اعتبرت صحيفة "وشنطن بوست"، أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قدم تنازلا من خلال الإفراج عن الناشطة لجين الهذلول التي تحولت إلى "أشهر سجينة سياسية سعودية".
وكانت قد اختطفت في 2018، واحتجزت بداية في سجن سري وتعرضت لتعذيب قاس، وحوكمت مع ناشطات أخريات بتهم واهية، مثل مناقشة حقوق الإنسان مع دبلوماسيين غربيين.
وتقول الصحيفة؛ إن مسؤولي إدارة دونالد ترامب البارزين، مثل وزير الخارجية مايك بومبيو، حاولوا الضغط للإفراج عن الهذلول والمعتقلين الأمريكين، وإنهاء حصار قطر، ولكنهم فشلوا؛ وذلك لأن ابن سلمان كان يعرف أنه يتمتع بالحماية من ترامب الذي تباهى قائلا: "لقد حميت مؤخرته"، بعد جريمة قتل جمال خاشقجي.
وقالت: "اليوم لدى الولايات المتحدة الأمريكية رئيس ليس مستعدا لمنح تفويض مطلق، فقد بدأ محمد بن سلمان بالتراجع السريع".
وأضافت أن "هذا لا يعني أن المشاكل الخطيرة التي تسبب بها على العلاقات الأمريكية- السعودية قد حلت، فيجب وقف حرب اليمن التي شنها وقتلت آلاف اليمنيين".
وقالت: "اتخذ الرئيس بايدن القرار الصائب عندما أوقف دعم الولايات المتحدة للقصف السعودي وتعيينه دبلوماسيا خاصا لمحادثات السلام".
وتابعت الصحيفة بأن الكثير من السعوديين الذين طالبوا وبطريقة سلمية بحقوق المرأة وإصلاحات أخرى لا يزالون خلف القضبان.
وحتى القرارات الأخيرة في الإفراج عن الهذلول والفتيحي، تظل غير مكتملة، فكلاهما تحت المراقبة. ومنعا وعائلاتها من السفر إلى الخارج، ويمكن سجنهما من جديد لو استخدما شيئا عاديا مثل "تويتر".
أما الأمريكيان الآخران، فلا يزالان يواجهان اتهامات جنائية. وأكثر من كل هذا، فلم تتم محاسبة أي شخص تورط في سجن الهذلول وغيرها من الناشطين.
وأهم المتهمين هو سعود القحطاني، المقرب من محمد بن سلمان.
وبحسب الهذلول، فقد كان حاضرا جلسات التعذيب التي تعرضت لها. وبحسب تحقيق المقررة الخاصة في الأمم المتحدة للقتل خارج القانون والإعدام الفوري، فقد أشرف القحطاني على عملية قتل خاشقجي.
وعندما طلب بومبيو من ولي العهد محاسبة القحطاني، لم يستجب لطلبه. ووعد بايدن في أثناء الحملة الانتخابية بأن يدفع قتلة جمال خاشقجي والأطفال في اليمن الثمن وجعلهم منبوذين.
ويعتقد بايدن أن ابن سلمان هو من أمر بقتل خاشقحي، حيث وعدت مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هينز بالإفراج عن تقييم لـ"سي آي إيه" ومسؤولية محمد بن سلمان. ويجب على الإدارة الجديدة الوفاء بما وعدت به وعدم إعادة العلاقات الأمريكية- السعودية لسابق عهدها قبل محاسبة القحطاني، ورئيسه محمد بن سلمان على جرائمهما، وفق الصحيفة.
وأوضحت أنها دعت الرئيس جوزيف بايدن، بعدم تطبيع العلاقات مع السعودية، إلا بعد محاسبة المسؤولين عن قتل الصحفي خاشقجي والأطفال في اليمن.
وقالت؛ إن بايدن وعد بسحب "الصك المفتوح" الذي منحه الرئيس السابق دونالد ترامب للديكتاتوريين مثل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأشارت إلى التغير في الإدارة، وإعادة مبادئ السياسة الخارجية الأمريكية، وآثار ذلك الواضحة، وفق قولها.
وأوردت أنه "منذ بداية العام الحالي، اتخذت السعودية قرارين تراجعت فيهما عن سياساتها، حيث أنهت حصار قطر بعد ثلاثة أعوام وأفرجت عن المعتقلين السياسيين. وفي الأسبوع الماضي أفرجت عن مواطنين أمريكيين معتقلين في السعودية، صلاح الحيدر وبدر إبراهيم، وإن بكفالة".
وأضافت أنه "قبل ذلك بثلاثة أسابيع، تم إلغاء السجن الذي كان يلاحق السعودي- الأمريكي وليد الفتيحي.
الغارديان: إطلاق سراح الهذلول محاولة سعودية لإرضاء واشنطن
شركة أسلحة أمريكية تخشى إلغاء صفقة كبيرة مع السعودية
AP: خطط أمريكية لقواعد عسكرية جديدة في السعودية