كشفت دراسة جديدة أن التعلق بهاتفك الذكي قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات متهورة، والتوق إلى الإشباع الفوري.
ووفقا لدراسة نشرت في المجلة الأكاديمية PLOS ONE، فمن المرجح أن يرفض الأشخاص الذين يقضون وقتا طويلا على هواتفهم المكافآت الكبيرة والمتأخرة لصالح المكافآت الفورية الصغيرة، بحسب ما أوردت "سي إن إن".
وأظهرت الأبحاث منذ فترة طويلة أن تفضيل المكافآت الفورية الصغيرة هو مؤشر لسلوكيات سلبية مختلفة، مثل إدمان المخدرات، والمقامرة المفرطة، وتعاطي الكحول.
والآن يكشف بحث جديد من جامعة فراي في برلين أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية مرتبط أيضا بالاندفاع.
وقال الباحثان بيتر موهر، وتيم شولز فان اندرت، في بيان: "تقدم نتائجنا دليلا إضافيا على أن استخدام الهاتف الذكي واتخاذ القرار المتسرع هما وجهان لعملة واحدة".
وكتب المؤلفان: "الأشخاص الذين يدركون بالفعل مخاطر الاندفاع في اتخاذ القرارات قد يستفيدون من معرفة المخاطر المتزايدة من الإفراط في استخدام الهواتف الذكية".
وقال المؤلف الرئيسي شولز فان إندرت، إن هناك عاملين رئيسيين على الأقل وراء الاختيارات المندفعة. أحدهما هو القدرة على ضبط النفس لدى الشخص، وتحمل الإغراءات من أجل تحقيق أهداف محددة، والآخر هو القدرة على تخيل النتائج المحتملة لسلوكياتهم وعواقبهم المستقبلية.
اقرأ أيضا: 10 حيل لتحرير نفسك من مواقع التواصل الاجتماعي
وقال شولز فان إندرت، طالب الدكتوراه في جامعة فراي: "وجدنا أن المشاركين الأقل في ضبط أنفسهم يميلون إلى استخدام هواتفهم الذكية بشكل أكبر".
وتابع: "مع ذلك، لا يبدو أن مستخدمي الهواتف الذكية يفتقرون بشكل كبير إلى القدرة على تخيل العواقب السلبية المحتملة لسلوكياتهم".
ووجدت الدراسة أيضا أن تفضيل المكافآت الفورية الصغيرة كان مرتبطا بالاستخدام المكثف لنوعين من التطبيقات، هما وسائل التواصل الاجتماعي، والألعاب.
وقال شولز فان إندرت: "كلا النوعين من التطبيقات يقدم إشباعا سريعا على شكل إبداء الإعجاب أو المحتوى الترفيهي أو المكافآت على شكل الألعاب… يبدو بديهيا أن الأفراد الذين ينجذبون إلى المكافآت الفورية يقضون وقتا أطول في استخدام هذه التطبيقات".
وأضاف أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث للتحقيق في جاذبية التطبيقات المختلفة، ومعرفة سبب ارتباط وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب بتفضيل أقوى للمكافآت الفورية، لأن ذلك لم يكن ضمن نطاق دراستهم.
واستند البحث إلى بيانات من تطبيق آيفون المدمج الذي يتتبع استخدام الهاتف، ما يوفر المدة الدقيقة التي تم استخدام الهاتف فيها لـ101 مشارك في الدراسة.
ويعتقد الباحثون أن هذه الطريقة أكثر دقة من الاعتماد على المشاركين للإبلاغ الذاتي عن استخدامهم للهاتف، حيث يقول الباحثون إن معظم الناس يقللون بشكل كبير من الوقت الذي يقضونه على هواتفهم الذكية.
وكتب المؤلفان في الدراسة: "مقارنة بين الوقت الذي تم الإبلاغ عنه ذاتيا والوقت الفعلي لاستخدام الأجهزة، وجدنا أن 71 بالمئة من المشاركين بالغوا في تقدير وقت الشاشة، و17 بالمئة قللوا من تقديره".
وقال شولز فان إندرت إن النتائج التي تظهر الروابط بين الاندفاع واستخدام الهاتف الذكي لم تكن مفاجئة للغاية؛ لأنها تتوافق مع الأبحاث السابقة حول تأخير الخصم والسلوكيات الإشكالية. لكنه تفاجأ بمدة الوقت الذي يقضيه بعض الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الألعاب بمعدل أكثر من 10 ساعات يوميا في بعض الحالات.
ويبدو أن الدراسة الجديدة تدعم البحث الحالي، الذي يشير إلى أن الإفراط في وقت الشاشة له آثاره السلبية؛ حيث إن الدراسات السابقة أشارت إلى أن استخدام الهواتف الذكية يمكن أن يزيد الصداع سوءا، ويمكن أن يعطل أنماط النوم، ويؤثر على الصحة العقلية.