هرب واعظ مسيحي مدع للنبوة برفقة زوجته من جنوب أفريقيا إلى موطنه الأصلي مالاوي، قبل محاكمته في قضايا فساد، بعدما أطلقت السلطات في جوهانسبرغ سراحهما بكفالة.
وادعى الواعظ شيبرد بوشيري، أنه كانت هناك
محاولات لاغتياله، واتهم سلطات جنوب أفريقيا بعدم توفير الحماية له، وفق ما نقلت "بي بي سي".
ووصف بوشيري قراره بأنه "انسحاب تكتيكي يهدف إلى الحفاظ على الأرواح"، أثناء حديثه إلى مؤيديه على وسائل التواصل الاجتماعي يوم السبت.
ويخشى مراقبون أن
تتسبب القضية في خلاف دبلوماسي بين مالاوي وجنوب أفريقيا، حيث يتم طرح أسئلة حول
كيفية تمكن بوشيري وزوجته من المغادرة.
وكانت هناك مزاعم بأن بوشيري هرب على متن الطائرة الرئاسية في مالاوي مع الرئيس لازاروس تشاكويرا، وهو الأمر الذي نفاه كل من مكتب السيد تشاكويرا وسلطات جنوب أفريقيا.
بدورها، أعلنت حكومة جنوب أفريقيا الأحد أنها بدأت عملية إعادة الزوجين من مالاوي "لضمان محاكمة
الهاربين".
وأشار البيان إلى أن
مالاوي وجنوب أفريقيا قد وعدا بعضهما البعض بإعادة الهاربين، كجزء من بروتوكول
مجموعة التنمية للجنوب الأفريقي (سادك) بشأن تسليم المجرمين.
لكن عندما سُئل وزير
خارجية ملاوي آيزنهاور مكاكا سابقا، فإنه لم يكن منجذبا إلى هذه القضية.
اقرأ أيضا: مدعٍ للنبوة في قبضة الشرطة الكونغولية بعد اشتباك (شاهد)
وقال لمراسل "بي بي سي" إن من واجب الحكومة حماية جميع المالاويين، لكنه أضاف أن الرئيس
تشاكويرا من أشد المدافعين عن سيادة القانون وأن جميع القنوات الدبلوماسية ستبقى
مفتوحة.
ويعتبر الواعظ المليونير المثير للجدل بوشيري أحد أغنى الزعماء الدينيين في أفريقيا.
ويزعم في مناسبات عدة أنه شفى الناس من فيروس نقص المناعة البشرية، وجعل المكفوفين يرون، وغير ثروات الفقراء، وفي مناسبة واحدة على الأقل، بدا وكأنه يمشي على الهواء.
ونشأ بوشيري في مزوزو، وهي
مدينة في شمال ملاوي وانتقل إلى بريتوريا في جنوب أفريقيا حيث يقود كنيسته التجمع المسيحي المستنير.
ويتمتع بشعبية
كبيرة لدرجة أنه اشتهر بملء الملاعب الرياضية بأتباعه.
لكنه اتهم أيضا
باستغلال الفقراء الساعين إلى تحسين حياتهم من خلال بيع بضائع من بينها
"النفط المعجزة".
وأغلقت السلطات في
بوتسوانا كنيسته بعد أن زعمت أنه يمكن استدعاء الأموال من لا شيء، وهو ما يتعارض
مع اللوائح المالية.
ويواجه بوشيري تهما بغسل الأموال والاحتيال مع زوجته واثنين آخرين.
ويقول محققو الجرائم
إن القضية تشمل 102 مليون راند جنوب أفريقي (6.6 مليون دولار، 5 ملايين جنيه
إسترليني).
ومثل أمام محكمة
بريتوريا الجزئية في 21 تشرين الأول/ أكتوبر للاستماع إلى التهم الموجهة إليه،
وأفرج عنه بكفالة في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر.
ومن المتوقع أن تبدأ
المحاكمة في أيار/ مايو المقبل.