أثار انسحاب فريق الدفاع عن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر من القضايا
المرفوعة ضده في الولايات المتحدة الأمريكية الكثير من التساؤلات حول مصير هذه القضايا
وإمكانية ملاحقة الجنرال العسكري والحكم عليه هناك.
وأعلنت مجموعة من الناشطين الليبيين في أمريكا وبعض أهالي الضحايا أن
"شركة المحاماة التي كانت تتولى الدفاع عن حفتر أبلغتهم بالانسحاب من القضية المرفوعة
ضد الأخير، وأن الفريق أبلغ محكمة شرق فيرجينيا عبر إخطار رسمي".
"رفع الحصانة"
وجاء قرار الانسحاب بعد يومين من رفض الحكومة الأمريكية التدخل لصالح
حفتر في القضايا المرفوعة ضده في محكمة شرق فرجينيا الفيدرالية.
وتعاقد حفتر مع شركة محاماة أمريكية في آب/أغسطس الماضي لتمثيله أمام
المحكمة الفيدرالية "فيرجينيا" التي قبلت قضايا مرفوعة ضده من قبل تسعة مواطنين
أمريكيين بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد مواطنين ليبيين خلال عدوانه على العاصمة.
فهل يمكن ملاحقة حفتر قضائيا في أمريكا والحكم عليه؟ وهل يسرع انسحاب
فريق الدفاع عنه وموقف الحكومة الأمريكية من ذلك؟
"تخبط و3 احتمالات"
من جهته، أكد رئيس مؤسسة الديمقراطية وحقوق الإنسان ومقرها واشنطن،
عماد الدين المنتصر أن "انسحاب فريق الدفاع يدل على تخبط حفتر في إدارة هذه الأزمة
القانونية، فبعد أن تأخر كثيرا في تعيين محام له يقوم الآن بتغيير شركة المحاماة مع
اقتراب القضية من مرحلة حساسة".
وكشف في تصريحات من واشنطن لـ"عربي21" أن "هذه الخطوة
تحمل 3 احتمالات: الأول: عزم حفتر على استهلاك الوقت وتعطيل سير القضية بهذه التغييرات،
خاصة أنه يعول على نصر سياسي في ليبيا يمكنه من تفادي الملاحقة القانونية أو تأخيرها،
الثاني: الاتفاق مع شركة محاماة كبرى تمتلك خبرات وعلاقات أكبر من الشركة المنسحبة"،
وفق معلوماته.
"تأثير فوز بايدن"
وتابع: "أما الاحتمال الثالث فهو توقع حفتر أن يحصل على شيء من
الحصانة لكن ربما بعد فشل هذه المحاولة هو الآن يعيد ترتيب لجنة الدفاع الخاصة به،
وكل هذه الاحتمالات ستكون في صالح الضحايا كون المحكمة ستتخذ موقفا صارما إذا شعرت
بعدم جدية حفتر ومحاولته التأخير والتعطيل".
وحول تأثير وصول بايدن إلى رئاسة أمريكا على هذا الأمر، قال المنتصر،
وهو أحد المتابعين للقضايا المرفوعة ضد حفتر: "قد يكون قرار وزارة الخارجية الأخير
بخصوص قضية حفتر يعكس توجهات الإدارة الجديدة التي ستتأثر بشكل أقل بالضغوطات الإماراتية
والمصرية"، كما صرح.
"إدانة صريحة"
ورأى عضو مجلس الدولة الليبي عن الجنوب، عبد القادر احويلي أن
"اعتذار فريق الدفاع عن الاستمرار في القضية جاء لقناعة هذه الشركة أنه أصبح من
الصعب الدفاع عن حفتر الآن بعد كل التغيرات المحلية والدولية".
وأضاف لـ"عربي21": "المهمة أصبحت صعبة ومستحيلة بسبب
الأدلة الصريحة في تورطه في كافة الأعمال العسكرية التي ترقى إلى جرائم حرب، أما تغيير
الإدارة الأمريكية فلا أعتقد أنه سيكون له تأثيرات".
"صفعة"
في حين رأى الناطق السابق باسم "قوة حماية سرت" التابعة لحكومة
الوفاق، طه حديد أن "الانسحاب له دلالات عدة يمكن أن يفسر عليها، فبحسب خطاب المحامي
فالسبب هو انقطاع تواصله مع حفتر منذ أشهر، وربما يكون السبب عدم تسديد أتعابه من قبل
حفتر وخاصة بعد موقف الخارجية الأمريكية الأخير برفضهم التعليق على حصانة حفتر التي
كان يطالب بها محاموه والتي جاءت كالصفعة، أو أنه يئس من الدفاع عنه ويعرف بأنه سيم تجريمه
وسيدان في القضايا المرفوعة ضده".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "فوز بايدن لن يكون
له أي تأثير على القضية كون القضاء الأمريكي سيحكم وفق التشريعات سواء كان ترامب أو
بايدن، وإذا أعطى محامو العائلات الموافقة على انسحاب محامي حفتر فإنه سيؤثر على مجريات
المحاكمة من حيث عامل الوقت لأن تغيير المحامي والإجراءات المصاحبة له سيأخذ وقتا طويلا،
ولكن ستظل القضايا منظورة ولن تسقط"، وفق توقعاته.
اقرأ أيضا: الغارديان: حفتر فقد نفوذه وهيبته ما سمح باستئناف الحوار
الدفاع الليبية تؤكد الجاهزية لصد أي عدوان عقب تهديد حفتر
هيئة ليبية تعلن اكتشاف مقبرتين جماعيتين في ترهونة
الرئاسي الليبي ينفي لـ"عربي21" نقل رسالة لحفتر بوساطة إيطالية