تعد المليشيات المسلحة اليمينية، من أكبر التهديدات على أمن الناخبين الأمريكيين،
وخلال الصيف نشطت في الدعايات الانتخابية، والفعاليات العامة، وباتت تتعامل بصورة
أكثر شدة، سواء بالتدخل في الاحتجاجات، أو في تنظيم المؤتمرات. وقال مكتب التحقيقات
الفيدرالي "أف بي آي"، إن الحركات اليمينية والمتطرفة، باتت "عاملا
رئيسيا خطرا" يتجه إلى تشرين ثاني/نوفمبر، موعد الانتخابات، وفقا لصحيفة نيويورك
تايمز.
ووفقا لمؤسستين ترصدان الحركات المسلحة والعنيفة والمتطرفة في
الولايات المتحدة، ACLED و MilitiaWatch، فإن هذه المليشيات صعدت
من أنشطتها في أنحاء الولايات، مع اقتراب موعد الانتخابات، ويرجح زيادة نشاطها بعد
انتهاء العملية وتحديد رئيس البيت الأبيض المقبل.
وكشفت تقارير أن العديد من المليشيات ارتبطت
مؤخرا بأيديولوجيا اليمين المتطرف تجاه المجتمعات المعارضة، وتطالب بالهيمنة
والسيطرة.
ووفقا لـACLED، فإن هناك أكثر من 80 مليشيا في أنحاء الولايات
المتحدة، لكن هناك مليشيات رئيسية بينها، وأكثر يمينية وتطرفا. وتتجه أغلبها إلى
دعم مرشح واحد في الغالب والاصطفاف نحو حزب سياسي، وترسخت هوياتها وسياساتها في ظل
إدارة ترامب، للحفاظ على فهم مشوه ومحدود لتاريخ الولايات المتحدة.
وفي ما يأتي قائمة بأبرز المليشيات اليمينية
المتطرفة في الولايات المتحدة:
ثري
بيرسنترز
مليشيا
مسلحة، استمدت اسمها من أسطورة أمريكية تقول إن 3 بالمئة من سكان المستعمرات الـ
13 حملوا السلاح ضد البريطانيين، حلال احتلالهم للولايات المتحدة.
جرى
تنظيم هذه المليشيا عام 2008، بعد صعود باراك أوباما إلى الرئاسة، وأعلنوا أن تأسيسهم
يأتي لمحاربة "الاستبداد". وكان من مبررات إنشائهم مخاوف المحافظين من
أول رئيس أسود للولايات المتحدة، ولوائح تنظيم شراء السلاح، وفرض ضرائب أعلى والانكماش
الاقتصادي، في بيئة يمينية.
قاد
هذه المليشيا مايكل بريان فاندربويغ في بدايتها، إلى أن توفي عام 2016، في الفترة
التي أعقبت صعود ترامب للرئاسة، وبقيت المليشيات محافظة على معارضتها لمسألة تنظيم
السلاح، لكنها بقيت مؤيدة للإدارة، ومعظم الأعضاء فيها مؤيدون بصورة نشطة لترامب.
وتنشط في 19 ولاية على الأقل، وفقا لمراصد المجموعات اليمينية المسلحة في الولايات
المتحدة، ويتركز تواجدهم في جورجيا.
انخرطت
"ثري بيرسنترز" في مواجهة حركة "حياة السود مهمة"، وحاولت
الاحتكاك بالعديد من التظاهرات التي خرجت الفترة الماضية بعد مقتل جورج فلويد،
وظهرت أمام المتظاهرين بصورة مدججة بالسلاح، وأشهرته في وجه المتظاهرين مرات عديدة.
وتقوم بتدريبات عسكرية في كل من جورجيا وماريلاند وإلينوي.
