سلط خبير عسكري إسرائيلي الضوء على القضايا التي تشغل تل أبيب خلال الشهرين المتبقيين من ولاية الرئيس دونالد ترامب.
وأشار ألون بن دافيد بمقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، إلى أن "تقييمات الموقف التي تجريها هيئة الأركان العامة للجيش دائما تركز على العوامل التي تؤثر على المنطقة بأسرها، فعلى مدار العام الماضي كان على رأس قائمة العوامل مسألة "الانتخابات الأمريكية"، وهذا الأسبوع استبدلت به "حكومة بايدن".
وأشار إلى أن "المنطقة بأسرها تستعد للتغيير الذي أدخله الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، ولكن حتى ذلك الحين هناك شهران آخران في المنصب، لأن دونالد ترامب وأحداث الأيام الأخيرة تشير إلى أن هذين الشهرين سيكونان كاملين وحيويين، ويمكن رؤية التغيير الوشيك في وقت مبكر، حين أظهر أبو مازن، ابن الـ85 خريفا، ينزل عن شجرة مقاطعة إسرائيل، التي تسلقها قبل ستة أشهر".
وأوضح بن دافيد، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية، وغطى معظم الحروب الإسرائيلية في لبنان وفلسطين، أنه "من المشكوك فيه أن يشتري حتى أكثر مؤيدي أبو مازن رواية "النصر" التي حاول فيها إنهاء مقاطعته لإسرائيل، التي لم تعده بأي شيء جديد، ولا الأمريكيون كذلك، ومن المحتمل أن تسعى إدارة بايدن بالفعل للحوار مع ورثته المحتملين".
اقرأ أيضا: هآرتس: تطوران من السلطة الفلسطينية أحدهما بادرة لـ"بايدن"
انتقل الكاتب إلى الملف الإيراني بقوله إن "إيران تستعد لمفاوضات صعبة مع بايدن بشأن اتفاقها النووي، حيث أطلقت هذا الأسبوع أول سلسلة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، ومع تزايد كومة اليورانيوم المخصب، تقوم إيران بالفعل بتجميع البطاقات للتفاوض مع الولايات المتحدة، ويبدو أن بنيامين نتنياهو لا ينوي تكرار خطئه، وسيعمل هذه المرة مع الإدارة الأمريكية، وليس ضدها".
وأشار إلى أن "بعض الإسرائيليين اعتقد أن ترامب يستفيد من أيام الشفق بين الإدارتين، السابقة واللاحقة، لتوجيه ضربة لإيران، وسمع المسؤولون الإسرائيليون هذا الخوف من زملائهم في البنتاغون، لكن رئيس الأركان الأمريكي مارك ميلي أتى ومنح ترامب درجة نموذجية في المواطنة، بإعلانه أننا "لا نقسم الولاء لزعيم أو حزب، أو حتى للدولة"، وكأنه يذكّرنا بأن من يرتدون الزي العسكري الإسرائيلي يجب أن يصدر صوتا حادا وواضحا".
وأكد على أنه "في الشهرين المتبقيين، سيحاول ترامب زيادة الضغط على إيران، من خلال فرض عقوبات إضافية، وتحركات دبلوماسية، وعمليات سرية، ومن غير الواضح سبب امتناع ترامب عن فضح الاغتيال الناجح لأحد قيادات القاعدة في طهران، وبموجبها أغلقت إسرائيل أمام الولايات المتحدة رواية مفتوحة عن مقتل 224 شخصا في الهجمات التي نفّذها أبو محمد المصري، وكان لدى ترامب كل الأسباب ليفخر بهذا الإنجاز".
وأوضح أن "هذه العملية كشفت عن عمق العلاقة الحميمة بين أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، حيث زودت إسرائيل الأمريكيين بالبنية التحتية والقدرة العملياتية التي تمتلكها في إيران، في إطار التعاون بينهما، ففي العصر التكنولوجي اليوم، يتم تنفيذ مثل هذه المهام من قبل عملاء أجانب تديرهم إسرائيل، وحتى في التوقيت غير المفهوم لكشف العملية، أحرج الاغتيال إيران، بكشف لعبتها المزدوجة مع تنظيم القاعدة السني".
على صعيد ثالث، يرى الكاتب أن "عدة أشهر سوف تمر قبل أن تصبح إدارة بايدن جاهزة للتعامل مع الشرق الأوسط وإيران، وسيضطر بايدن لقضاء فصلي الشتاء والربيع في رعاية الاقتصاد الأمريكي، والتعامل مع كورونا، وربما في الصيف المقبل سيكون قادرا على تخصيص وقت لمنطقة الشرق الأوسط".
وختم بالقول إن "إسرائيل تعتزم استغلال سنوات بايدن لتحديد استمرار المساعدة العسكرية الأمريكية في اتفاقية جديدة ستدخل حيز التنفيذ في 2029، وفي غضون ذلك، يمكننا التأكد أنه سيكون لدينا ممثل إسرائيلي بحد أدنى في العاصمة الأمريكية واشنطن".
تقديرات إسرائيلية لسياسة بايدن تجاه الصراع مع الفلسطينيين
تقرير استخباري "إسرائيلي" عن فوضى محتملة في أمريكا
فرضيات إسرائيلية بشأن الانتخابات الأمريكية