قالت صحيفة "صباح" التركية في تقرير للكاتب برهان الدين دوران، إن أنقرة غير مستعدة لإفساد علاقتها مع موسكو من أجل واشنطن، لافتة إلى تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الجمعة، امتدح فيها نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ورداً على سؤال صحفي حول وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين له بأنه "زعيم يلتزم بتعهداته، وكلامه وجوهره واحد"، أجاب أردوغان : "لقد لمست أنا أيضا في السيد بوتين نفس الشيء، يلتزم بتعهداته، كلامه وجوهره واحد، منذ أن تعرفت عليه".
وأعرب الرئيس التركي عن تطلع بلاده لاستمرار العلاقات القوية مع روسيا خلال الفترة القادمة.
وذكرت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أنه من الواضح أن العلاقات التركية الروسية انتقلت إلى مستوى جديد عبر الزعيمين، مشيرة إلى أنه بعد التغلب على أزمة إسقاط الطائرة عام 2015، برزت مجالات عدة على صعيد الطاقة، وملفات سوريا وليبيا وناغورنو قره باغ، في إطار "التعاون والمنافسة" بين البلدين.
وأشارت إلى أنه بفضل "الكيمياء السياسية" للزعيمين، تمت إدارة ملفات معقدة مثل عملية أستانا وأزمة إدلب وليبيا ومنظومة "أس400"، وقد حالت هذه العلاقة الديناميكية حتى الآن دون حدوث مشاكل في المناطق التي تختلف فيها المصالح، مثل أوكرانيا (شبه جزيرة القرم) والبحر الأسود وأوروبا الشرقية.
اقرأ أيضا: صحيفة روسية: ماذا وراء إشادة بوتين بأردوغان؟
واستدركت، بأن تعزيز دور أنقرة في القوقاز من خلال الحركة النشطة لها في حرب ناغورنو قره باغ، أوجدت حالة من الانزعاج في وسائل الإعلام الروسية.
ولفتت إلى تصريحات الجنرال الروسي المتقاعد ليوند إيفاشوف، التي قال فيها إنه من الواضح أن تركيا تتجه نحو مشروع "توران العظيم"، مضيفا أن تركيا تلعب لعبتها الخاصة في شبه جزيرة القرم وتوطد علاقتها بأوكرانيا.
ورأت الصحيفة أن هذا الرأي بشأن تركيا يمثل النهج المتطرف في موسكو، والمقصود بهذا الحديث هو أن أنقرة قد وصلت إلى تأثير يتجاوز الحدود التي رسمتها موسكو، وأن هذا سيكون مشكلة للمصالح الروسية طويلة الأجل.
ورأت أن بوتين لن يكون قلقا للغاية بشأن "اللعبة الخاصة" بتركيا، لأنها تأتي في الوقت الذي حققت فيه موسكو مكاسب عبر تعاونها مع أنقرة في ظل حسابات استراتيجية.
وأوضحت أن بوتين كقائد يدرك تنافس القوى العظمى جيدا، فإنه يتمتع بما يكفي لرؤية أن التحركات الجيوسياسية لن تكون "محصلتها صفرا" وأن توازنه يمكن أن يتغير أيضا بمرور الوقت.
وأضافت أنه في الوقت الذي تتقبل فيه دور الطائرات المسيرة التركية في حرب قره باغ، وليبيا، وتدميرها لأنظمة الدفاع الجوي الروسية، فإن تركيا قامت بإعادة نشر نقاط المراقبة في إدلب.
وأشارت إلى أن بوتين شخصية تتكيف واقعيا مع شخصية أردوغان و"تركيا الجديدة"، لكنّ العلاقات بين أنقرة وموسكو ستمر بمرحلة اختبار في ظل تسلم جو بايدن لرئاسة الولايات المتحدة.
اقرأ أيضا: بلومبيرغ: لهذا السبب أخفى بوتين غضبه من أردوغان بأذربيجان
وأوضحت أن بايدن، سيواجه في الوقت ذاته صعوبات داخل أوروبا وحلف شمال الأطلسي "الناتو" بشأن أنشطة روسيا الفعالة، في ظل بروز جهات فاعلة مثل برلين وأنقرة في علاقاتها مع موسكو.
وتابعت، بأن ما يدعو للغرابة، هو أنه كيف ستتقرب واشنطن التي فرضت عقوبات على أنقرة بسبب شرائها منظومة "أس400" الروسية مع برلين التي تتفق مع موسكو في مشروع "السيل الشمالي 2".
وأكدت أن أنقرة غير مستعدة لكسر علاقتها مع موسكو لأن واشنطن تريد ذلك، وعليه فإن المعيار الرئيسي لها هو المصالح الاستراتيجية المتوسطة وطويلة الأجل لتركيا.
وشددت على أنه لا يمكن إهمال نفوذ الحراك السياسي التركي في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم وأوروبا الشرقية على الرغم من موسكو، ولذلك فإنه يجب أن يقر بايدن بأن تركيا لها حساباتها الخاصة، وإقامة علاقة مثل تلك التي بين أردوغان وبوتين.
رسالة تركية لبايدن.. هل يمكن إصلاح العلاقات بين البلدين؟
لماذا أجلت أوروبا عقوباتها على تركيا حتى مارس.. ما علاقة بايدن؟
هل يفرض ترامب عقوبات "كاتسا" على تركيا أم يحيلها لبايدن؟