أجرى
الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، والعاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء
الجمعة، مباحثات هاتفية حول المستجدات الإقليمية والدولية، واتفقا في ختامها على تبادل
الزيارات.
ووفق
معطيات نشرتها وكالتا الأنباء الرسميتين المغربية والموريتانية، فقد بحث الطرفان العلاقات
الثنائية "العريقة والوطيدة بين البلدين، وآفاق تعزيزها، بما يخدم المصالح المشتركة
للشعبين ولبلدان المغرب العربي أجمع".
وعبر
الطرفان عن ارتياحهما الكبير "للتطور المتسارع الذي تعرفه مسيرة التعاون الثنائي،
وعن رغبتهما في تعزيز مسيرة التعاون والرقي بها، بما يسمح بتعميق هذا التعاون بين البلدين
الجارين، وتوسيع آفاقه، وتنويع مجالاته".
وتأتي
هذه المباحثات في ظل التصعيد الذي تشهده قضية إقليم الصحراء، إثر إغلاق جبهة البوليساريو
لمعبر "الكركرات" الحدودي بين موريتانيا والمغرب، قبل أن يتدخل الجيش المغربي
ويؤمن المعبر.
هل هي
نهاية سنوات الفتور الدبلوماسي؟
ويرى
عدد من المراقبين أن مباحثات الملك المغربي والرئيس الموريتاني رغم أنها تأتي في أجواء
أزمة الكركرات، لكنها تأتي أيضا في سياق رغبة البلدين في إنهاء حالة الفتور الدبلوماسي
الذي سيطر على علاقات البلدين طيلة السنوات الماضية.
اقرأ أيضا: التصعيد بـ"الصحراء" يدفع لتطوير علاقات المغرب مع موريتانيا
فقد
شهدت علاقات البلدين فتورا خلال فترة حكم الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز،
وذلك بسبب تباين المواقف في بعض القضايا الإقليمية، خصوصا ما يتعلق بملف إقليم الصحراء،
واستقبال مسؤولين من جبهة البوليساريو في قصر الرئاسة بنواكشوط من حين لآخر، رغم تأكيد
موريتانيا أن موقفها من النزاع في الصحراء بين الرباط وجبهة البوليساريو حيادي، يهدف
في الأساس للعمل من أجل إيجاد حل سلمي للقضية يجنب المنطقة خطر التصعيد.
ويقول
المحلل السياسي الموريتاني، الهيبة ولد الشيخ سيداتي، إن المباحثات بين ولد الغزواني
ومحمد السادس، ستسهم بشكل كبير في تخفيف حدة التوتر بين البلدين.
وأشار
في تصريح لـ"عربي21" إلى أنه في حال حصل تبادل للزيارات بين الملك المغربي
محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، فإن ذلك سيشكل نقلة نوعية في علاقات
البلدين، وسيكون بمثابة إنهاء حالة الفتور التي طبعت علاقات الرباط ونواكشوط خلال السنوات
الأخيرة.
بدوره
قال المحلل الساسي الموريتاني سيد أحمد ولد باب، إن المباحثات الهاتفية مع ولد الغزواني
محمد السادس، تأتي في إطار الوضع القائم في منطقة "الكركرات" "في محاولة لإيجاد
من يضغط على البوليساريو، لقبول تهدئة".
وأضاف
في تصريح لـ"عربي21" :"هناك تقارب واضح بين الرئيس الموريتاني الحالي
محمد ولد الغزواني وملك المغرب محمد السادس، مرده الفتور الذي طبع علاقات البلدين في
عهد الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد العزيز، خصوصا في ظل الخلاف الدائر بين ولد
الغزواني وولد عبد العزيز".
ورجح
ولد باب أن تمهد هذه المباحثات لزيارة يقوم بها ولد الغزواني للرباط، مضيفا أن هذه
الزيارة في حال حصلت ستكون أول زيارة لرئيس موريتاني إلى المغرب منذ 12 سنة.
وكان
ولد الغزواني قال في تصريحات صحفية قبل أشهر، إن موقف بلاده من النزاع في إقليم الصحراء
لن يتغير، وهو من ثوابت السياسة الخارجية للبلد، مضيفا أن موقف بلاده "هو الاعتراف
بالجمهورية الصحراوية، وتبني موقف الحياد الإيجابي".
وشدد
على أن "موريتانيا تقف على المسافة ذاتها من جميع الأطراف، وهو الموقف الثابت الذي
لا تغيير فيه".
هل تقود موريتانيا وساطة للتهدئة؟
ويرى عدد من المتابعين أن موريتانيا قد تستثمر علاقاتها مع جبهة البوليساريو، والتحسن الحاصل في علاقاتها مع المغرب؛ من أجل القيام بوساطة للتهدئة، عقب التوتر في الكركرات.
وكانت
وزارة الخارجية الموريتانية قالت، في بيان سابق، إنها أجرت العديد من الاتصالات في مسعى
حثيث لنزع فتيل الأزمة.
وحثت
على ضرورة السعي للحفاظ على وقف إطلاق النار، والتوصل إلى حل توافقي عاجل للأزمة، وفق
آليات الأمم المتحدة، بما يحفظ مصالح الأطراف ويجنب المنطقة مزيدا من التوتر.
المغرب والإمارات.. أين وصلت علاقتهما بعد قنصلية الصحراء؟
تعرف إلى الصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو حول الصحراء
السيسي يصنع "لوبياً" بواشنطن.. هل ينجح بتبييض صورته؟