حذرت هيئة كبار العلماء في السعودية من جماعة الإخوان المسلمين، بوصفها "جماعة منحرفة، قائمة على منازعة ولاة الأمر والخروج على الحكام، وإثارة الفتن في الدول، وزعزعة التعايش في الوطن الواحد، ووصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية".
وقالت الهيئة في بيانها الصادر الأسبوع الماضي: "منذ تأسيس هذه الجماعة لم يظهر منها عناية بالعقيدة الإسلامية، ولا بعلوم الكتاب والسنة، وإنما غايتها الوصول إلى الحكم، ومن ثم كان تاريخ هذه الجماعة مليئا بالشرور والفتن، ومن رحمها خرجت جماعات إرهابية متطرفة عاثت في البلاد والعباد فسادا، مما هو معلوم ومشاهد من جرائم العنف والإرهاب حول العالم".
وأضافت: "ومما تقدم يتضح أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب.. فعلى الجميع الحذر من هذه الجماعة وعدم الانتماء إليها أو التعاطف معها".
هيئة كبار العلماء 🇸🇦:
جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب. pic.twitter.com/DFPrg7mCaq
🔴 #عاجل
مراجعة العلماء لبيان هيئة كبار العلماء بالسعودية بشأن نسبة جماعة الإخوان المسلمين إلى الإرهابhttps://t.co/cwCohRWbRC#الإخوان_المسلمين #كبار_العلماء_تجرم_الإخوان #كبار_العلماء #الإخوان pic.twitter.com/LukkEFjUUf
وأضاف لـ"عربي21": "كما أن دلالات بيان الهيئة، المؤسسة الدينية الوحيدة في السعودية، بوصف الجماعة أنها تدعو للخروج على الحاكم ـ ولي الأمر ـ، فإن هذه الرؤية ليست جديدة على الهيئة باعتبار العمل الجماعي والتنظيمي خارج المؤسسات التابعة للدولة من الأعمال المحرمة وفق معتقدات القائمين عليها".
وتابع: "من الواضح أن التغيرات والتحولات التي شهدتها المملكة العربية السعودية انعكست على المواقف التي تتبناها هيئة كبار العلماء، بما ينسجم مع رؤية القيادة الحالية، دون اهتمام للمواقف والبيانات والفتاوى التي صدرت عنها سابقا".
ونبه شحادة إلى ضرورة قراءة الأحداث ضمن سياقاتها المتلاحقة لافتا إلى أن "تنظيم الإخوان المسلمين في العالم العربي كان يعتمد في تمويل نشاطاته الدعوية والسياسية ـ إلى حد كبير ـ على تنظيمه المنتشر في دول الخليج عموما، ونظرا لما شهدته الجماعة من تحولات سياسية غلبت فيها الجانب السياسي على الدعوي، وعقب ما سُمي بثورات الربيع العربي ووصول الجماعة في العديد من الدول إلى السلطة، وبما رافق ذلك من قيام أمريكا بفتح قنوات اتصال مع قيادات الجماعة في العالمين العربي والإسلامي، ضمن مؤشرات تدلل على إمكانية وصول الجماعة للسلطة عبر صناديق الاقتراع، وهو ما كان مغايرا للمشهد السياسي السابق".
وأردف: "من الواضح أن أمريكا لوحت من خلال فتح تلك القنوات مع قيادات الجماعة بتهديد النظم السياسية القائمة في العالمين العربي والإسلامي، بأن هناك بديلا يمتلك شرعية الانتخابات الشعبية، والذي أبدى استعداده للحفاظ على المصالح الأمريكية في المنطقة كلها".
وخلص شحادة إلى القول: "وبناء على ذلك كله فإن دول الخليج قاطبة باتت تدرك خطر جماعة الإخوان المسلمين، وهي الأكثر تنظيما وحضورا، وتمتلك قدرة من التعبئة والحشد والاستقطاب شعبيا، وهذه الخطورة أصبحت واضحة في الفترة التي وصلت فيها جماعة الإخوان في كل من تونس ومصر وليبيا للسلطة".
