حذر كاتب إسرائيلي من "أكبر كارثة طبيعية منذ عقود، وشمل ذلك تأثر الساحل بأكمله، من رأس الناقورة شمالا إلى قطاع غزة جنوبا، بسبب التلوث النفطي".
ومع ذلك، فبمجرد سقوط كميات ضخمة من القطران على الشاطئ، "ستكون معركة إسرائيل ضائعة وخاسرة"، الأمر الذي يتطلب وقف هذا التلوث في البحر، لكن ما يمنع ذلك نقص أنظمة الإنذار المتقدمة، والتنبه لهذه المسألة بعد فوات الأوان.
وأضاف
أفيف لافي بتقريره على موقع زمن إسرائيل، ترجمته "عربي21" أن "الشاطئ الجميل بين أسدود وعسقلان جنوب إسرائيل قرب سواحل قطاع غزة، عانى جرعة صغيرة نسبيا من التلوث، ولا توجد كتل ضخمة من القطران، يمكن إزالتها
مرة واحدة، أو باستخدام جرافة، يل يجب أن تتم المسألة يدويا، وللوهلة الأولى، قد يبدو
الشاطئ نظيفا، ولكن بعد ساعة من المشي، تنكشف الحقيقة المحزنة على شكل بقع سوداء
تغطي القدمين".
ونقل
عن روثي آهيل عالم البيئة البحرية في هيئة الطبيعة والمتنزهات، أن "حجم
الكارثة أصبح واضحا، ولكن في وقت متأخر، وبشكل تدريجي، فإن كامل الساحل
الإسرائيلي، وطوله 170 كم بين رأس الناقورة وحدود غزة فشل في الهروب من الرعب
القادم؛ لأنه مع مرور الساعات والأيام، تتسبب الرياح القوية والأمواج العالية بدفع
القطران إلى عمق الشواطئ الرملية، حيث يوجد الجمهور، ويتجولون حافي الأقدام".
وأشار إلى أنه "في الساعات والأيام القادمة، وبعد أن يهدأ البحر، ويهبط وجهه، سيظهر
للإسرائيليين أن كل هذه الأماكن مغطاة بطبقة من القطران، وهنا ستكون إسرائيل أمام
كارثة طبيعية حقيقية، وتعني أن عالما كاملا من الكائنات الحية سيُغلق، ويخنق تحت
القطران، وعندما يصل هذا النوع من التلوث إلى الخط الساحلي، تكون المعركة
الإسرائيلية، في الغالب، قد خسرت بالفعل".
وأوضح
أنه "لم يكن لدى إسرائيل معلومات حول هذا "الغزو" الوشيك، فمن
الناحية الأمنية، يبدو كما لو أننا استيقظنا صباحا فوجدنا كوماندوز حماس داهم
الشاطئ بعشرات النقاط، ورجالها وصلوه دون عوائق، وحينها ستضطر إسرائيل لملاحقتهم واحدا
تلو آخر داخل تجمعاتها السكنية، وهناك سيناريو مرعب بأن هجوما إلكترونيا يؤدي للاستيلاء
على ناقلة نفط بوسط البحر قبالة شواطئ إسرائيل، وإلقاء 60 ألف طن من النفط الخام
فيه".
وزيرة
حماية البيئة غيلا غمليئيل قالت إن "السيناريو الذي نمارسه اليوم قد يقع في الغد،
وعن السبب بعدم وجود معلومات حول التلوث القادم في طريقه لإسرائيل، فإنها تبرر أن
إسرائيل ليس لديها نظام إنذار مبكر ورحلات مراقبة روتينية، وهذا يفسر بالتأكيد سبب
عدم معرفتها، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بشكل طبيعي: كيف يمكن لدولة تراقب كل صياد
من غزة ليس لديها نظام تنبيه ومراقبة عندما يتعلق الأمر بالتهديدات البيئية؟".
