استعرض خبير عسكري إسرائيلي، أبرز الصعوبات التي تواجه جيش الاحتلال، بقيادة أفيف كوخافي.
وقال نير دفوري في تقرير على موقع "القناة12" العبرية، ترجمته "عربي21" إن "كوخافي قاد في الفترة الماضية مرحلة مضطربة، تراجعت فيها حافزية الخدمة العسكرية، ومع تبقي عامين على انتهاء ولايته، فإنه يحاول تحقيق مخططاته التي جلبها للجيش".
وذكر دفوري أن "العامين الأخيرين شهدا تكثيفا من كوخافي لاستراتيجية "المعركة بين الحروب"، التي تخوضها إسرائيل ضد تسليح وتكثيف الدول والمنظمات المعادية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مع العلم أن هذه الحملة لا تحدث في سوريا فقط، بل يتم تنفيذها كل ليلة في العراق ولبنان وسيناء".
وأوضح أن "ساحة الإنترنت جزء من المعركة، وعبرها تدمر إسرائيل الأنظمة الحيوية للإيرانيين، ومصانع القتال والقواعد والأسلحة، ونتيجة لها قاموا بإخلاء 50 بالمئة من قواتهم في سوريا، ونقلوا قواعدهم باتجاه الشرق، مع أن الأضرار لم تقتصر على الإيرانيين المستضافين في سوريا فحسب، بل على المضيفين أيضًا، فتعرض الجيش السوري لأضرار كبيرة في الأسلحة، عبر استهداف مصانع الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي".
وكشف أنه "في العام المقبل، ستستمر هذه الاستراتيجية، بل وستتوسع، لكنها من ناحية أخرى تقرب إسرائيل من لحظة لن يكون فيها الطرف الآخر قادرًا على كبح جماح نفسه، ولذلك فقد وصلت جميع هذه الهجمات إلى عتبة الحرب، رغم مزاعم كوخافي في اتهام الطرف الآخر بأنه مخترق وضعيف ومردوع، وليس لديهم رغبة في الانتقام".
وأكد أن "العام الجديد هو "عام إيران" مرة أخرى، بعد أن ظل على الرف لفترة طويلة، حيث يضع الجيش الإسرائيلي مرة أخرى إمكانية العمل عليه ضمن "الدائرة الثالثة"، من خلال إدراجها على رأس قائمة أولوياته العسكرية".
واستدرك بالقول إنه "رغم ذلك، فعندما سُئل كوخافي عن أكثر الساحات تفجيراً، أجاب بأنها غزة، مع أنه منذ عامين فقط كان الإرباك الليلي يزعج مستوطني الغلاف، وأدت ثلاث حروب عسكرية، والعودة للاغتيالات، مع سياسة "الجزرة" المتمثلة بمفاوضات التهدئة، وتصدير المنتجات الزراعية من غزة، وإدخال الأموال القطرية، إلى تحقيق هدوء نسبي، وفرصة لهدوء طويل الأجل، لكن المشكلة أن كل شيء في غزة قد يتغير في لحظة واحدة".
وزعم أن "كوخافي واصل تنفيذ عمليات الجيش الإسرائيلي في الجبهتين الجنوبية والشمالية، وتم تحديث خطط الحرب وممارستها، وأمر بزيادة كبيرة في بنك الأهداف على جميع الجبهات، وأسس وحدة عسكرية من شأنها أن تسمح لهجوم سريع واسع النطاق".
وكشف النقاب أن "كوخافي واجه في أول عامين من ولايته، وما تبقى منها في العامين المقبلين، تحديا من نوع جديد لعله أحد أكبر التحديات وتتمثل في انخفاض الدافع للخدمة القتالية في أوساط الإسرائيليين، وبات من الصعب الحصول على مجندين فوريين، بسبب الانخفاض الحاصل بنسبة 10 بالمئة في الدافع للخدمة العسكرية تجاه الوحدات الميدانية.. قد يكون منحدرًا معتدلًا، لكنه مثير للقلق".
وأوضح أن "المجندين الإسرائيليين الشباب اليوم يبحثون عن مهنة أقل قتالية، وهذا جزء من التغيير في المجتمع الإسرائيلي، ويتطلب معلومات مسبقة، واستثمارات أفضل مع الطلاب في المدارس في مراحل مبكرة، مع العلم أن انخراط الشبان في الجيش الإسرائيلي ليس مسألة تخصه هو فقط، بل تتعلق بالمجتمع الإسرائيلي أجمع. إنها مسألة وطنية أعمق، وترتبط بمن يتخذ القرارات، ويقود التحركات العسكرية".
وأوضح أن "كوخافي بدأ حملة جديدة عنوانها الاستثمار في التعليم التكنولوجي، بسبب افتقاد الجيش للأخصائيين التقنيين، فضلا عن ظهور مستوى منخفض من تراجع ثقة الجمهور في الجيش من 90 بالمئة إلى 81 بالمئة، وهذه ليست نسبة جيدة، ويفسرها الجيش الإسرائيلي بأنها إشارة لتفكك التضامن الاجتماعي، مع أن أحد أسباب تراجع الثقة بالجيش تعود إلى مظاهر نزع الشرعية عنه التي يقوم بها السياسيون والمنظمات المختلفة".
وختم بالقول إن "تحدياً آخر يواجه كوخافي فيما تبقى له من فترة زمنية لقيادة الجيش تلك العلاقة المتوترة مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، صحيح أنهم في بيئة رئيس الأركان لا ينكرون ذلك، لكنهم أيضًا غاضبون من الحديث حول الموضوع، وفي محيط نتنياهو، يرى الاثنان التحديات العسكرية لعام 2021 وجهاً لوجه، وليس من المستبعد أن نسمع قريبًا عن إضافات الميزانية لخطط كوخافي لتخفيف هذا التوتر".
معاريف: تخوفات من حدث في إسرائيل مشابه لاقتحام الكونغرس
"هآرتس": الشعبوية السياسية بين واشنطن وتل أبيب خطيرة
كاتب إسرائيلي: هذه تداعيات أزمة الثقة بين الحكومة والجمهور