من جهته أوضح الناشط الحقوقي السعودي، سلطان العبدلي أن هيئة كبار العلماء في السعودية التي تأسست سنة 1971م مقيدة في أدائها ونشاطها بحسب نظامها الداخلي الذي ينص على أن الملك هو الذي يعين أعضاءها، كما أنها لا تستطيع بحث أي قضية عامة إلا إذا أُحيلت إليها من طرف ولي الأمر، وهو ما يعني خضوعها التام لأوامر ولي الأمر وتعليماته".
وعن طبيعة عمل هيئة كبار العلماء قال العبدلي في تصريحاته لـ"عربي21": "في العادة لا يمتنع أعضاء الهيئة عن تنفيذ كل ما يطلبه منهم ولي الأمر، فهو الذي عينهم ابتداء، وهو الذي يغدق عليهم الأموال والأعطيات، ويمنحهم امتيازات كثيرة، وإن وجد منهم من يتمتع بقدر من الفضل والمصداقية فيتم الضغط عليه وإخضاعه بكافة الوسائل".
وذكر العبدلي أنه "في زمن المفتي العام الأسبق الشيخ محمد بن إبراهيم كانت كتب سيد قطب ـ رحمه الله ـ توزع على أبواب المعاهد العلمية التي يشرف عليها، ولم يعترض حينذاك أحد، كما أن المفتي العام السابق الشيخ عبد العزيز بن باز كان يفتي بأن الإخوان المسلمين بعد أهل الحديث وجماعة أنصار السنة هي من أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق وأحرصها على تطبيقه".
وفي ذات الإطار اعتبر رئيس رابطة علماء المغرب العربي، حسن الكتاني أن "هيئة كبار العلماء في عهد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحولت إلى مجرد بوق لتنفيذ توجهاته، وهو الذي صرح بشكل واضح ومباشر من قبل أنه سيحارب الصحوة الإسلامية وسيقضي عليها، وهو ما باشر به بالفعل خلال السنوات السابقة".
وواصل حديثه لـ"عربي21" بالقول: "ومع أن الشيطنة الحالية تستهدف الإخوان المسلمين بشكل مباشر إلا أنها شملت علماء ودعاة آخرين لا ينتمون إلى الجماعة، وإنما هم سلفيون حركيون تربوا في أحضان كبار العلماء وتلقوا العلم على أيديهم وفي محاضنهم العلمية".
ونبه الكتاني إلى أن البيان "صدر عن الأمانة العامة للهيئة، ولم يوقع عليه كافة أعضائها، ونحن نربأ بهم أن يقولوا مثل هذا الكلام المذكور في البيان، الذي لا يعدو أن يكون محاولة بائسة لوقف مد الصحوة الإسلامية، التي انتشرت في كل مكان، وعمت بخيرها البلاد والعباد".
وعن دلالات إصدار البيان المشيطن للإخوان المسلمين، أشار الكتاني إلى أن "المقصود فيما يبدو من وراء محاربة الإخوان واتهامهم بالإرهاب والتحذير منهم إنما هو محاربة كل مظاهر ونشاطات الصحوة الإسلامية، مع أن كثيرا من العلماء والدعاة الذين اعتقلهم النظام خلال السنوات السابقة ليسوا من الإخوان، وإنما هم سلفيون من تلاميذ كبار المشايخ والعلماء في المملكة".
وتساءل في ختام حديثه: "متى كان الإخوان المسلمون إرهابيين؟ ومتى كان كبار علماء الممكلة يطلقون مثل هذه التوصيفات الموجهة سياسيا؟"، مبديا أسفه الشديد على تورط علماء المملكة وخطبائها بإطلاق هذا التوصيف على الجماعة تنفيذا لتوجيهات وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عبد اللطيف آل الشيخ لعموم خطباء الجوامع في الممكلة الجمعة الماضية".
دعاوى التسامح مع الأديان.. لماذا تضيق بالإصلاحيين الوطنيين؟