يترقب الشارع الأمريكي الساعات الأخيرة لفترة رئاسة دونالد ترامب، التي تنتهي الأربعاء، وما إن كان سيصدر قرارات هامة أم لا.
وقال مصدر مطلع لوكالة "رويترز" إن ترامب يميل حتى الآن لعدم إصدار قرار بالعفو عن نفسه وهو يتأهب لإصدار قائمة تتضمن أكثر من 100 قرار بالعفو أو تخفيف الأحكام غدا الثلاثاء، قبل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن يوم الأربعاء.
وكان مستشارون بالبيت الأبيض قالوا إن ترامب بحث بصفة غير رسمية مع مستشاريه الإقدام على هذه الخطوة الاستثنائية بالعفو عن نفسه، لكن بعض المسؤولين في الإدارة حذروه من ذلك لأنه سيبدو مذنبا بهذا القرار.
وقال عدد كبير من الخبراء إن العفو عن النفس سيكون قرارا غير دستوري، لأنه ينتهك المبدأ الأساسي القائل إنه يجب ألا يكون أي إنسان في موقف الحكم في قضية يقف فيها موقف المتهم.
وجادل آخرون بأن العفو عن النفس دستوري لأن سلطة العفو وردت بصياغة عامة في الدستور. وتوضح النصوص التاريخية أن مؤسسي الدولة في القرن الثامن عشر ناقشوا فكرة العفو عن النفس لكنهم اختاروا ألا يفرضوا قيدا صريحا على سلطة العفو.
وفي الأسبوع الماضي، وجه مجلس النواب الذي يقوده الديمقراطيون إلى ترامب تهمة تحريض أنصاره على اقتحام مبنى الكابيتول مقر الكونغرس الأمريكي في السادس من يناير (كانون الثاني). وسيحاكم ترامب أمام مجلس الشيوخ، وإذا أدين فقد يفقد أهليته لترشيح نفسه مرة أخرى في انتخابات الرئاسة في 2024.
وقال المصدر مشترطا عدم نشر اسمه إن ترامب لا يعتزم حتى الآن العفو عن نفسه ولا يعتزم أيضا إصدار قرارات عفو احترازية عن أفراد أسرته وهو أمر سبق أن ناقشه أيضا مع مستشاريه.
وأضاف المصدر أن ترامب، الذي سبق أن أصدر مجموعتين من قرارات العفو الشهر الماضي، اجتمع مع مستشاريه يوم الأحد لوضع اللمسات الأخيرة على قائمة تتضمن أكثر من 100 اسم ستشملهم قرارات العفو وتخفيف الأحكام.
اقرأ أيضا: "FBI" يتحقق من الجنود قبل مراسم تنصيب بايدن
من هم المئة؟
ذكر موقع "آكسيوس" الأمريكي أن من بين الذين يحاولون الحصول على العفو في هذا السباق امرأة من هاواي اعترفت العام الماضي بمساعدتها الهارب من العدالة الماليزي جو لو وتعاونها مع جامع التبرعات السابق للحزب الجمهوري والذي أقام علاقات مع الإمارات والسعودية إليوت برويدي، وأدين العام الماضي أيضا في محاولته للتحايل على قوانين اللوبي الأجنبية.
وجاء في تقرير الموقع أن فيضانا من المجرمين المدانين استأجروا منذ هزيمة الرئيس ترامب في الإنتخابات الرئاسية جماعات لوبي في واشنطن للحصول على عفو أو إلغاء للأحكام الصادرة ضدهم.
ويحاول المقرب من ترامب مات سكلاب تأمين عفو لمدير شركة أدوية سابق أدين بالغش قبل شهرين.
وما يهم في هذه الطلبات هي محاولة استثمار المهمة الوحيدة التي بقيت في يد ترامب قبل نهاية فترته. فالعفو هو الرأسمال السياسي الوحيد الذي بحوزته الآن.
وحاول العاملون صناعة الضغط واللوبي التقرب منه لتأمين العفو أو تخفيف الأحكام عن العملاء الذين دفعوا لهم مقابل هذا.
وبحسب الموقع فإن عشرة من المجرمين الفدرالين استأجروا منذ تشرين الثاني/نوفمبر جماعات لوبي والتي وصفت عملها في سجلات الكشف المالية أنها تحاول الحصول على العفو، الغفران أو تخفيف الأحكام.
ومقارنة مع الأيام الأخيرة لباراك أوباما فقد كان عدد الحالات المقدمة خمسة وأربعة في أيام جورج دبليو بوش الأخيرة.
ويشير الموقع أن حملات العفو أو تخفيف الأحكام تجري أحيانا عبر طرق غير رسمية وليس من خلال شركات لوبي مسجلة.
والزيادة في عدد الشركات المسجلة ومحاولتها الحصول على عفو يظهر أن من يحاولون تأمين العفو قبل رحيل ترامب باتوا يتجهون نحو الجماعات التي يعتقدون أنها قادرة على العثور على منافذ للوصول إلى إدارة ترامب.
وكما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الأحد، فقد كشف سكلاب عن عمله يوم الجمعة.
واعترف ديفيس من هاواي بالتآمر مع جامع التبرعات السابق للحزب الجمهوري برويدي والتحايل على قانون تسجيل العملاء الأجانب وتحديد تحقيقات وزارة العدل في لو، واعترف برويدي بالتهم المتعلقة بالمؤامرة.
واستعانت ديفيس بشركة بوتوماك إنترناشونال بارتنرز لكي تتولى الحصول على المغفرة. وواحد من العاملين مع الشركة هو مارك كوان الذي عمل في فريق ترامب الإنتقالي.
ومن بين الأسماء المتداولة، مطرب الراب ليتل وين، الذي اعترف بالذنب في تهمة سلاح ناري ويواجه عقوبة السجن لمدة 10 سنوات، ورئيس كونغرس ولاية نيويورك السابق، شيلدون سيلفر، الذي تمت إدانته بالفساد أكثر من مرة في عام 2015.
وبحسب مصدر على علاقة بجهود تخفيف الأحكام فقد ركزت جماعات اللوبي على البيت الأبيض وبتركيز أقل على وزارة العدل التي كانت القناة الرسمية لتقديم طلبات العفو خلال الإدارات السابقة.
وقال المصدر إن استراتيجيته قامت على بناء تحالف من الأفراد لدعم مواقف زبائنه والحصول على مساعدة من حلفاء ترامب وأنصاره قدر الإمكان للفت انتباه الرئيس.
خبير قانوني: هذا ما سيحدث لو رفض ترامب مغادرة البيت الأبيض
ترامب: "لا أريد عنفا".. هكذا فسّر اقتحام أنصاره للكونغرس
رئيسة بلدية واشنطن تطالب بإجراءات أمنية خلال تنصيب بايدن