أثارت تصريحات وتحركات رئيس برلمان طبرق، عقيلة صالح القبلية والمناطقية الأخيرة، ومطالبته علنا بضرورة أن يتولى هو أو أحد من الشرق الليبي منصب رئاسة المجلس الرئاسي المقبل، الكثير من التساؤلات حول تداعيات هذه الخطوات، وتأثيرها على مسار ونجاح ملتقى الحوار السياسي الليبي.
وقال صالح خلال اجتماع مع مجموعة من النواب ومشائخ القبائل في الشرق، "إنه لن يفرط في منصب رئاسة المجلس الرئاسي، سواء هو أو أي شخص يمثل إقليم برقة (الشرق الليبي)، رافضا أن يتم سيطرة الغرب الليبي على المناصب السيادية الجديدة" .
"تحركات متناقضة"
وتأتي هذه التصريحات وسط معلومات عن إرسال "عقيلة صالح" مبعوثه الشخصي، عبدالباسط البدري، إلى تركيا؛ لمطالبتها بدعم عقيلة رئيسا للرئاسي الجديد، وأنه يتعهد بعدم المساس بالاتفاقية التركية الليبية أو مهاجمة أنقرة مرة أخرى، وهو ما أكده وزير الخارجية التركي، تشاووش أوغلو.
مراقبون رأوا أن "صالح يريد اللعب على وتيرة القبلية والمناطقية؛ من أجل الضغط على البعثة الأممية لتنصيبه رئيسا للرئاسي الجديد، مقابل أن يكون رئيس الحكومة الموحدة من الغرب الليبي، معتبرين أن هذه الخطوات الآن ستؤثر بقوة على مجريات الحوار السياسي الدائر حاليا".
اقرأ أيضا: مسؤول ليبي لعربي21: المناخ الدولي بات مواتيا لإنهاء الأزمة
والسؤال: ماذا وراء تحركات عقيلة صالح الأخيرة ولجوئه للقبائل؟ وهل تؤثر فعلا على نجاح الحوار السياسي؟
"نبرة جهوية"
من جهته، قال عضو مجلس الدولة الليبي، عادل كرموس، لـ"عربي21"، إن "كلمة عقيلة صالح الأخيرة وتصريحاته حملت كومة من الأحقاد المبنية على الجهوية تحت ستار المحاصصة والمغالبة، في نعرة قبلية كنا نأمل أنها انتهت منذ المملكة الليبية".
وأوضح أن "عقيلة لجأ إلى لغة العصبية والقبلية؛ لغرض التوصل إلى منصب رئاسة المجلس الرئاسي، دون النظر إلى المصلحة العامة للوطن، ولا تخلو تحركاته وتصريحاته أيضا من إشارة إلى عزمه عرقلة أي مسار أو حوار لو لم يكن في هذا المنصب"، كما صرح.
وحول طريقة إفشال عقيلة لملتقى الحوار، قال كرموس: "لديه عدد من كتلة برقة من المؤيدين له في ملتقى الحوار السياسي من الممكن أن يفرض عليهم الانسحاب أو التشويش على الملتقى"، بحسب رأيه.
"رهان مصر وروسيا"
في حين أشار المحلل السياسي الليبي، فيصل الشريف، إلى أن "السؤال يكمن في مدى اعتبار عقيلة صالح الشخصية التي تراهن عليها مصر، وإلى حد ما روسيا، كون معادلة الصراع إقليمية دولية، وبالتالي فإن خيارات تلك الدول هي التي ستكون محل نظر كبير ضمن مخرجات البعثة الأممية".
وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أن "البعثة تدرك أن أي مخرجات لا تحظى بتوافقات الحد الأدنى بين الدول المتداخلة في الصراع لن تكون مجدية، وستكون سيناريو منسوخ عن تجربة الصخيرات، وهو ما لا تريده البعثة. أما عقيلة، فالكل يعلم أنه مراهق سياسيا، وله شطحات، وتهمّه فقط مصلحته الشخصية"، وفق تعبيره.
اقرأ أيضا: مسؤول ليبي سابق: عقيلة صالح سيخرج من المشهد قريبا
وتابع: "واقع معادلة الصراع قد يفرض شخوصا ضمن تسوية سياسية لكل طرف فيها مخاوفه وضماناته، وبالتالي فإن لروسيا وتركيا بالدرجة الأولى رأيهما في هذه المخرجات، دون إهمال أطراف أخرى متداخلة في المشهد، ويظل ضابط الإيقاع هو المراقب الأمريكي الذي يملك أدوات التأثير والضغط"، كما صرح.
"إعاقة وتنافس مع حفتر"
وتوقع الأكاديمي من الشرق الليبي، عماد الهصك، أن "يقوم عقيلة صالح بإعاقة مخرجات أي حوار لا يضمن له رئاسة المجلس الرئاسي، والمدخل الوحيد له هو حصة برقة التي يرى في نفسه الأحق بتمثيلها، ولإقناع شريحة كبيرة من سكان الإقليم بأنه يأتي بالكثير من الفزعات والمخاطر المحدقة بالشرق، وأنه هو الوحيد القادر على إثبات حقوق الإقليم، والدفاع عنه ضد هذه المخاطر".
وأضاف لـ"عربي21": "لكن ثمة مسارا موازيا في الشرق ينافس عقيلة على رأسه خليفة حفتر الذي رأيناه يخوض مناورة سياسية بالشراكة مع السراج، والتي أفشلت عبر سفراء دول لها دور محوري في الملف الليبي، ما سمح لعقيلة بإعادة الكرة، مستخدما كل الأوراق، سواء المحلية كتحالفاته القبيلة، أو الخارجية كعلاقاته ببعض الدول الداعمة له"، كما رأى.
مؤشرات تغير سياسة مصر الخارجية في 2021.. ما حقيقتها؟
ما تأثيرات الحراك الدولي والإقليمي على ملتقى الحوار الليبي؟
عقيلة صالح يسقط عضوية 35 نائبا.. ما علاقة اجتماعات غدامس؟