أوتا
كيبرز
منظمة
مسلحة، تقوم فكرتها على الحفاظ على القسم، الذي يؤديه ضباط الشرطة وأفراد الجيش
التابعين للولايات المتحدة، ضد الأعداء في الداخل والخارج، وتأسست ردا على انتخاب
باراك أوباما، وأبرز أعضائها من الضباط العاملين والمتقاعدين من قوات الشرطة وأسسها
ستيوارت رودس، وهو ضابط سابق في الجيش الأمريكي.
قام
موقع تويتر بحذف حساب رودس، بعد دعوته إلى العنف، وانخرطت المنظمة في نشاطات ضد
مناهضي العنصرية، وسبق لأعضائها الخروج بالأسلحة، في فترة احتجاجات السود على مقتل
فلويد، وقاموا بمراقبة كافة المحلات ومحطات الوقود والمطاعم.
وقاموا في تكساس بمواجهة
المتظاهرين المطالبين بإزالة نصب تذكاري كونفدرالي، لشخصيات ارتبطت بالعنصرية ضد
السود في أمريكا، وحضروا ببنادق نصف آلية، كما أنهم قاموا بمساندة مسلحة لمسيرة نظمتها
حركة "باك ذا بلو" اليمينية المتشددة، والتي جرت فيها أحداث عنف
ضد متظاهرين مضادين.
لايت
فوت
مليشيات
يمينية، توصف بأنها أكثر تنظيما من الأخرى، تتبنى نهجا مضادا لليسارية، نشطت مؤخرا في 6
ولايات على مستوى أمريكا، وهي بنسلفانيا وكارولاينا الجنوبية وآيداهو ونيفادا
وكانساس وواشنطن.
تركز حضورها على الاحتجاجات المناهضة للعنصرية، لكنها لم
تظهر بصورة مباشرة، وحضرت في احتجاجات "حياة السود مهمة"، كما أنها تحركت
لمنع التظاهرات من تحطيم نصب تذكاري للكونفدرالية، خلال تظاهرة في ساوث كارولاينا.
سيفيليان
ديفينس فورس
واحدة
من المنظمات المسلحة في أمريكا، تجمعها قواسم مشتركة مع بقية المليشيات
والمنظمات، وتمثل تيار اليمين المسلح في البلاد، وأغلب الأعضاء من المجندين
السابقين.
شكلت
المنظمة مجموعتين بأجندة واضحة لمواجهة الاحتجاجات في الولايات المتحدة، الصيف
الماضي، وهم دائما ما يدينون فشل "الولايات المتحدة التقليدية".
نشطت
في مواجهة مظاهرات "حياة السود مهمة"، واعتمدت بشكل أساسي على المشاركة
لجمع معلومات استخبارية، في احتجاجات اليساريين ومناهضة العنصرية، لكن في المقابل
هناك نشاط في التدريب على الأسلحة والتكتيكات القتالية، ضمن شركة تديرها.
تنشط
المنظمة في بنسلفانيا، و ويسكونسن، وأريزونيا وكاليفورنيا وكولورادو وفلوريدا
وإلينوي ومونتانا وتكساس، ونظمت فعاليات تدريبية على المسدسات وكيفية استخدامها.
أمريكان كونتنجسي
حركة مسلحة نشطة بشكل خاص في
المشاجرات، وتمثل التيار اليميني، وارتبطت بالكثير من أعمال العنف الشخصية
المباشرة المسجلة هذا الصيف والسنوات السابقة، أغلب أعضائها من صغار السن، وهي
ذكورية، وتشارك في أعمال عنف خلال حملات العلاقات العامة.
بحسب مراكز رصد حركات العنف
الأمريكية، "يتفاخر الأعضاء بفكرة مشاجرات الشوارع، وأعلنوا استمتاعهم
بالقتال مع مجموعات مثل أنتيفا (يساريين مناهضين للفاشية)، وتصف نفسها بأنها حركة
مسيحية أو محافظة.
