انتقد كاتب إسرائيلي عملية اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده الجمعة الماضي في طهران، والتي جاءت لاستفزاز الإيرانيين للرد، بقوله إنه يؤدي إلى قصف إسرائيلي-أمريكي مشترك يجرنا إلى الحرب، منوها إلى أن سياسية اغتيال العلماء لن توقف المشروع النووي الإيراني.
وأكد الكاتب الإسرائيلي ران أدليست
في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أن عملية تصفية من وصفه بـ"أبي البرنامج النووي الإيراني" عالم الذرة زاده، والتي تنسبها إيران لإسرائيل، هي
استفزاز خطير، في حال أن من نفذها بالفعل هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس
الحكومة بنيامين نتنياهو.
وأوضح أن "الأسباب المحتملة
للاستفزاز المزعوم؛ هي أن ترامب يتحطم، وبيبي (نتنياهو) يقف قبل محاكمة ستحطمه،
والاثنين يديران سياسة أنا ومن بعدي الطوفان"، بحسب تعبيره.
ونبه أدليست إلى أن "التقنية
الحالية لنتنياهو سامة وحقيرة: التلويح في الهواء بتهديدات الحرب لصرف النظر عن
الفشل المعيب والضار في معالجة وباء كورونا وفي التداعيات على الاقتصاد؛ بمعنى
أنتم تخافون من إيران والقنبلة، وأنا أنقذكم".
السباق نحو القنبلة
وذكر أن "تحليلات زعمت أن التصفية
جاءت لعرقلة السباق نحو القنبلة، وهذا هراء، وبتقديري، جاءت التصفية لاستفزاز
الإيرانيين لرد يؤدي إلى قصف إسرائيلي - أمريكي مشترك؛ ونلحظ أن الإيرانيين في هذه
الحالة هم الراشد المسؤول، ولا يعني هذا انه ينبغي الرحمة على نظام آيات الله الذي
هو نظام رهيب بحد ذاته".
ولفت إلى أن "الفرضية السائدة؛ هي أنهم لن ينجروا لرد فوري إلى أن يعيد جو بايدن (الرئيس الأمريكي المنتخب) الاتفاق
النووي الذي وقعه عام 2015 باراك أوباما وروحاني بموافقة الزعيم الأعلى خامنئي.. وفي
اللحظة التي يحصل فيها هذا، سينهار دفعة واحدة مفهوم التهديد الإيراني".
اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: إيران بمأزق بين الرد على اغتيال زاده والخشية منه
وبحسب "مصدر أمني غربي"،
"تصفية زادة؛ هي الذروة في خطة إسرائيل الاستراتيجية للتخريب على البرنامج
النووي الإيراني، وهي على علم أنه لا بديل له".
وعلق الكاتب على ذلك بتأكيده أن
"البنية التحتية النووية في إيران، تتضمن مئات العلماء وقدرة معرفية وعملية
للتوجه نحو القنبلة مع وبدون تصفية واحد من دزينة "الكبار" الذين صفوا
في السنوات الأخيرة".
ونوه إلى أنه "في 2011 صفي
"أبو برنامج الصواريخ" بعيدة المدى الإيراني، حسن طهراني مقدم، وفي 2016 أطلق
برنامج الصواريخ كما كان مخططا، وتبين أنها تصل إلى كل نقطة في إسرائيل، ما أدخل
جهاز الأمن كله في دوامة حتى اليوم".
القصة الحقيقية
ولفت إلى أن "القصة الحقيقية؛
أن حكايات حاملي المسدسات المأجورين المنسوبين للموساد لا تصمد أمام المصالح
الاستراتيجية؛ لا مصالح إيران ولا مصالح كل العالم ذي الصلة بالشرق الأوسط، وعندما
يشجب الاتحاد الأوروبي وروسيا وأبوظبي التصفية؛ فهذا ليس لأنهم أصيبوا بنوبة
أخلاقية وإنسانية بل بسبب مصالحهم السياسية".
وتابع: "بعد نحو شهر سينضم
بايدن إليهم، وستتغلب المصلحة العالمية على التكتيك الإسرائيلي، والنتيجة ستكون
انفجار فقاعة التهديد الإيراني المضخم وحتى ذلك الحين فإنه ينبغي منع نتنياهو وترامب من
إحراق المنطقة"، لافتا إلى أن "عشيقتنا المحبوبة السعودية، يتبين أنها
لا تريد الفوضى، وحتى البحرين تعتقد أن هذه فكرة سيئة".
وخلص أدليست إلى أن "إسرائيل
وكالمعتاد، أطلقت هذه المرة أيضا النار على ساقها، ومن كان يعتقد أن المظاهرات أمر
هام ومجدٍ فاخرجوا للتظاهر ضد النية لجرنا إلى الحرب".
وقال: "إذا كنتم تعتقدون بأن
صفقة الغواصات هي فساد أمني (متهم نتنياهو فيها بالفساد)، فماذا عن الفساد الأمني
في يومنا هذا، وهو كفيل بأن يدهورنا لجولة دموية ودمار بحجوم تاريخية"، وفق وصفه.
مستشرق إسرائيلي: أمام إيران 3 مشاكل للرد على اغتيال "زاده"
الكشف عن سبب إعلان الاحتلال مسؤوليته عن مهاجمة سوريا
خبير إسرائيلي يقدم 4 استنتاجات من اغتيال "المصري" بطهران