حققت شركة أمريكية مهددة بالإفلاس مكاسب فلكية بسبب تغريدة نشرها رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وقفز سهم شركة ألعاب الفيديو الأمريكية "جيم ستوب" في تعاملات جلسة الأربعاء، على ارتفاع بنحو 134.8 بالمئة عند 347.51 دولار، بعد نشر ماسك تغريدة على "تويتر" تتضمن رابطا لصفحة الدردشة "وول ستريت بيتس" على موقع "رديت" حيث يوجد نقاش بين هواة المضاربة في الأسهم حول المكاسب الأخيرة لسهم الشركة.
ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، فقد حقق سهم "جيم ستوب"، مكاسب قياسية خلال الأربعة أشهر الماضية، بسبب مزاح على "ريديت" عندما بدأ كبار المستثمرين بشراء أسهم "جيم ستوب" للمراهنة على خسارتها بأسلوب البيع على المكشوف، لكن أسهم الشركة قفزت عدة مرات ما أغضب كبار المستثمرين من هواة المضاربة بتطبيق "روبن هود" ممن تجمعوا على "ريديت".
ويبدو أن الهواة هزموا كبار المستثمرين في "وول ستريت" رغم تدخل السوق لصالح هؤلاء وإيقاف التداول عدة مرات بعد قفزات كبيرة لسهم "جيم ستوب"، الذي قفز من 6 دولارات قبل أربعة أشهر إلى 347.51 دولار، عند إغلاق جلسة أمس الأربعاء.
وقالت الصحيفة، إن الشركة حققت مكاسب قياسية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، رغم رهان بعض المستثمرين على خسارتها بعد تحول ألعاب الإنترنت بعيدا عن الأقراص الليزرية التي تبيعها الشركة.
البيت الأبيض يراقب حركة الأسهم
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، الأربعاء، إن البيت الأبيض ووزارة الخزانة يراقبان الوضع في ما يخص سهم جيم ستوب وأسهم شركات أخرى شهدت مكاسب قوية بالبورصة، مشيرة إلى أن سوق الأسهم الأمريكية ليست المؤشر الوحيد على سلامة الاقتصاد.
وعانت الأسهم الأمريكية من تراجع هو الأشد بالنسبة المئوية في جلسة واحدة على مدى ثلاثة أشهر، الأربعاء، لتتفاقم خسائرها بعد أحدث بيان من مجلس الاحتياطي الاتحادي ووسط ضغوط من تهاوي "بوينغ" وعمليات بيع من صناديق تحوط، وفقا لـ"رويترز".
وارتفعت أسهم كل من شركة جيم ستوب لبيع ألعاب الفيديو و"إيه.إم.سي إنترتينمنت هولدنغز" لقاعات العرض السينمائي إلى أكثر من مثليها اليوم، مواصلة مكاسبها الفلكية على مدى الأسبوع الأخير، مع استمرار شراء المستثمرين الهواة فيها، ما أجبر باعة على المكشوف مثل "سيترون" وملفين لتصفية رهانات خاسرة في السهمين.
وقال ماثيو كيتور، الشريك في مجموعة كيتور لإدارة الثروات: "لعبة خطيرة أن تلعب عند الطرفين، سواء كنت دائنا أم مدينا.. من يقترب من النار تكاد النار أن تحرقه".
وعقب تقليص وجيز للخسائر، تسارعت التراجعات إثر بيان من مجلس الاحتياطي. أبقى البنك المركزي على سعر فائدة ليلة قريبا من الصفر وعلى مشترياته الشهرية من السندات، كما كان متوقعا على نطاق واسع، وتعهد بمواصلة تقديم الدعم لحين انتعاش الاقتصاد انتعاشا تاما.
وبناء على بيانات غير رسمية، تراجع المؤشر داو جونز الصناعي 668.06 نقطة بما يعادل 2.16 بالمئة إلى 30268.98 نقطة، وهبط المؤشر ستاندرد أند بورز 500 بمقدار 102.01 نقطة أو 2.65 بالمئة ليسجل 3747.61 نقطة، ونزل المؤشر ناسداك المجمع 362.99 نقطة أو 2.66 بالمئة إلى 13263.08 نقطة.
خسائر مليارية لصناديق التحوط
وقالت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، إن اثنين من صناديق التحوط المخضرمة تعرضا إلى خسائر بمليارات الدولارات على مدار أسابيع قليلة، بسبب مكاسب قياسية لأسهم شركات راهنت ضدها ويأتي في مقدمتها "جيم ستوب".
وتراجع صندوق التحوط "بوينت72" الذي أسسه المستثمر "ستيفن كوهين" بمستوى يتراوح ما بين 10 بالمئة و15 بالمئة في الشهر الجاري، فيما انخفض صندوق "دي1 كابيتال بارتنيرز" الذي أسسه "دان سوندهايم" والذي يعد من أفضل الصناديق أداء في 2020 بنحو 20 بالمئة.
وقالت الوكالة إن السبب الرئيسي وراء خسائر تلك الصناديق هو مجموعة من المتداولين الذين يستخدمون صفحة ترشيحات الأسهم المعروفة بـ"وول ستريت بيتس" على موقع مشاركة الروابط "ريديت"، إذ شجعت ترشيحات تلك الصفحة على شراء سهم "جيم ستوب".
وتشير التوقعات إلى أن تلك الخسائر قد تتفشى بين صناعة صناديق التحوط مع انتشار الشائعات بين المتداولين عن خسائر فادحة للعديد من الشركات.
وتراجع مؤشر "غولدمان ساكس هيدج فاند إنداستوري- في آي بي" الذي يتتبع الأسهم الأكثر شيوعًا لصناديق التحوط بنحو 4.3% الأربعاء في أسوأ أداء يومي منذ سبتمبر.