نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا نقل فيه عن مسؤولين أمريكيين قولهم
إن الرئيس دونالد ترامب أخبر وزير خارجيته مايك بومبيو أن يمارس "الشدة والوحشية"
مع إيران في آخر أيام إدارته.
وفي تقرير أعده إيرين برانكو وأساوين
سوسبيانغ ترجمته "عربي21" قالا فيه إن ترامب لن يغادر المكتب البيضاوي بعد
سبعة أسابيع فقط، ولكنه منح مستشاريه الضوء الأخضر لضرب النظام الإيراني، بأي شيء
لا يؤدي إلى حرب شاملة، وذلك قبل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
وبحسب عدد من المسؤولين الأمريكيين المطلعين، تخلى ترامب عن التعامل شخصيا
مع الملف الإيراني لانشغاله بموضوع الانتخابات الأمريكية التي رفض حتى الآن الاعتراف
بنتيجتها وتمسك بمزاعمه عن التزوير فيها، وسلم متابعة ملف إيران إلى بومبيو ومبعوث
الملف الإيراني إليوت أبرامز.
وبحسب مسؤولين لم يعد ترامب على علاقة بالشؤون الخارجية، حيث استنفد وقته لإثبات سرقة الانتخابات منه. ولكنه منح بومبيو صكا مفتوحا للقيام بأي شيء لا يؤدي
إلى فتح الباب أمام "حرب عالمية ثالثة"، كما قال الرئيس الأمريكي في عدد
من الأحاديث الخاصة مع بومبيو وغيره من المسؤولين في الإدارة.
وهذه السياسة، تترك عددا من الخيارات المتوفرة لدى الإدارة الأمريكية قبل
مغادرتها مثل مواصلة خنق الاقتصاد الإيراني، وفرض المزيد من العقوبات على الجمهورية
الإسلامية.
وقال مسؤولان للموقع إن إدارة ترامب ستفرض عقوبات جديدة على شركات إيرانية وأفراد لتتوج عاما من العقوبات المستمرة وتدفع بالاقتصاد الإيراني نحو الشلل التام.
اقرأ أيضا: إقرار إسرائيلي بفشل اغتيال العلماء في وقف "نووي إيران"
وقالت مصادر مطلعة إن هذه الإجراءات القادمة ستساعد على تحقيق رغبة
ترامب وهي تعقيد المهمة أمام الإدارة المقبلة وتقييد يديها عن التعامل مع طهران أو
حتى التفكير بالعودة إلى الاتفاقية النووية.
وكان بايدن قد وعد أثناء الحملة
الانتخابية بأنه سيمنح إيران مسارا دبلوماسيا والعودة إلى نوع من المفاوضات بشأن الملف
النووي، بعد خروج ترامب من الاتفاقية عام 2018 وفرضه العقوبات من جديد عليها. وهذا
هو السيناريو الذي حضرت الإدارة المقبلة نفسها له مع الحلفاء الذين تمسكوا بالاتفاقية
التي وقعتها إدارة باراك أوباما عام 2015.
ووصف المسؤولون الذين تحدثوا مع الموقع أن الثنائي بومبيو- أبرامز أصبحا
الفرصة الأخيرة للإدارة الأمريكية في محاولتها
"سحق النظام الإيراني".
وفي زيارته إلى الشرق الأوسط الأخيرة التقى بومبيو مع قادة إسرائيل والسعودية
والبحرين وهي الدول التي يمكنها أن تعمل معا ضد إيران.
وجاءت الزيارة في أعقاب موافقة الإدارة على صفقة سلاح ضخمة للإمارات العربية
المتحدة. ونظر إليها على أنها محاولة لدفع أبو ظبي للعمل مع إسرائيل لردع إيران.
وفي يوم الجمعة أعلن بومبيو عن
فرض عقوبات جديدة ضد كيانات صينية وروسية اتهمت بنقل التكنولوجيا الحساسة إلى إيران
ومساعدتها في برامجها الصاروخية.
