصر
لها كيف أن جهات إسرائيلية أرادت الوصول لرام الله، والالتقاء بنا، لكن السلطات
الإسرائيلية منعتها في اللحظة الأخيرة من دخول رام الله متسترة بذرائع
أمنية".
وفي وقت لاحق، نفى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، المزاعم الإسرائيلية، مؤكدا أنه "ليس هناك أي تدخلات فلسطينية في الانتخابات الإسرائيلية".
وقال مجلاني للأناضول إن "هذه الأخبار تهدف إلى الإيقاع بين القيادة الفلسطينية والجماهير الفلسطينية في الداخل"، مشددا على أن "القيادة لا تتدخل بالشأن الداخلي الإسرائيلي وبخيارات شعبنا هناك، هذه دعاية الهدف منها إحداث الفتن والوقيعة".
وتابع: "لسنا طرفا في هكذا ترتيب، ولا أعتقد أن أي مسؤول يتورط بهذه المسألة"، على حد قوله.
"هآرتس" تهاجم حكومة نتنياهو: تبقينا في الظلام مرة أخرى
سباق محموم على منصب سفير واشنطن لدى الاحتلال
هآرتس: نتنياهو سمح بكسر قيود كورونا لبيع السلاح الإسرائيلي