نشرت صحيفة البايس الإسبانية تقريرا سلطت فيه الضوء على الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى باريس، في ظل تنديد عديد المنظمات الدولية بتردي أوضاع حقوق الإنسان في مصر.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دافع خلال الزيارة عن العلاقة الاستراتيجية التي تجمع بلاده مع مصر، متحديا انتقادات منظمات حقوق الإنسان التي اعترضت على استقبال الرئيس المصري بـ"سجادة حمراء" رغم كل المآسي الحقوقية في البلد العربي.
موقف ماكرون
وقد رفض ماكرون ربط تعاون باريس مع القاهرة بإحراز تقدم في مجال حقوق الإنسان، ودعا إلى حوار صريح حول هذه القضايا بدلا من "مقاطعة" قد تكون غير مجدية حسب قوله.
وأكد ماكرون أنه تحدث بشكل ودّي مع السيسي في مسألة حقوق الإنسان خلال الاجتماع المغلق بينهما، لكنه أوضح أن هذا الأمر لن يمنع فرنسا من الاستمرار في التعامل مع مصر كحليف استراتيجي في المنطقة.
وحسب الصحيفة، فإن باريس تعتبر القاهرة حليفا استراتيجيا في عدد من المناطق الساخنة على غرار ليبيا، وفي المواجهة مع تركيا في شرق البحر المتوسط. كما أن هناك علاقات تجارية وثيقة بين البلدين، فقد كشفت وكالة فرانس برس في وقت سابق أن فرنسا تخطت الولايات المتحدة لتصبح المورد الرئيسي للأسلحة إلى مصر سنة 2017، ووصل حجم المبيعات إلى 1.4 مليار يورو.
كما أن الزيارة الأخيرة جاءت في ظل حالة من التوتر بين فرنسا والعالم الإسلامي وحملات مقاطعة شعبية للمنتجات الفرنسية بسبب نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
اقرأ أيضا: كاتب فرنسي يتساءل: هل نفهم معنى التواطؤ مع نظام السيسي؟
وسبقت الزيارة انتقادات واسعة للحكومة الفرنسية، حيث أنها المرة الأولى التي يزور فيها السيسي عاصمة أوروبية لعقد مشاورات ثنائية، بينما زار في السابق برلين ولندن في إطار مؤتمرات دولية.
منظمات حقوق الإنسان تندد بالزيارة
وغرّد بنديكت جانيرو مدير مكتب منظمة هيومن رايتس ووتش في فرنسا على تويتر قائلا: "في ظل رئاسته، تتم ممارسة أقسى أشكال القمع على المجتمع المدني، مع الاعتقال التعسفي للمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين المستقلين والمعارضين السلميين".
وتعتبر منظمة هيومن رايتس ووتش واحدة من أصل 17 منظمة وجهت عشية الاجتماع نداء مشتركا إلى ماكرون لمطالبته بممارسة "ضغوط شديدة" على السيسي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في مصر.
وقد أكدت المنظمات الحقوقية أن "الدبلوماسية الفرنسية تسامحت لفترة طويلة مع القمع الوحشي الذي يمارسه نظام السيسي ضد كل أشكال المعارضة. بالنسبة لماكرون، ينبغي أن يبرهن الآن عن التزامه بتعزيز حقوق الإنسان في مصر".
وقبل أيام من الزيارة، كانت القاهرة قد أطلقت سراح ثلاثة أعضاء بارزين في منظمة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية. وقد أثار اعتقال النشطاء في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي موجة من الإدانات داخل مصر وخارجها.
وقد رحّب ماكرون بالإفراج عن النشطاء وأكد أنه تحدث مع السيسي عن "عدة حالات فردية أخرى"، بما في ذلك قضية رامي شعث، وهو ناشط مصري من أصول فلسطينية متزوج من مواطنة فرنسية، تحتجزه السلطات المصرية منذ أكثر من سنة. وأضاف ماكرون أنه ذكّر نظيره المصري خلال لقائهما بأن "المجتمع المدني النشط هو أفضل حصن ضد التطرف".
كاتب فرنسي يتساءل: هل نفهم معنى التواطؤ مع نظام السيسي؟
NYT: ملاحقة "التطرف" الفرنسية تطال أطفالا في العاشرة
FT: الغرب يشجع السيسي على انتهاك حقوق الإنسان