فريد
أرزوان نائب مدير وحدة حماية البيئة البحرية، قالت؛ إن رحلات الاستطلاع المنتظمة
فوق البحر قد تساعد بالتأكيد، إضافة لنظام رادار متقدم يكتشف حوادث التلوث، لكنه لا
يوجد حاليا رحلات طيران أو رادار، وبسبب الطقس القاسي السائد، فحتى هذه الإجراءات
المتقدمة لن تضمن بالضرورة تنبيها دقيقا في الوقت الفعلي، حيث تعتمد إسرائيل
حاليا على التنبيهات الواردة من مجموعة دولية من صور الأقمار الصناعية".
وأضاف
أن "هذا هو الوضع في إسرائيل حيث تميل حوادث التلوث البحري إلى المفاجأة، حتى
البلدان المجهزة بجميع التقنيات الأكثر تقدما تجد نفسها متفاجئة في بعض الأحيان،
لكن من السيناريوهات المتداولة أن سفينة أجنبية تتدفق إلى البحر قبالة شواطئ
إسرائيل، ربما بسبب عطل، وربما بسبب الرغبة بالتخلص من الوقود منخفض الجودة الذي
لا ينبغي استخدامه".
وأكد
أن "المياه قبالة سواحل إسرائيل من الجنوب إلى الشمال ربما انتقل إليها
التلوث، لذلك يُقدر أن النفط تسرب إلى البحر على بعد 50 كيلومترا من ساحل أسدود،
ومن هناك انتشر شمالا؛ لأنهم إذا اتبعوا خطى السفينة، فقد ينجحون في إثبات أنها
مصدر التلوث، وبسبب موقع إسرائيل البحري، فقد ينتهي بها الأمر إلى تلوث كبير على
شاطئها".
وأشار
إلى أنه "تم لفت انتباه إسرائيل إلى الخوف من وقوع حادث في التنقيب عن الغاز
والنفط على غرار كارثة "باتريوليوم البريطانية" بخليج المكسيك، لكن في
المناقشات حذرت وزارة البيئة أن ما يزعجها هو العديد من السفن الغنية بالنفط التي
تمر في البحر، وفي نهاية اليوم، كما هو الحال في كورونا، لا يوجد تطعيم 100٪ ضد
العدوى، لكن من الصعب تجنب الشعور بأن حكومة نتنياهو بعيدة جدا عن مجهود 100٪".
وحذر
مما "تواصله الحكومة الإسرائيلية من الترويج بقوة لخطة لتحويل موانئ إيلات
وعسقلان إلى موانئ نفطية كبيرة، مع خط أنابيب ضخم يربط بينهما، مما سيساعد بتصدير
النفط من دول الخليج إلى أوروبا، ومن المتوقع ألا يتم تصوير نتنياهو على الشاطئ مع
كتلة المليون القطران، ويفتخر بإنجازات الحرب في مواجهة التلوث، رغم أنه لا يزال
حجم الضرر غير واضح".
وأشار
إلى "خشية الخبراء البيئيين من ارتفاع درجة حرارة الطقس، حينها ستبدأ كتل
القطران بالذوبان، والاندماج في الماء، حيث تمر عبر أنظمة وأجسام الكائنات البحرية
والأسماك الصغيرة. النفط سام، وعواقب مثل هذا التسمم الجماعي في وقت مبكر أمر
خطير، صحيح أنها قد تدخل مرحلة التعقيم، لكن من الواقعي الافتراض أننا لن نتناول
السمك في أي وقت قريب".
وكشف
النقاب أن "بلدية هرتسليا أعلنت أنها تعاني من تلوث كبير بشكل خاص، وقررت إغلاق
شواطئ الاستحمام، وفرضت حظرا على الرياضات المائية في الوقت الحالي؛ لأن المياه
مليئة بالمواد الخطرة، وعندما ترتفع درجة حرارة القطران تنبعث أبخرة سامة لا ينصح
باستنشاقها، ولا يحبذ جلب الأطفال دون سن 16 عاما، وتجنب الوصول إلى الشاطئ
بالحيوانات".
الكشف عن مشاريع إسرائيلية جديدة مع السودان
هآرتس: العتيبة جند مهاراته لإخفاء مفاجأة تجميد صفقة "أف35"
ما هي دلائل الانفجار الذي وقع قرب سفارة إسرائيل بالهند؟