قال مسؤول إسرائيلي إن "إبرام أي صفقة تبادل أسرى مع حماس، يعني أن يعود مئات المقاتلين منها إلى طريق العمل المسلح، لأنني تعرفت على الاقتراح الجديد للصفقة، وعلمت بكل تفاصيلها، لذلك أعتبرها صفقة فاضحة".
وتابع رئيس لجنة الشؤون الأمنية التابعة
للكنيست تسافي هاوزر في تصريحات لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمتها
"عربي21": "صحيح أن إسرائيل تصر على عدم إطلاق سراح الأسرى الملطخة
أيديهم بالدماء، لكن حماس لم تبدِ حتى الآن أي استعدادات لتقديم تنازلات".
ورأى أن "تسريبات صفقة التبادل مع حماس، التي
ظهرت مجددا في الأيام الأخيرة، تنتهك مبادئ لجنة شمغار، لأنها تجيز إطلاق سراح مئات
المسلحين، ولذلك فإنني أدعو رئيس الوزراء للانسحاب من الصفقة الخطيرة، وعدم الإفراج
عن كل أسير انخرط في العمليات المسلحة"،
وفق قوله.
صاحب المبادرة
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن "إسرائيل
قدمت اقتراحا جديدا لحماس عبر وفد استخباري مصري، ووفقا له فإنها لن تفرج عن
جثامين فلسطينيين فقط، بل ستطلق سراح أسرى أحياء، مع أن اللجنة التي ترأسها رئيس المحكمة
العليا السابق القاضي مائير شمغار أصدرت توصياتها في 2012 لتشديد المفاوضات بشأن صفقات
تبادل الأسرى، ومنذ ذلك الحين، لم يقدم رئيس الوزراء توصياته لمجلس الوزراء للتصويت
على أي صفقة تبادل".
وفي سياق متصل، أوضحت الصحيفة في مقال مشترك أعده كل من أبيرام شاؤول، شقيق الضابط الإسرائيلي الأسير لدى "حماس" آرون شاؤول، وآفي كالو رئيس "قسم الأسرى والمفقودين في شعبة الاستخبارات" سابقا، أن هناك "مؤشرات على مرونة ممكنة وحقيقية، من جانب قيادة حماس في ظل أزمة كورونا التي تعصف بالقطاع، بينما تبدي إسرائيل الاستعداد لتحرير سجناء على خلفية إنسانية".
وذكرت أن من "بين مواضيع المرونة الظاهرة؛ الاستعداد
للتنازل (حماس) عن الشرط المسبق في شكل تحرير معتقلي جلعاد شاليط أولا، واستعداد للمرونة
بالنسبة لعدد السجناء الذين سيتحررون في الصفقة لإعادة أربعة مفقودين إسرائيليين من
القطاع".
ورأت أن "أزمة كورونا تخلق نافذة فرص للعمل على
الصفقة وإعادة الجنود من القطاع، وتفعل خيرا إن عملت الحكومة على الاتصالات في هذا
الموضوع وبلورة صفقة تعيد آرون وباقي المفقودين من القطاع، ومع ذلك، من حيث جوهر الأمر،
بعد ست سنوات ونصف من انتهاء حملة "الجرف الصامد" (حرب 2014)، حاولت فيها
حكومات إسرائيل وجهاز الامن ممارسة الضغوط على القطاع بهدف حمل حماس على إعادة الجنود
دون تحرير سجناء أمنيين، ولكنها فشلت فشلا ذريعا ومدويا".
وأكد أنه "لا توجد إمكانية لإعادة الجنود دون تحرير
سجناء، هم في لباب التجربة النفسية والرواية لمنظمة حماس؛ حيال الشارع الفلسطيني وليس
فقط في القطاع بل وأيضا في الضفة الغربية".
وفي المقابل، "لا نزعم أن الحل سيتحقق بعصا سحرية،
وأن الطريق سهل، ولكن نرى أن الحل لإعادة الجنود يجب أن يكون متداخلا وأن يتضمن أثمانا
مدنية وإنسانية بما في ذلك تلك المتعلقة بكورونا، وبالاحتياجات الفورية للجمهور في
غزة ، وهذا الأمر في ح ذاته مصلحة إسرائيلية، إلى جانب تحرير سجناء ذوي طابع إنساني،
كما نشر، وإضافة إلى ذلك، يجب إعادة محرري شاليط الذين اعتقلوا، وعدد من السجناء الأمنيين
الذين يمكن التأكد والمراقبة على تحريرهم وتقدير خطورتهم الأمنية".
