احتفلت الصحف البريطانية المشككة في جدوى الاتحاد الأوروبي بالنصر في أعدادها الصادرة الجمعة، بعد أن أصبح بريكست واقعا في نهاية 2020، لكن الأصوات المؤيدة للكتلة الأوروبية أشارت إلى "يوم حزن".
وعرضت قناتا بي بي سي وسكاي نيوز صورا مباشرة لساعة بيغ بن في وسط لندن، وهي تدق مؤذنة بحلول الساعة 11,00 مساء الخميس، اللحظة التي أنهت فيها بريطانيا مرحلة انتقالية استمرت 11 شهرا، وانفصلت نهائيا عن الاتحاد الأوروبي.
واعتبر ذلك نصرا شخصيا لسياسيين مثل الشعبوي نايجل فاراج المعارض للاتحاد، والمؤيد لحملة الانفصال في استفتاء 2016. وكتب في تغريدة "إنها لحظة كبيرة لبلادنا، قفزة عملاقة إلى الأمام. حان الوقت للاحتفال. وأخيرا بريكست".
وعكست وسائل الإعلام التقليدية مشاعر فاراج. ونشرت ديلي إكسبرس على صفحتها الأولى صورة لجروف دوفر البيضاء المطلة على المانش، مع عنوان يقول: "مستقبلنا. بريطانيا خاصتنا. مصيرنا".
ونشرت صحيفة صن خبر بريكست ضمن مربع في الصفحة الأولى، وأوردت تصريحات رئيس الوزراء بوريس جونسون عن أن بريكست يمثل لحظة تجديد، يمكن فيها للبلاد أن "تطلق بقوة" الابتكار العلمي.
ونشرت الصحيفة رسما بيانيا لساعة بيغ بن وعليها حقنة عملاقة تشير إلى منتصف الليل، للترويج لحملتها المطالبة بجيش من المتطوعين للمساعدة في تنفيذ برنامج اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد.
وبالفعل، فإن استطلاعات الرأي تظهر أن الوباء يمثل مصدرا أكبر للقلق بالنسبة للشعب من قضية بريكست، وعرضت صحف أخرى للروايتين المتناقضتين مع حلول العام الجديد.
من دون ضجة
عنونت ديلي تلغراف "أهلا بكم في 2021، وسببان للأمل في مستقبل أكثر إشراقا". في هذه الصحيفة عمل جونسون مراسلا في التسعينيات الماضية.
وكانت تشير بذلك إلى بريكست وموافقة الهيئة الناظمة في المملكة المتحدة على لقاح جديد لكوفيد-19، طورته جامعة أكسفورد وشركة استرازينيكا ومقرها كامبريدج.
أما صحيفة "الغارديان" المؤيدة للاتحاد الأوروبي، فمزجت الموقفين في تغطيتها على صفحة الأولى، مشيرة إلى أن بريطانيا تركت أخيرا قواعد الاتحاد الأوروبي كافة في وسط "أزمة، من دون ضجة".
في الصفحات الداخلية، وصفت الصحيفة اليسارية الميول بريكست بأنه "خطأ وطني مأساوي".
وقالت: "بريطانيا الآن خارج الاتحاد الأوروبي. لكنه يوم حزن وليس يوم مجد؛ لأننا سنبقى دوما جزءا من أوروبا".
وترى الصحيفة أن البريكسيت انتهى لكنه لم يكتمل بعد. وعلى المدى المتوسط، فهو يترك وراءها كل مصادر الخلافات المستقبلية في السياسة البريطانية جانبا.
وهذه تشمل على التفاصيل الدقيقة، مثل السيطرة على تدفق الهجرة والتنظيمات المتوازية مع أوروبا ووضع الخدمات والصيد والحصول على البيانات والتعاون الدفاعي، وفوق هذا وضعية إيرلندا الشمالية الغامضة في الصفقة. كل هذا تأكيد للحقيقة العميقة وهي "أننا سنظل دائما أوروبيين، ولن نتخلى عن التواصل مع أوروبا".
وفي روايته "الطوافة الحجرية"، تحيل الكاتب البرتغالي خوسيه سارمانغو انفصال الجزيرة الإيبيرية الكامل عن أوروبا من جبال البرانس، وتبدأ رحلة عبر الأطلنطي في رحلة عبثية للبحث عن بيت جديد لها.
واليوم يمكن لبريطانيا أن تشعر بأنها تبحث عن بيت جديد مثل طوافة سارامانغو الحجرية، باستثناء أن بريطانيا ستظل مرتبطة وللأبد وعبر القنال الإنكليزي مع جارتها الأوروبية – شعبها واقتصادها وثقافتها ستظل دائما، التي نأمل يوما عودتها إليها.
ونشرت صحيفة الإندبندنت رسما كاريكاتوريا ساخرا يظهر كبار المؤيدين لبريكست على هيئة أسماك مختلفة، مذكرة بالجدل الذي أحاط بملف الصيد وكاد أن ينسف اتفاقية تجارية بين لندن وبروكسل بعد أشهر من المحادثات.
وصوّرت الصحيفة جونسون على شكل سمكة مسطحة "بعيدة عن الأعماق عادة"، فيما رسمت فاراج على شكل سمكة "مملحة أو مدخنة".
أما صحيفة ديلي ميل، أكثر الصحف الشعبية معاداة للاتحاد الأوروبي، فقد ركزت كليا على الوباء بعد أن أكدت بيانات جديدة تلقيح مليون شخص في بريطانيا.
اندبندنت: السلالة الجديدة تضع مشافي لندن على حافة الهاوية
"الغارديان": البريكست قلص الدور العالمي لبريطانيا
الغارديان: بريطانيا أمام أكبر أزمة منذ الحرب العالمية الثانية