نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" مقال رأي لمراسلتها للشؤون الأوروبية مهرين خان، قالت فيه إن حرب الرئيس إيمانويل ماكرون على "الانفصالية الإسلامية" تزيد من انقسام فرنسا.
وقالت خان إن ماكرون بحاجة لدعم 6 ملايين مسلم لو أراد قطع شأفة التطرف العنيف، الذي قاد إلى هجومين قاتلين على التراب الفرنسي خلال الأسابيع الماضية، وهناك مخاطر لفشل الرئيس، بحسب وصفها.
وأضافت أنه "بعد الحادثين، اختارت حكومته إذكاء الفزع من "مسألة المسلمين". وفي الشهر الماضي، وقبل مقتل أستاذ التاريخ صمويل باتي، وضع ماكرون أسس نهج في خطاب، خصصه لقتال ما أسماها "الانفصالية الإسلامية".
وتعكس التهمة لغة الحكم الاستعماري الفرنسي السابق، أو تستحضر اتهامات للمسلمين، وأن لديهم ولاءات مزدوجة لأسيادهم الأجانب أو نظريات المؤامرة حول فرض قانون الشريعة، بحسب زعم المصطلح.
وذكر ماكرون "وجبات الطعام المذهبية" والحجاب، كإشارات ممكنة عن الانفصالية داخل المجتمع الفرنسي، وفي نقاش مشحون، فكلامه مهم.
فمنذ مقتل باتي، وطعن مصلين في كنيسة بمدينة نيس، أصبحت عبارات مثل "أعداء الجمهورية" و"اليسار الإسلاموي" و"العملاء" جزءا من اللغة السياسية الفرنسية.
وتقدم محطات التلفزة خططا مكافحة الانفصالية من وزراء الحكومة، التي تشمل على منع التعدد (وهو ممنوع أصلا) أو منع المحلات التجارية من بيع الطعام الحلال.
وطلب معلق من النساء المسلمات نزع الحجاب تضامنا مع باتي. وقال وزير الداخلية إن قانون مكافحة الانفصالية سيشمل على بنود سجن تصل إلى خمسة أعوام لمن يرفض فحصا من طبيب من الجنس الآخر.
وتقول مهرين: "كمسلمة بريطانية، أعمل من بروكسل الآن، لقد شاهدت نفس النقاش الذي يدمج بين الممارسات المحافظة والعنف الجهادي في مرحلة بعد الهجمات في بريطانيا". والشك بالإسلام السياسي (الهلامي التعريف) اعتبر موجودا في كل شيء، من المنظمات الإسلامية إلى اختيارات اللباس، وحتى التحدث بالعربية.
ويرى وزير المالية أن "تخصيص ساعات خاصة للنساء في المسابح هو دليل على تأثيرات الإسلام السياسي الخبيثة".
إلا أن التدخل في حياة المسلمين العامة تخاطر في أخذ الغالبية من المواطنين الملتزمين بالقانون بجريمة مجموعة قليلة من المتطرفين.
فلم تقم ولا امرأة ترتدي الحجاب بعملية إرهابية في فرنسا. وتحول العلامة الثقافية إلى علامة فتنة يظهر الكيفية التي انتقل فيها النقاش من حماية الحريات المدنية إلى ممارسة دور الشرطي على حرية التعبير الفردية. ووضع ماكرون خطة لإصلاح الإسلام في فرنسا، ودعا لحملة تنوير وحل أزمته في العالم.
وخلصت الصحيفة إلى أنه "عندما يأتي موعد انتخابات 2022 من المحتمل أن يطلب ماكرون من المسلمين التصويت له؛ لحماية الجمهورية من اليمين المتطرف الذي تمثله مارين لوبين. وهذا التهديد سيبدو فارغا للمسلمين إن وضعوا في مناخ معاد من رئيس ليبرالي".
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)
لوموند: مفهوم فرنسا للعلمانية يصطدم بجدار عند المسلمين
NYT: هل باتت فرنسا تعتبر كل المواطنين المسلمين انفصاليين؟
MEE: هوس فرنسا بتحجيم الإسلام سيقضي على ثقافتها