رون بن يشاي معلق الشؤون العسكرية والأمنية كشف أن
"من يقف وراء المبادرة الإسرائيلية الجديدة هو يارون بلوم، مسؤول ملف الأسرى والمفقودين،
ما يظهر مرونة إسرائيلية واضحة، لأن الرسائل المنقولة عن إسرائيل من قبل المصريين تزامنت
مع انتشار جائحة كورونا في قطاع غزة، ما قد يحدث مرونة في مسألة الأسرى والمفقودين،
مع بدء العد التنازلي لإجراء انتخابات إسرائيلية مبكرة".
اقرأ أيضا: مقترح إسرائيلي جديد لصفقة تبادل أسرى مع حماس.. تفاصيل
وأضاف أن "نقل المقترح الإسرائيلي الجديد تزامن
مع تحضيرات حماس لإجراء انتخاباتها الداخلية، ما سيرفع أسهم القادة الذين سينجحون بإبرام
صفقة تبادل، دون الشروع بتنفيذ مشاريع بنى تحتية مهمة في غزة دون إبرام الصفقة".
الكاتب أليئور ليفي أكد أن "أسرى حماس الأمنيين في السجون الإسرائيلية يحملون وزنا كبيرا في ما يتعلق بقرار الموافقة على صفقة التبادل، لكن إسرائيل من جهتها قد تمارس المزيد من الضغط على حماس لإبقائها دون أوراق مساومة، لكن قيادة الحركة في غزة ذاهبة باتجاه عدم التنازل، وهي مصرة على إطلاق سراح الأسرى ثقيلي العيار من السجون الإسرائيلية".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "أسرى
حماس في السجون الإسرائيلية قد يؤخر عدم إطلاق سراحهم إبرام صفقة تبادل أسرى، مع العلم
أن هؤلاء الأسرى ذاتهم، ممن تم سجن بعضهم في إسرائيل لسنوات عديدة، لديهم لوبي قوي
داخل الحركة، ويتوقع أن يضغطوا على قيادتها في غزة لعدم التنازل، والإصرار على إطلاق
سراح الأسرى الثقيلين، الذين رفضت إسرائيل حتى الآن إطلاق سراحهم".
وسيلة للضغط
وأكد أنه "قبل أسبوعين، انتهت الانتخابات السرية
لقيادة حماس في السجون الإسرائيلية، وفي النهاية خرجت إلى صفوف الحركة قيادة جديدة،
وشكلت هذه الانتخابات ثورة أخرى بقيادة حماس في السجون، لكن على خلفية كشف الاقتراح
الإسرائيلي على حماس، يبدو أنها تحاول خلق وسيلة للضغط على إسرائيل، لأنها تريد عقد
صفقة مماثلة في نطاقها لصفقة التبادل السابقة 2011، وترفض ربط الصفقة بالوضع الإنساني
في غزة".
على خلفية هذه التقارير، علق سيمحا غولدين، والد الضابط الأسير في غزة هدار غولدين، الذي تحتجز حماس جثته في غزة، أن "إسرائيل ملزمة باستعادة جنودها الذين تم أسرهم من داخل ساحة المعركة، وإن عوائل الجنود والإسرائيليين الأسرى في غزة لم تتلق أي تحديث بشأن أي تقدم لإنجاز الصفقة، رغم أننا منذ آذار الماضي نتحدث مع كل من له علاقة بالصفقة: مجلس الأمن القومي، والحكومة، والجيش، ووزارة الحرب".
وأضاف في تصريحات لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمتها
"عربي21" أن "إسرائيل لا تطالب باستعادة جنودها، بل تتركهم في الميدان،
وبعيدا عن التفاؤل والتشاؤم، فإنني إنسان واقعي، القيادة الإسرائيلية أخذت ابني للمعركة
أمام حماس في غزة، وتركته هناك، وما زالت ذات القيادة منذ ست سنوات، دون أن يحضروه،
ولم يستغلوا أي فرصة أتت في طريقهم ولا فرصة إنسانية ولا ضغطا آخر على حماس".
وقال: "نتمنى أن يعود أبناؤنا من ساحة المعركة،
دون أن يبيعنا القادة كل أنواع القصص عن عودة المسلحين، والخوف من القذائف الصاروخية،
يجب على رئيس الوزراء ووزير الحرب ورئيس الأركان إعادة الجنود من ساحة المعركة، وعدم
تركهم إلى مرحلة لاحقة".
