أصدر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قرار عفو عن أربعة من مقاتلي شركة "بلاك ووتر"، أدينوا بقتل عراقيين عام 2007، في مجزرة أثارت انتقادات دولية حول استخدام متعاقدين خاصين بمناطق الحرب.
والأربعة مقاتلين هم: نيكولاس سلاتن، وبول سلاو، وإيفان ليبرتي، وداستن هيرد، كانوا في قافلة "رافين 23"، وفتحوا النار والقنابل عشوائيا صوب حشد من المدنيين العزل بالعاصمة العراقية، في ما عرف بمذبحة "ساحة النسور".
وفي عام 2014، أدين سلاو وليبرتي وهيرد بتهم متعددة تتعلق بمحاولة القتل العمد، بينما أدين سلاتن، قناص الفريق الذي كان أول من أطلق النار، بجريمة قتل من الدرجة الأولى. سلاتن حكم عليه بالسجن المؤبد. حصل كل من سلاو وليبرتي وهيرد على حكم بالسجن 30 عاما، وفق ما ذكرته صحيفة "الغارديان".
ورفض قاض فيدرالي المحاكمة الأولية، مما أثار غضبا في العراق، لكن نائب الرئيس آنذاك، جو بايدن، وعد بمتابعة محاكمة جديدة، والتي نجحت في عام 2015.
وفي الجكم، قال مكتب المدعي العام الأمريكي في بيان: "الكم الهائل من الخسائر البشرية والمعاناة غير الضرورية المنسوبة إلى السلوك الإجرامي للمتهمين في 16 أيلول/سبتمبر 2007، مذهل".
اقرأ أيضا: ترامب يصدر عفوا جديدا.. 20 مدانا بتدخل روسيا في الانتخابات
وأكد ممثلو الادعاء أن قافلة “رافين 23" لمقاتلي "بلاك ووتر"، المدججة بالسلاح، شنت هجوما غير مبرر باستخدام نيران القناصة والمدافع الرشاشة وقاذفات القنابل.
وقال محامو الدفاع إن موكليهم ردوا بإطلاق النار بعد أن تعرضوا لكمين من قبل مسلحين عراقيين.
وقالت الحكومة الأمريكية في مذكرة قُدمت بعد صدور الحكم: "لم يكن أي من الضحايا متمردا، ولم يشكل أي تهديد لقافلة ريفين 23”. كما تضمنت المذكرة اقتباسات من أقارب القتلى، بمن فيهم محمد الكناني، الذي قتل ابنه علي البالغ من العمر تسع سنوات، وقال: "ذلك اليوم غير حياتي إلى الأبد".
بعد الإدانات، قالت بلاك ووتر، التي تحولت إلى Academi بعد بيعها وإعادة تسميتها في عام 2011، إنها "شعرت بالارتياح لأن نظام العدالة أكمل تحقيقه في مأساة وقعت في ميدان النسور في عام 2007".
والضحايا الـ 14 الذين استشهدوا على يد حراس بلاك ووتر قيد المحاكمة هم: أحمد هيثم أحمد الربيعي، محسن محسن كاظم الخزعلي، أسامة فاضل عباس، علي محمد حافظ عبد الرزاق، محمد عباس محمود، قاسم محمد عباس محمود، سعدي علي عباس الكرخ، مشتاق كريم عبد الرزاق، غني حسن علي، إبراهيم عبيد عياش، حمود سعيد عبطان، عدي إسماعيل إبراهيم، مهدي صاحب ناصر، وعلي خليل عبد الحسين.
وهذا العفو هو واحد من عدة قرارات منحها الرئيس الأمريكي لأفراد الخدمة الأمريكية والمتعاقدين المتهمين أو المدانين بارتكاب جرائم ضد غير المقاتلين والمدنيين في مناطق الحرب.
ففي تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، أصدر ترامب عفوا عن قائد عسكري أمريكي سابق كان من المقرر أن يحاكم بتهمة قتل صانع قنابل أفغاني مشتبه به، وملازم سابق بالجيش أدين بالقتل وبأنه أمر رجاله بإطلاق النار على ثلاثة أفغان.
ظريف: ترامب يحاول صرف الانتباه عن إخفاقاته الكارثية داخليا
ترامب يسحب عشرات الدبلوماسيين من العراق
المحكمة العليا ترفض إلغاء نتائج الانتخابات في بنسيلفانيا