نشرت مجلة "أنتروبرونور"
الأمريكية تقريرا بينت فيه كيفية إطلاق مشروعك الخاص دون أن تملك بالضرورة رأس
المال الكافي.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إنه يمكنك إطلاق مشروع تجاري برأس مال ضئيل أو من دونه، ولكن
هذا لا يعني أنك لا تحتاج إلى أي موارد. وكلما زادت الموارد التي تمتلكها، قلت
نسبة احتياجك للأموال. وتشمل هذه الموارد الذكاء والخيال والعلاقات الاجتماعية
والخبرة والمعرفة بشكل عام والوقت، ناهيك عن القدرة على رؤية الفرص التي لا يجدها
أي شخص آخر، والمهارات الفنية والبدنية والفكرية والصحة الجيدة.
كل شيء يبدأ بفكرة
يوجد الكثير من أفكار المشاريع
الناجحة. في البداية، ما عليك سوى اختيار إحداها، ثم حاول إضفاء لمسة إبداعية
عليها سواء على مستوى التكلفة أو الرفاهية أو الجودة أو الجمال أو السرعة وما إلى ذلك. وضع في
الحسبان أنه سيتعين عليك تكييف هذه الفكرة مع معطيات عصرنا الحالي، والبحث عن طرق
تنفيذها في نطاق الموارد التي لديك، أي إنه عليك تبسيط الفكرة قدر الإمكان.
الخطة
ينبغي أن تتضمن الخطة الأمور التالية:
وصفا مقتضبا ومحددا لمشروعك التجاري:
ينبغي ألا يتجاوز الوصف فقرة واحدة، وكلما كان موجزا أكثر كان أفضل، حيث ينبغي
عندما يقرأه أي شخص أن يفهم ما يتمحور حوله منتجك أو خدمتك.
ميزانية بسيطة: يتعلق هذا بما تملكه من
مال والموارد الأخرى التي لديك على غرار الوقت والمعرفة والخبرة وجهات الاتصال
والشركاء المحتملين والعملاء المحتملين.
إجراءات فورية: يمكنك اتخاذ بعض
الخطوات على ضوء الميزانية التي تملكها.
وسائل التمويل
في حال لم تكن تملك أموالا، فأمامك
خيار واحد وهو طلب الحصول على تمويل أو العمل للحصول على المال. وإذا كان لديك
بالفعل خبرة في المجال الذي ترغب الخوض فيه، فلديك خيارات التمويل التالية:
الأصدقاء والعائلة: ضع في اعتبارك أنه
إذا كنت لا تريد أن تدمر علاقاتك الشخصية بأصدقائك وعائلتك، فعليك تجنب التورط
معهم في بعض المسائل المالية.
التمويل الجماعي: من المحتمل أن تساعدك
منصات التمويل الجماعي على الحصول على بعض المال من أجل إطلاق مشروع أحلامك. وفي
حال كنت تعتقد أن فكرتك لن تكون جذابة بدرجة كافية، فعليك إجراء بعض الأبحاث حول
أفكار المشاريع التي أضحت حقيقية بمساعدة منصات التمويل الجماعي.
الدعم الحكومي: ابحث عن فرص التمويل
الحكومي للمشاريع الصغرى، التي يتوفر الكثير منها في الوقت الحالي.
التمويل الخاص: اللجوء إلى البنوك أو
شركات التمويل أو المقرضين، لكن كن حذرا لأن سعر الفائدة المتغير أو غير المواتي
يمكن أن يهدم مشروعك قبل أن يبدأ. لذلك، يوصى بالاعتماد على هذا النوع من التمويل
فقط، في حال كان عملك التجاري ناجحا ويحقق أرباحا كافية لتسديد الديون التي عليك
وتوسيع نطاق الأعمال في المقابل.
الاستثمار الملائكي: هناك شبكات من
المستثمرين في رأس المال المغامر الذين يقدّمون رأس المال الأولي للشركات أو
المشاريع الواعدة.
وأشارت المجلة إلى أنه في حال لم
يحالفك الحظ في الحصول على أي من هذه التمويلات، فإنه لا يزال بإمكانك الاعتماد
على نفسك، أي أن تكون وظيفتك الخاصة هي مصدر التمويل الخاص بك. بعبارة أخرى، لا
تقف مكتوف اليدين في انتظار المساعدة، بل ابحث عن وظيفتك المفضلة في المجال الذي
تريد أن تطلق فيه هذا المشروع التجاري. وبهذه الطريقة، ستكتسب خبرة لا تقدر بثمن، ويمكنك تطبيقها في عملك المستقبلي، بالإضافة إلى جمع المال الكافي لتمويله.
فكرة صغيرة وطموح كبير
عندما تطلق مشروعك التجاري في غياب
المال الكافي، فاعلم أنه كلما توفر لديك أموال أكثر، أنفقت أكثر، لذا بسّط الأمر
قدر الإمكان، من خلال تكييف نموذج عملك لتجنب أكثر قدر ممكن من التكاليف الثابتة.
اجعل من الإنترنت متجرك ومدرستك ومركز التسويق ووسائل الاتصال الخاصة بك.
ونصحت المجلة بتجهيز قائمة بالعناصر
التي ستكون ضرورية لنجاح عملك، وقائمة أخرى بالأمور التي يمكنك الحصول عليها
مجانا، ثمّ اجمعها بنفسك أو تبادلها مع رواد الأعمال الآخرين الذين يملكون ما ترغب
به، ويريدون في المقابل ما يمكنك المساهمة به. قد يستغرق هذا التمشي بعض الوقت وقد
تضطر إلى تعلم العديد من المهارات الرقمية، ولكنه سيساعدك لتنضج كشخص وكرائد أعمال
اليوم ومستقبلا.
المبيعات والتعديلات الضروريّة
أوضحت المجلة أنه يجب التركيز أولا على
سوقك المعتادة، أي جميع معارفك وأسرتك وأصدقائك وزملائك في العمل السابقين وغيرهم
من الأشخاص. فعلى سبيل المثال، تستطيع إرسال رسالة على الواتساب إلى جميع جهات
الاتصال لديك لتعرض عليهم منتجك أو خدماتك. وبعد عملية البيع الأولى، لا تنس أن
تطلب من المستهلكين أن يقدّموا ملاحظاتهم بخصوص الخدمة التي تقدّمها وجودة منتجك،
لتجري التعديلات المناسبة.
أفكار ختامية
التكاليف المنخفضة: بغض النظر عن حجم
مشروعك أو عملك، يجب أن تحرص على الحدّ من التكاليف المالية ومن الوقت والجهد
أيضا.
احتياطي الميزانية: ادخر "القليل
من المال" لتغطية نفقاتك وتكاليف عملك لمدة ستة أشهر على الأقل، وهي المدّة
الكافية لتحقيق التوازن في عملك.
الاهتمام بنظام الشركة قبل الميزانيّة:
يمكنك بعث الشركة كشخص طبيعي في البداية، وما إن يلقى مشروعك نجاحا، تستطيع
تحويلها إلى كيان معنوي.
وفي الختام، خلصت المجلة إلى أن ارتكاب بعض
الأخطاء في البداية أمر طبيعي، لكن عليك الحرص على تصحيح خطواتك وإجراء التعديلات
الضروريّة.