نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا سلطت فيه الضوء على "سخاء" الرجل الذي يعرف بـ"ملك الكازينو"، الداعم الكبير للاحتلال الإسرائيلي، شيلدون أدلسون، بالإنفاق على حملة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الانتخابية.
ونقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن مصدرين في الحزب الجمهوري، أن إنفاق "أدلسون" قد يبلغ نحو 250 مليون دولار لصالح حملات داعمة لإعادة انتخاب ترامب، فضلا عن مرشحين جمهوريين لمجلسي النواب والشيوخ.
تابع التطورات لحظة بلحظة عبر صفحة "عربي21" الخاصة بالانتخابات الأمريكية
ووفق مركز "السياسات المستجيبة"، المتخصص بشفافية العملية السياسية الأمريكية، فإن شيلدون أدلسون، 87 عاما، وزوجته "مريام" المولودة في إسرائيل، أنفقا في 14 تشرين الأول/ أكتوبر 183 مليون دولار دعما لترامب.
وفي الصيف قام أدلسون وزوجته، اللذان دعما الحملة المؤيدة لترامب "سوبر باك" التي أطلق عليها اسم "حماية أمريكا"، بـ75 مليون دولار، ما جعلهما أكبر ممولين لحملته.
ومنذ ذلك الوقت جمعت حملة "حماية أمريكا" 83.8 مليون دولار ودعمت إعلانات ضد المرشح الديمقراطي جوزيف بايدن الذي وصفته بـ "الضعيف جدا لقيادة أمريكا".
وقالت مصادر إن أدلسون الذي يتحدث مع ترامب بين فترة وأخرى طور وزوجته علاقات مع الرئيس الأمريكي بناء على مواقفهما المشتركة والمؤيدة لإسرائيل و"الصقورية" في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضا: يومان على الانتخابات الأمريكية | تكثيف الدعاية بولايات متأرجحة
وأرضته إدارة ترامب وغيره من المحافظين بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، بحسب الصحيفة، وتبنت إدارة ترامب موقفا متشددا من إيران وألغت الاتفاقية النووية التي وقعتها إدارة باراك أوباما، وأغرت في الفترة الأخيرة الإمارات العربية المتحدة ودولا أخرى لتطبيع العلاقات مع الاحتلال.
وتبرع أدلسون وزوجته لـ"سوبر باك" وصندوق قيادة مجلس الشيوخ الذي يديره حلفاء زعيم الغالبية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، وجمع حتى الآن بـ308 ملايين دولار للحفاظ على سيطرة الجمهوريين على المجلس.
ويعتبر أدلسون الذي قدرت مجلة "فوربس" ثروته بـ32 مليار دولار من أكبر الداعمين لتحالف اليهود الجمهوريين، وهو جماعة لوبي محافظة ومؤيدة لإسرائيل ويعد أدلسون أحد أهم قادتها.
وسينفق التحالف هذا 10 ملايين دولار في محاولة جلب الناخب اليهودي الأمريكي في الولايات المتأرجحة والمهمة بما فيها فلوريدا وبنسلفانيا حيث تأمل المجموعة في أن تؤدي إعلاناتها وحملاتها إلى فوز ترامب فيهما كما فعل عام 2016.
اقرأ أيضا: مع من يقف أثرياء أمريكا في انتخابات ترامب وبايدن؟
وجيّر أدلسون شيكات بالملايين لعدد من مرشحي "سوبر باك" في مجلس الشيوخ الذين يواجهون انتخابات صعبة بما فيهم ليندزي غراهام، السيناتور عن ولاية ساوث كارولاينا والداعم المتحمس لإسرائيل.
ودفع أدلسون 40 مليون دولار لصندوق القيادة في الكونغرس ومرشحي سوبر باك في مجلس لنواب.
وبحسب مركز السياسات المستجيبة، فقد أنفق أدلسون عام 2018، ما قدره 124 مليون دولار على حملة سوبر باك ولجانها ومرشحيها.
وعادة ما يقوم أدلسون وزوجته بتقديم معظم التبرعات في نهاية الدورات الانتخابية، ويتبرعان بشيكات معلن عنها وأخرى لجماعات ظل تظل سرية.
وقال المصدران إن مجموع تبرعات أديلسون ستصل إلى 250 مليون دولار لكنهما لم يحددا إلى أين ستذهب عشرات الملايين من الدولارات، أو ما إذا تم تقديمها إلى جماعات غير ربحية لا حاجة للكشف عنها.
وجاءت الأموال التي يغدقها أديلسون هذا العام في وقت استمر فيه المرشح الجمهوري بالتراجع في استطلاعات الرأي أمام المرشح الديمقراطي، نائب الرئيس السابق جوزيف بايدن، الذي تفوق على ترامب في جمع التبرعات خلال الأشهر الماضية.
ويعتبر مايكل بلومبيرغ، الملياردير من نيويورك في المرتبة الثانية من ناحية المبالغ المقدمة في الدورات الانتخابية الأخيرة حيث ضخ 107 ملايين دولار في إعلانات بفلوريدا لدعم حملة بايدن.
اقرأ أيضا: هذه أبرز 9 وعود وفّى بها ترامب لناخبيه.. هل تنقذه؟
وتأتي تبرعات أديلسون الهائلة رغم التراجع في دخل سلسلة الكازينوهات التي تمتد من لاس فيغاس إلى آسيا بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.
وكشف موقع "بلومبيرغ" أن أدلسون بدأ بالبحث عن طرق لبيع اثنين من كازينوهاته ومركز معارض في لاس فيغاس، والتي يمكن أن يحصل منها على 6 مليارات دولار، وذلك من أجل التركيز على الكازينوهات التي يملكها في ماكاو وسنغافورة والتي أعطته دخلا جيدا في السنوات الأخيرة.
ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض عمل ترامب وبجد للحصول على دعم أديلسون، ففي بداية 2020 رشحه لعضوية مجلس اقتصادي استشاري، وفي 2018 منح زوجته مريام "ميدالية الرئيس للحرية".
وكان أديلسون من الذين حضروا إعلان ترامب في كانون الثاني/ يناير عن خطة الشرق الأوسط التي أطلق عليها "صفقة القرن" والتي رفضها الفلسطينيون ومعظم الدولة العربية لتحيزها مع إسرائيل.
وأقام ترامب علاقته مع الملياردير عبر حفلات ولقاءات خاصة في واشنطن ولاس فيغاس حيث يعيش أدلسون.
وفي أيار/ مايو 2018 وقبل يوم من إعلان ترامب عن خروج الإدارة من المعاهدة النووية مع إيران حضر أدلسون إلى البيت الأبيض للقاء خاص مع ترامب، حضره نائبه مايك بنس ومستشار الأمن القومي في حينه جون بولتون، الذي يقيم علاقة جيدة هو الآخر مع أدلسون.
وتعلق الصحيفة بالإشارة إلى أن علاقة ترامب مع الملياردير تتناقض مع تعهداته بـ"تجفيف المستنقع" من المتبرعين وجماعات المصالح في واشنطن.
وتقول شيليا كرومولز، مديرة مركز السياسات المستجيبة: "تلاشت بطريقة ما وعوده بتغيير الثقافة في واشنطن، أو تجفيف المستنقع، كما كان يصف هذه العملية، عندما اصطف المتبرعون الكبار لرمي الملايين في انتخابات التمديد له".
FP: فلسطينيو أمريكا بين رفض ترامب والخوف من بايدن
MEE: "قنبلة زووم" تفشل فعالية لمسلمين مؤيدين لترامب
معارضة سعودية: ابن سلمان مهدد بفقد حليفه ترامب