حذر جنرال إسرائيلي، من
زيادة حركة حماس لتجاربها الصاروخية في قطاع غزة، موضحا أن الجناح العسكري للحركة،
كتائب عز الدين القسام، يواصل تطوير قوته،
حيث تطلق الصواريخ كجزء من التجارب العسكرية، وليس بسبب البرق والرعد.
وأضاف رونين إيتسيك،
القائد السابق للواء المدرعات، في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمته
"عربي21" أنه "في السنوات الأخيرة، أطلقت حماس مئات الصواريخ
التجريبية من غزة باتجاه البحر المتوسط، وفي هذا السياق، تعمل الحركة على تعزيز
قدرتها، من حيث المدى والدقة، وتجدر الإشارة أن آخر مرة تم فيها إطلاق نار صاروخي
على إسرائيل، وصلت فيها الحركة إلى أطراف حيفا شمالا".
وأكد إيتسيك، الباحث
في العلاقات العسكرية، ومؤلف كتاب "الرجل في الدبابة"، أن "هذه
المعطيات تعني أن حماس تستعد للحرب، وهناك تسريبات حول احتمال حدوث دورات قادمة من
التصعيد، لأن الحركة تواصل حفر الأنفاق باتجاه إسرائيل، والتخطيط للمرحلة المقبلة في
المواجهة معها، ومن المهم أن يكون هذا الوضع معروفا لنا جميعا، لاسيما القيادة
الجنوبية للجيش، التي يجب أن تكون مستعدة للحرب في أي لحظة".
وأوضح أن "السؤال
المطروح عن سبب سماح إسرائيل لحماس بالاستمرار بتكثيف تجاربها الصاروخية، ولماذا
تستمر في العيش بهدوء مع نشاطها المكثف، تحت ستار التهديد الرئيسي في الجبهة
الشمالية، وبالتالي لا ينبغي الابتعاد عن أي صاروخ من الجنوب، لأن اختبار القدرة
العسكرية ليس اختبارا للنوايا، بل اختبار للكفاءة والقدرة والاستعداد لخلق تهديد
كبير من الجنوب، وقد يكون نوع من الردع المشابه لما خلقه حزب الله شمالا".
اقرأ أيضا: ترحيب فلسطيني ببيان القاهرة حول المصالحة وكسر الحصار
وأشار إلى أنه "من
وقت لآخر، يجب أن تحضر إسرائيل إجابات لجملة من التساؤلات: كيف نوافق على مثل هذا
الموقف، لأن قطاع غزة منطقة محدودة في الجنوب الغربي، يؤثر على طول وعرض إسرائيل
بالكامل، وما الذي يمنع إسرائيل من بدء عملية عسكرية هدفها على الأقل إعادة قدرات
حماس إلى الوراء؟".
وأضاف أنه "لا توجد
إجابة واضحة عن سبب صمت إسرائيل على استمرار حماس بتطوير قدراتها، لأنه إذا كان
هناك ميزان رعب في الشمال تقع في أيدي حزب الله، لأنه بشكل أو بآخر تمكنت إسرائيل
كجزء من تحالف موالي للغرب من كبح جماحه، فلا يوجد مثل هذا السبب في الجنوب مع
غزة، حماس محاصرة بين مصر وإسرائيل، وهو ما توقعنا أن يسفر عنه ضعفها وتفكيكها،
دون أن تتطور وتتكثف، لكن ما حصل هو العكس".
وتابع: "القدرات الأرضية والصاروخية والأنفاق لحماس تتطور، ولا يوجد من إسرائيل رد
فعل وتحرك مضاد، وقد ينذر بداية فصل الشتاء بتطور عسكري في المستقبل القريب، لكن
بلا شك تتطلب نوايا حماس وأفعالها ردًا من إسرائيل، ومن الأفضل أن تكون ردوداً
استباقية أمامها، بدلاً من شد الحبل معها، أو بعبارة أخرى، تفضل إسرائيل نموذج حرب
الرصاص المصبوب في 2008، على نموذج الجرف الصامد في 2014".
وأكد أنه "في
بداية 2009، تم توجيه ضربة جوية قوية افتتاحية بشكل خاص لحماس، تلتها مناورة سريعة
لتقسيم غزة، وكانت التحركات اللامركزية ممكنة في كل مكان منها، دون أن تكون لدى
إسرائيل القوة السياسية اللازمة لمواصلة الحرب، وفقا لإعلان رئيس الوزراء إيهود
أولمرت، عند سؤاله عن عدم قيام الجيش بالمضي قدمًا فيها، رغم أن يوآف غالانت وزير
التعليم، كان قائدا للمنطقة الجنوبية آنذاك، وقاد العملية بحزم".
ونبه إلى أنه "يمكن
لإسرائيل أن تهزم حماس، وتضعفها بالتأكيد بشكل كبير، واليوم لا توجد صعوبة سياسية
للقيام بذلك، على العكس، لأن نائب رئيس الوزراء ووزير الحرب بيني غانتس، انتقد
بشدة قبل الانتخابات الأخيرة السلوك المتردد للحكومة اليمينية بقيادة بنيامين
نتنياهو تجاه غزة، وزعموا أننا سنقوم بآخر حملة تهزم حماس عسكريًا".
وختم بالقول إن "حماس تواصل التحصين، وبناء
العوائق، وإحاطة نفسها بالمعرفة، وكذلك تفعل إسرائيل، كل ذلك فقط لتجنب تحرك عسكري
قوي مطلوب ضد الحركة، التي يشكل هدفها الكامل تهديد وإلحاق الأذى بالمستوطنين، مع
زيادة مدى صواريخها كل شهر، ومن الواضح مع مرور الوقت أنها تزداد قوة، فيما تستمر
إسرائيل في دفن رؤوسها".
استعراض إسرائيلي للتهديدات الجنوبية من حماس بغزة وسيناء
جنرال إسرائيلي: نعيش تهديدا وجوديا رغم اتفاقيات التطبيع
خبراء: حماس وإسرائيل لا تريدان التصعيد رغم إطلاق الصواريخ