وسط أجواء الترقب بين النظام المصري وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل بدء صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، عن موافقتها على صفقة سلاح لمصر تشمل صواريخ تكتيكية بقيمة 197 مليون دولار.
وقالت وزارة الخارجية في بيان، الثلاثاء، إن الصفقة المحتملة "ستدعم السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال المساعدة في تحسين أمن حليف رئيسي غير عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)"، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
لكن حتى تتم هذه الصفقة، فلا بد أن يراجعها الكونغرس الأمريكي، شأنها في ذلك شأن جميع صفقات بيع الأسلحة التي تقرها السلطة التنفيذية.
تأتي صفقة السلاح بين البلدين، في إشارة رسمية إلى استمرار دعم واشنطن لحليفها الرئيسي في الشرق الأوسط، بغض النظر عن طريقة حكم رئيس سلطة الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، والانتقادات الموجهة له من قبل بايدن نفسه، والذي عرفه سلفه ترامب "بالديكتاتور المفضل".
وتتزامن الصفقة، التي تنتظر موافقة الكونغرس الأمريكي، مع تصاعد القلق بشأن تدهور ملف حقوق الإنسان في مصر، وبعد أيام من اعتقال السلطات المصرية لأقارب الناشط المصري الأمريكي، محمد سلطان.
مصر الحليف ومصر النظام
في تقديره؛ لا يرى عضو لجنة الأمن والدفاع الوطني بالبرلمان المصري سابقا، الدكتور محمد جابر، أي مفاجآت في قرار الإدارة الأمريكية الجديدة، رغم تحفظها على أداء السيسي، قائلا: "لا توجد مفاجآت في ذلك؛ فأمريكا سنويا تبيع سلاحا لمصر، والجيش المصري حليف استراتيجي لأمريكا في شمال أفريقيا والشرق الأوسط".
اقرأ أيضا: تعليق أمريكي بشأن حقوق الإنسان بمصر بعد مبيعات الأسلحة
وأضاف لـ"عربي21": "ليس مستغربا أن تتم صفقه تسليح لمصر، ولكن الذي يدعو إلى الاستغراب هو استمرار مصر في الاقتراض وإثقال مصر بالديون من أجل التسليح بهدف استرضاء الدول الغربية هنا وهنا".
ولكن جابر رأى أن "إداره بايدن ربما تختلف قليلا عن سابقتها، وخصوصا في ملفات حقوق الإنسان والديمقراطية، إلا أنها لا تختلف كثيرا في التعامل مع حلفائها الاستراتيجيين في المنطقه، كما أنها لن توقف تجارتها أو بيع أسلحتها".
وأشار السياسي المصري إلى أن "مصر دولة محورية ورئيسية في المنطقة؛ وبالتالي حتى وإن لم يكن هناك رضا عن السيسي وانتهاكاته للديمقراطية وحقوق الإنسان فهذا لا يعني أن مصر الدوله تحظى بعدم الرضا وإنما هي حليف استراتيجي".
ترقب مصري
هذا الترقب في العلاقات بين البلدين، عبر عنه وزير الخارجية المصري، سامح شكري، عندما سئل عن طبيعة العلاقات المصرية مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وقال إنه لا يرى مجالا لأي قلق أو تفاؤل بشأن التعامل مع إدارة الرئيس بايدن.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع أحد البرامج المتلفزة، قبل أيام، أن هذه العلاقات في مرحلة استكشاف حاليا، حيث لم توضح إدارة بايدن موقفها من العديد من القضايا الإقليمية، ولكنه وصف العلاقات بين البلدين بأنها وثيقة واستراتيجية، وفيها كثير من أوجه التعاون، لكنه أقر بأن "هناك بالطبع نقاط اتفاق واختلاف، والاختلاف لا يعني التباعد".
علاقات على طريقة بايدن
من جهته قال الخبير العسكري، العميد السابق بالجيش المصري، عادل الشريف: "في أحداث الثورة وكما في مذكرات كلينتون عارض بايدن (نائب أوباما آنذاك) مسألة الإطاحة بمبارك، وسنجده كذلك راغبا في التواصل مع السيسي ولكن بغير فجاجة ترامب".
وأكد في حديثه لـ"عربي21" أن "السيسي كنز استراتيجي حقيقي بالنسبة لاستقرار الكيان الصهيوني (هذه أولوية عند بايدن) وحليف قوي للأمريكان، ولذلك سارع بتأييد خطوة الإفراج عن محمود حسين صحفي الجزيرة، ولم يطالب باستمرار هذا النهج".
وأعرب الشريف عن اعتقاده أن "البوابة الأمريكية، بخبر صفقة الأسلحة، قد فُتحت عن آخرها لاسترخاء سياسات السيسي بالرضا الأمريكاني تماما، وأعتقد أن التواصل بين بايدن ونتنياهو جاء متأخرا ريثما يتم إخراج شكل جديد (بريزنتيشن) للسيسي".
تفاؤل حذر بتشكيل تكتل بالكونغرس للدفاع عن حقوق الإنسان بمصر
الذكرى العاشرة لـ"جمعة الغضب" بمصر.. كيف تفاعل النشطاء؟
هل تحولت ثورة يناير لثورة مناف وثورة مهاجرين؟