واعتبرت "يديعوت" أن "النهج الجارف وغير الدقيق للنائب هاوزر يكرر الخطأ الجسيم الذي أدى إلى فقداننا مساعد الطيار المفقود رون أراد، مع رفض إسرائيل تحرير سجناء أمنيين مقابله، في ظل صدمة صفقة جبريل".
ونبهت أن "الثمن المأساوي للرفض الإسرائيلي لصفقة
"معقولة" مع منظمة أمل اللبنانية، نبكي عليه كلنا حتى اليوم، وبالتأكيد أمام
الأثمان الهائلة التي استثمرتها إسرائيل لاحقا وهي تتابع مصير "أراد" وآثاره".
وتابعت: "بناء على ذلك سيكون من الصواب أن نتوقع
من منتخبي الجمهور والمنشغلين بالمسائل الأمنية، أن يبدوا حسا قياديا وأن يمتنعوا عن
تصريحات غير دقيقة، فيها ما يخلق تشويشا لدى الجمهور وشللا في اتخاذ القرارات السياسية
المناسبة، والتي تشكل أمر الساعة في إسرائيل تجاه جنود الجيش الإسرائيلي المفقودين".
وانتقدت الصحيفة تصريحات النائب هاوزر، التي زعم فيها
أن الصفقة المقترحة تحطم مبادي تقرير لجنة "شمغار"، "غير دقيقة"،
موضحة أن التقرير المذكور "لم تتبناه الحكومة ابدا وهذا ليس صدفة، بسبب القيود
القاسية الذي يسعى لأن يفرضها على المفاوضات بشكل لن يسمح عمليا بخوض مفاوضات وإعادة
الجنود أبدا".
وأشارت إلى أن "إسرائيل ملتزمة تجاه جنودها المفقودين
(الأسرى)"، وفضلا عن ذلك يجدر بالمداولات في الغرف المغلقة في لجنة الخارجية والأمن،
أن تبقى كذلك وألا تنشر دون صلة بصفتها أقوالا لا تسهل البحث في الموضوع وتبقي المفقودين
في القطاع لسنوات طويلة أخرى".
وحذرت الصحيفة في المقال الذي شارك فيه شقيق الجندي الإسرائيلي
الأسير لدى "حماس"، من أن "تفوت الفرصة الحقيقية لإعادة آرون وباقي
المفقودين من القطاع، وقد تكون هذه الفرصة
الأخيرة في المستقبل المنظور".
جدير بالذكر، أن "حماس" وعلى لسان الناطق باسمها
حازم قاسم، أكدت في تصريح وصل "عربي21" نسخة عنه، أن "ما يروجه الإعلام
الصهيوني حول الحراك في ملف تبادل الأسرى، محاولة من نتنياهو لتعزيز حضوره الشخصي لأي
انتخابات صهيونية متوقعة".
وأوضح أن "هذا الحديث الاعلامي الصهيوني، لا أساس
له من الصحة"، مؤكدة أنه "لا جديد في هذا المسار، ونتنياهو مازال يتهرب من
اتخاذ قرار في هذا الملف، ويتلاعب بمشاعر عائلات الجنود الأسرى".
وسبق وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لـ"حماس"،
في 20 تموز/ يوليو 2014، أسر الجندي الإسرائيلي آرون شاؤول خلال الحرب، في حين كشف
الاحتلال في مطلع آب/ أغسطس 2015، عن فقدانه الاتصال بالضابط الإسرائيلي هدار غولدن
في رفح، جنوب القطاع.
وكشف الاحتلال في تموز/ يوليو 2015 عن اختفاء الجندي
أبراهام منغستو، بعد تسلله عبر السياج الأمني إلى شمال قطاع غزة، وهو جندي في حرس الحدود
من أصول إثيوبية، فر إلى غزة في السابع من أيلول/ سبتمبر 2014، إضافة إلى جندي آخر
من أصول بدوية يدعى هشام السيد، كان قد فقد بداية عام 2016.
وترفض "كتائب القسام" الكشف عن عدد أو مصير
الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، وتشترط من أجل البدء في مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال
لعقد صفقة تبادل جديدة للأسرى، إفراج الاحتلال عن كافة الأسرى المحررين في صفقة وفاء
الأحرار (صفقة شاليط) ممن أعاد الاحتلال اعتقالهم مرة أخرى.
هكذا يخطط الاحتلال لليوم الأول للحرب مع حماس.. الحركة ترد
مقترح إسرائيلي جديد لصفقة تبادل أسرى مع حماس.. تفاصيل
ما فرص استئناف مفاوضات صفقة "تبادل الأسرى" مع حماس؟