دعا عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الباحث الليبي في شؤون الفكر الإسلامي علي الصلابي، المبعوثة الأممية بالإنابة إلى ليبيا، ستيفاني وليامز، إلى الاعتبار بالسنوات الفائتة من جهود الحوار الوطني في ليبيا، وعدم الرهان على أجسام سياسية بالية، وعاجزة عن إدارة نفسها، فضلا عن عدم قدرتها على تجميع الليبيين.
ودعا الصلابي، في حديث مع "عربي21"، "القيادات السياسية الليبية الذين تصدروا المشهد في الأعوام الفائتة، والذين أوصلوا البلاد إلى ما وصلت إليه، إلى إفساح المجال إلى قيادات وطنية جديدة جامعة غير مفرقة، وخالية من الأحقاد السياسية والمناطقية والشخصية".
وحث الصلابي من جهة أخرى المبعوثة الأممية بالإنابة إلى ليبيا، ستيفاني وليامز، على عدم إضاعة وقت الليبيين، من خلال نفخ الروح في أجسام سياسية وصفها بـ"الميتة والمميتة".
وقال: "كل الليبيين يدركون أن ما يسمى قائد الجيش الليبي في الشرق، أو رئيس البرلمان، أو رئيس المجلس الرئاسي، كلهم تحولوا إلى عقبات حقيقية أمام المصالحة الوطنية، ورموز لمرحلة من الفشل السياسي والحرب الأهلية، وإن الخطوة الأولى للمصالحة تنطلق بتنحيتهم تماما".
واعتبر الصلابي أن خطوة من هذا القبيل ستساعد على خلق مناخ سياسي أقل احتقانا، وأكثر دفعا باتجاه وحدة الليبيين.
وقال: "ما لا شك فيه، فإن زوال الأسماء التي ارتبطت بمراحل الصراع والاقتتال في الأعوام الفائتة، علاوة عن كونه سيخفف من حدة الاحتقان القائمة حاليا، فإنه سيمكن أصدقاء ليبيا الإقليميين والدوليين، كما سيساعد الوسيط الأممي على النجاح في مهمة إنجاز التوافق السياسي المطلوب لتأسيس الدولة المدنية بمؤسساتها الديمقراطية المتعارف عليها".
وأضاف: "بالتأكيد، فإن المجلس الرئاسي يحتاج إلى شخصية سياسية جامعة، قادرة على تحقيق السلام والمصالحة، بعيدا عن الصراعات والتخندق في التيارات التقليدية المعروفة، التي قسّمت البلاد".
وتابع: "أعتقد أن السلطة التنفيذية، ممثلة في الحكومة، تحتاج إلى الجيل الجديد من الشباب، ممن اشتهروا بالنزاهة وخدمة الوطن، وانحازوا لقيم الدولة المدنية والديمقراطية والحريات والدستور والقانون"، وفق تعبيره.
اقرأ أيضا: الحوار الليبي.. اقتراب انتهاء مهلة أممية لتشكيل لجنة استشارية
وأمهلت المبعوثة الأممية بالإنابة إلى ليبيا، ستيفاني وليامز، أعضاء ملتقى الحوار الليبي، حتى مساء الجمعة، لتشكيل لجنة استشارية؛ لحل الانسداد الحاصل حول آلية اختيار السلطة التنفيذية.
من جهته، قال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا، خوزيه سابادال، إن تعزيز وقف إطلاق النار في ليبيا والانتعاش الاقتصادي والتحضير للانتخابات من أولويات الاتحاد في ليبيا.
وأضاف سابادال في تغريدة له على "تويتر"، بمناسبة العام الجديد، إن الاتحاد الأوروبي يقف مع الليبيين في سعيهم لتحقيق السلام والكرامة وفق تعبيره، مؤكدا أن الأسابيع القادمة ستكون حاسمة بالنسبة لليبيا.
يشار إلى أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أعلنت في 18 كانون الأول/ ديسمبر، عن تشكيل لجنة قانونية من أعضاء ملتقى الحوار السياسي، لوضع قانون للانتخابات المقررة في 2021.
واختتمت أعمال الجولة الأولى من الملتقى، التي انعقدت بشكل مباشر في تونس، منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وأعلنت خلالها البعثة الاتفاق على إجراء انتخابات عامة في كانون الأول/ ديسمبر 2021.