براود بويز
حركة شبابية
"فاشية"، منخرطة في قتال الشوارع، وتتنبى أيديولوجية "الدفاع عن
الشوفينية الغربية"، طبيعتها يمينية ومعادية لليسار الأمريكي، وأدين الكثير
من أعضائها بارتكاب أعمال عنف. مؤسسها "جافن ماكلينس".
وتشير مراصد الحركات العنيفة
إلى أن "براود بويز" تتطور إلى شكل أكثر تشددا، وظهروا بشكل
متزايد في العديد من الاعتصامات مسلحين
بالبنادق، وهاجموا الكثير من الصحفيين، الذين يعتبرونهم جزءا من حركة
"أنتيفا" التي هدد ترامب بتنصيفها "إرهابية".
برز
دعم "براود بويز" لترامب، عبر طباعة عبارة "ارجعوا للخلف..
واستعدوا"، التي قالها ترامب، مع صورهم وشعاراتهم، على القمصان وغيرها من
البضائع والمواد الدعائية.
نشطت الحركة في 11 ولاية
أمريكية، خاصة في ميتشيغان
وبنسلفانيا وويسكونسن وأوريغون، وابتعدوا عن التدخل في التظاهرات، رغم تبنيهم
للعنف والقتال، لكنهم نظموا فعالية شارك فيها ألف عنصر مع أنصار ترامب في دلتا
بارك في بورتلاند أوريغون، للمطالبة بحظر "أنتيفا"، وتأييد إعادة انتخاب
ترامب، وشهدت الفعالية هجوما من أحد العناصر على أحد المدونين بالضرب والركل،
ووجهت تهم جنائية لثلاثة آخرين حملوا أسلحة محشوة بالذخيرة في أماكن عامة.
باتريوت
برييرز
حركة
مسلحة يمينية مسيحية، انتظمت لمواجهة اليساريين، على الساحل الغربي للولايات
المتحدة، وواجه جوي جيبسون مؤسسها، تهمة التحريض على أعمال شغب في الشوارع، عام
2019، ويصفون أنفسهم بأنهم "مسيحيون محافظون".
ووفقا
لنشاطهم، عقدت الحركة تحالفات مع منظمات يمينية أخرى، ويشير نشاطها إلى أنها تتصرف
في أقصى اليمين. وتركز نشاطهم في أوريغون وواشنطن، وقامت بتنظيم مسيرة شاركت فيها
مئات المركبات لدعم ترامب، بمشاركة "براود بويز" و"ثري
بيرسنتز"، واستخدموا في الفعالية رذاذ الفلفل ومسدسات تطلق كرات الطلاء على
المناوئين لهم.
وقادوا شاحناتهم وسط حشود من
المتظاهرين الذين حاولوا سد الشوارع، وخلال المواجات أطلق ناشط معارض مجهول النار
على أحد أعضائها، فأصيب بجروح، لكن الحركة بقيت هادئة رغم النشاط الذي تمارسه.
بيبولز رايتز
مليشيا مسلحة، تتنبى التحرر
اليميني، وصفهم تقرير لمعهد البحوث والتعليم في مجال حقوق الإنسان، بأنهم مجموعة متشددة
محلية عالية التطور.
تركز
نشطاء المليشيا في آيداهو ومونتانا ويوتا، ونظموا العديد من التظاهرات، من أجل
إنهاء فرض ارتداء الكمامة لمنع تفشي فيروس كورونا، ورفع حالة الطوارئ وحظر
التجوال، وتسببوا في توقف جلسة تشريعية خاصة بمبنى الدولة، بعد تحطيم باب زجاجي
ودخول مسلحين إلى القاعة، وجرى اعتقالهم عقب ذلك.
4 أيام على الانتخابات | ماذا يقول خبيران توقعا فوز ترامب عام 2016؟
هكذا تتباين سياسة ترامب وبايدن تجاه الشرق الأوسط
لماذا يتحرك أوباما بفلوريدا بالإنابة عن بايدن.. ما أهميتها؟