عرب بريطانيا غاضبون من سفيري الإمارات والبحرين

أثار حفل تعتزم السفارة الإسرائيلية في لندن تنظيمه في وقت لاحق من الشهر الحالي موجة من الغضب والسخط في أوساط الجالية العربية والمسلمة في بريطانيا بسبب مشاركة سفيري كل من دولة الإمارات ومملكة البحرين فيه، في الوقت الذي تدعو فيه هيئات ومؤسسات وأحزاب بريطانية إلى مقاطعة سفيرة دولة الاحتلال.

وتشارك السفيرة الإسرائيلية في لندن تسيبي هوتوفلي إلى جانب كل من سفير الإمارات منصور بالهول، وسفير البحرين فواز آل خليفة في احتفال خاص بمناسبة عيد "حانوكا" اليهودي يوم الخامس عشر من كانون أول/ ديسمبر الحالي، وهو الحفل الذي رفضته منظمات يهودية وبريطانية أيضاً وطالبت بإلغائه بسبب أن السفيرة معروفة بانتمائها إلى اليمين الصهيوني المتطرف، وسبق أن أدلت بتصريحات مثيرة للجدل اعتبرت فيها الضفة الغربية بالكامل أرضاً إسرائيلية.

إقرأ أيضا: رفض يهودي لحفل بلندن يجمع سفيرة الاحتلال بسفراء عرب

ونشرت حركة "نعمود" اليهودية المناهضة للاحتلال صورة للإعلان عن الاحتفال ودعت إلى إلغائه بسبب المواقف العنصرية والمتطرفة للسفيرة الإسرائيلية والتي يرفضها المعتدلون في إسرائيل، وكثير من اليهود في بريطانيا والعالم، لكن المفاجأة كانت في أن سفيري الإمارات والبحرين وافقا على المشاركة معها في الحفل بينما لم تجد أية شخصيات بريطانية أو يهودية تقبل المشاركة معها فيه.

وكانت تسيبي هوتوفلي قد أثارت جدلاً واسعاً في بريطانيا لدى ترشيحها لتولي منصب السفيرة الإسرائيلية، حيث وقّع أكثر من 800 يهودي بريطاني على التماس يطالب الحكومة بعدم قبول أوراق اعتمادها بسبب "سجلها المروع في العنصرية والتحريض". 

وأثارت المشاركة المرتقبة للإمارات والبحرين في الحفل مع السفيرة المتطرفة غضباً واسعاً في أوساط الجالية العربية والمسلمة ببريطانيا، حيث اعتبر رئيس الجالية الفلسطينية في المملكة المتحدة علي الصالح أن "سفارات الإمارات والبحرين تحولتا إلى جزء من اللوبي الصهيوني المعادي للعرب في بريطانيا".

وقال الصالح في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن "الإمارات والبحرين وصلتا إلى درجة أنهما تقبلان التعامل بمنتجات المستوطنات وهو ما ترفضه حتى دول الاتحاد الأوروبي والدول التي تعترف بإسرائيل، وعليه فلم نعد نستبعد أن يتحول سفراؤهم إلى جزء من اللوبي الصهيوني في العالم الغربي".

وأضاف: "العلاقة بين نظامي أبوظبي والبحرين مع تل أبيب تجاوزت مستوى التطبيع.. هذا ليس تطبيعاً.. هذه علاقة الأسرة الواحدة، لقد أصبحوا جزءاً من الحركة الصهيونية، ولا مقارنة مطلقاً بين السلام الذي تقيمه مصر والأردن مع إسرائيل، وبين العلاقات التي تقيمها الآن كل من الإمارات والبحرين مع إسرائيل".

إقرأ أيضا: حملة ببريطانيا ضد مشاركة سفراء عرب مع السفيرة الإسرائيلية

ويؤكد الصالح أن "هناك احتلالا وغزوا إسرائيليا وهذه الأنظمة أصبحت تقبل بهذا الغزو لبلادها.. إذا كان الأمر سلاماً فكلنا نؤيد السلام، لكن الاتفاقات التي وقعتها الإمارات والبحرين هي اتفاقات استسلام وقد أحدثت شرخاً كبيرا في الموقف العربي وتخطت كل الحدود.. يجتمعون مع الاحتلال في القدس، ولذلك لم نعد نستغرب أن يجتمعوا مع هذه السيدة العنصرية اليمينية المتطرفة". 

من جهته، قال رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا الدكتور حافظ الكرمي إن هذا الحفل "من المفارقات العجيبة والغريبة. أعتقد أن ما يحصل الآن هو ارتداد من بعض الأنظمة العربية، وبالذات البحرين والإمارات، هو ارتداد عن كل الموروث العربي". 

وأضاف الكرمي في حديث خاص لــ"عربي21" أن "هذا ليس تطبيعا ولا سلاما وإنما هو تحالف، وهو ليس تحالفا مع دولة الاحتلال وإنما هو تحالف بين الأنظمة وبين اليمين الصهيوني المتطرف، لأن هذه السفيرة تمثل أقصى يمين الكيان الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن "التحالف كان موجوداً في الخفاء على ما يبدو، والآن أصبح علنيا". 

ويقول الكرمي إن هذا التحالف مع السفيرة التي تمثل الاستيطان "يُذكرنا بعمليات شراء العقارات في القدس المحتلة وبيعها للمستوطنين والتي تبين أن دولة الإمارات كانت تقوم بها وانكشفت مؤخراً".

ويرى الكرمي أن "هذا التحالف يهدف إلى ضرب أي نهضة للأمة، وينبغي على الشعوب أن تعلم من يحكم في هذه الدول التي تسمي نفسها محور السلام وهو محور ارتداد عن موروثنا العربي والإسلامي".

وفي السياق ذاته، قال الأكاديمي والكاتب الفلسطيني المقيم في بريطانيا الدكتور كامل حواش إن "من المؤسف أن سفيري الإمارات والبحرين سوف يشاركان في احتفال ببريطانيا مع هذه السفيرة المتطرفة". 

وأضاف: "لا مشكلة في أن تحتفل أي طائفة بأعيادها، لكن هذا الاحتفال فيه معنى سياسي، لأن هذه السفيرة يمينية متطرفة وصاحبة نظرة دونية للفلسطينيين. وهذه المشاركة هي إحدى ثمار اتفاقات الخنوع لهاتين الدولتين مع إسرائيل. وهي اتفاقات لن تجلب شيئاً لهاتين الدولتين وإنما تعطي هدايا مجانية للاحتلال الذي لم يغير سياسته تجاه الفلسطينيين".

وأضاف حواش في حديثه لــ"عربي21": "الآن للأسف أصبح التطبيع مع المستوطنات، وهذا شيء لم تفعله حتى الدول الأجنبية". 

ويؤكد حواش أنه كان ينبغي على بريطانيا أن ترفض اعتماد هذه السفيرة الإسرائيلية، التي تواجه رفضاً حتى من قبل المتعاطفين مع إسرائيل الذين يرفضون وجودها كسفيرة لأنها "صاحبة آراء عنصرية".