ويدعم بومبيو وأبرامز الخطوات القاسية ضد إيران بما في ذلك العمليات السرية
التي يقوم بها لاعبون آخرون. وقال المسؤولون إن مديرة سي آي إيه جينا هاسبل مشاركة
بالجهود السرية هذه.
وكرر ترامب لمساعديه أنه لا يريد مواجهة شاملة مع إيران تؤدي لمقتل جنود
أمريكيين، لكنه مرتاح لدور إسرائيل في استهداف النظام الإيراني وحتى قتل رموزه. وهذا
يضم مقتل عالم الذرة محسن فخري زاده في 27 تشرين الثاني/نوفمبر حيث وجهت طهران مسؤولية
قتله لإسرائيل.
وقال مسؤولان بارزان في إدارة
ترامب إن إسرائيل هي التي نفذت الهجوم. وقال أحدهما إن الولايات المتحدة تشرك إسرائيل
في المعلومات الأمنية المتعلقة بإيران مع أنه لم يشر إلى تفاصيل أخرى.
وقال مارك دوبوفيتش، مدير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية: "من الواضح
أن هناك علاقة عمل قريبة بين رئيس الموساد يوسي كوهين وجينا هاسبل".
ونصح بعض المقربين من الرئيس ترامب بألا يلفت النظر كثيرا للدور الأمريكي
في عملية قتل فخري زاده.
اقرأ أيضا: هل يستجيب مجلس الأمن لطلب إيران بإدانة مقتل فخري زاده؟
واختارت الإدارة الأمريكية الالتزام بالصمت بشأن مقتل عالم الذرة. ونصح
مصدر مقرب من ترامب بألا يظهر التباهي والتشفي بإرسال تغريدات تحتفل بالعملية، فهذا
لن ينعكس سلبا عليه، ولكنه سيقوض جهود الإدارة للاحتفاظ بمسافة بشأن العملية.
وقال مسؤولون إن جهود إدارة ترامب لمنع أي فرصة لبايدن من التعامل الدبلوماسي
مع إيران بدأت في الصيف وتزامنت مع اغتيال زعيم في القاعدة بطهران، وضرب إسرائيل مركزا للطرد المركزي في مفاعل نطنز.
وقال دوبوفيتش: "يعرف الإسرائيليون
أنه من الآن وحتى 20 كانون الثاني/يناير عليهم التسبب بأقصى ضرر على النظام"
الإيراني.
وتقوم استراتيجية في الأسابيع المقبلة على مزيد من العقوبات وتقديم المعلومات
الأمنية للدول في المنطقة مثل إسرائيل التي يهمها ردع إيران. وهي استراتيجية لا تختلف
عن تلك التي تبناها ترامب منذ 2017 حيث تم فرض وبمساعدة من جماعات ومساعدين وهيئات
أكثر من 1000 عقوبة على أفراد ومؤسسات في إيران. وهذا سيحد من قدرة بايدن على العودة
إلى الاتفاقية النووية.
ويقول مقربون من فريق بايدن إن
لديه خطة واضحة للتعامل مع العقوبات بهدف واضح وهو العودة إلى المحادثات النووية. وقال
جاريت بلانك، منسق تطبيق الاتفاقية النووية في عهد باراك أوباما: "لو ابتلعت إيران
الطعم وهو ما كان واضحا من قتل فخري زاده، فلن يكون هناك أي منظور للعودة إلى الاتفاقية
النووية".
وأضاف: "لو
لم تبتلع إيران الطعم فلا أعرف إن كان هذا سيغير الخيارات التي ستواجه فريق بايدن في
كانون الثاني/يناير".
إيكونوميست: ترامب سيغادر مخلفا قائمة طويلة من العقوبات
MEE: تعاظم الخشية من تحرك ترامب ضد إيران قبل انتهاء ولايته
MEE: ترامب قد يورط بايدن بحرب مع إيران قبل رحيله