تداول نشطاء مصريون، بينهم اليوتيوبر عبد الله الشريف،
تسريبا صوتيا لمكالمة للصحفي والإعلامي المُقرب من جهات أمنية مصرية عبد الرحيم
علي، مع زوج ابنته القاضي المصري، يتحدى فيه رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي،
ويؤكد أنه فوق القانون، ويسب القانون والدولة المصرية عدة مرات بألفاظ نابية.
وفي تسريب "علي"، قال: "أنا فوق القانون"،
و"السيسي ما يعرفش يوديني النيابة"، ورغم محاولات الطرف الثاني من
المكالمة المستشار ماجد منجد، إثناءه عن سب القانون والتعريض بالقضاة الفاسدين،
ولكن "علي" ظل يهاجم الدولة ورأس النظام، ويجزم بأنه أكبر من المحاسبة
ولا يخشى السيسي ولا القانون، مُعددا أفضاله على النظام في حربه على جماعة الإخوان
المسلمين.
وفي أول رد فعل له على التسريب قال "علي"،
بـ"فيسبوك": "أخبرتكم منذ 4 أيام أنني أواجه حملة شرسة من أنصار
المال السياسي وداعميهم، واليوم تطور الأمر ودخل الإخوان على الخط".
واتهم علي إعلام المعارضة من الخارج، بفبركة المكالمة
باستخدام برنامج "لاير بيرد"، واعتبر أنها "محاولة يائسة لرد الألم
الذي سبق أن أعطيته لهم في برنامجي الصندوق الأسود".
ويعتبر "علي"، رئيس تحرير
موقع "البوابة نيوز"، أكثر مَن عرض التسريبات الأمنية التي دأب على
نشرها عبر برنامج "الصندوق الأسود" بفضائية "القاهرة والناس"،
عقب الانقلاب العسكري وطالت في العام 2014، العديد من الشخصيات العامة في مصر
وخاصة ثوار يناير، والإسلاميين.
وقبل أسبوعين، تحدث عبد الرحيم علي، البرلماني السابق
والمرشح الحالي لمجلس النواب الذي تُجرى انتخاباته السبت والأحد، في مقطع فيديو
مصور عما أسماه الحرب عليه من المال السياسي، مُنتقدا بشدة الأجواء التي تتم فيها
انتخابات البرلمان.
ويخوض "علي"، النائب السابق في مجلس النواب
المنتهية مدته؛ السباق على المقعد الفردي بدائرة الدقي والعجوزة والجيزة، بالقاهرة
الكبرى، بمواجهة رجل الأعمال محمد أبو العينين، ونجل رئيس نادي الزمالك أحمد مرتضى
منصور.
"فضحتهم خلافاتهم"
عضو البرلمان المصري السابق، مصطفى محمد مصطفى، علق على التسريب بقوله لـ"عربي21": "دائما عندما تختلف عصابة المجرمين
تظهر حقيقتهم؛ وهكذا ظهرت حقيقة العصابة المجرمة التي تحكم مصر وتدعي الوطنية
والشرف على لسان أحد أفرادها الذي طالما استخدمته تلك العصابة للتشهير بالشرفاء
والنيل من الأبرياء".
وأضاف: "وتتجلى حقيقة هذه العصابة المجرمة التي
ولغت في دماء وأموال الشعب دون وازع من إيمان أو رادع من ضمير في تهديد أحد
أفرادها بفضح جرائمهم جميعا، وتحديه السافر للجميع حتى رئيس العصابة نفسه، فضلا عن
السباب الوقح والشتائم القبيحة التي يصِم بها مصر والقانون".
اقرأ أيضا: إيكونوميست: أنصار السيسي بطريقهم للسيطرة على البرلمان
السياسي المصري، أكد أن "هذه عينة من المجرمين
الذين يتغنون بالوطنية والقانون، ويدعون النزاهة والشرف؛ تفضحهم خلافاتهم وفلتات
ألسنتهم، وكلهم ذلك الرجل، وما خفي كان أعظم".
"نهاية إعلامية وبرلمانية"
وفي تعليقه قال أحد القيادات الحزبية المصرية:
"أعتقد أنها حسابات يتم تصفيتها ويشارك فيها أشخاص محسوبون على أجهزة أمنية
لها القدرة على التسجيل لعبد الرحيم علي".
السياسي المصري -الذي رفض ذكر اسمه خوفا من البطش
الأمني- أكد بحديثه لـ"عربي21"، أن "تسريبات علي، لها دلالة هامة
في توقيتها الآن خاصة في ظل الوسط المزدحم بالتلاسن الإعلامي والصراع الداخلي بين
أطراف وأجنحة عديدة داخل أجهزة النظام".
ويعتقد أنها "تصفية حسابات ومحاولة من بعض الأجهزة
إنهاء أدوار البعض، وخاصة بعض الإعلاميين المقربين من النظام، والذين أصبحوا
يمثلون عبئا عليه، بعدما كرههم الشارع المصري".
السياسي المعارض لتوجهات النظام الحالي، ضرب "المثل
حول تسريب علي، بما يحدث من هجوم إعلامي على وزير الإعلام أسامة هيكل، من طرف أذرع
إعلامية أمنية هامة"، متوقعا أن يطال الهجوم والتسريب شخصيات أخرى هامة مُقربة
من النظام، مؤكدا أن "المصريين سيندهشون من تلك الأسماء".
وربط بين انتقاد "علي"، للمال السياسي
والمقصود منه رجل الأعمال محمد أبو العينين، وبين إذاعة تسريب له الآن، مُعتقدا أن
"نشر التسريب يمنع دخوله البرلمان لصالح أحد منافسيه".
وأشار إلى أن "صراع الأجهزة داخل نظام السيسي، من
وجهة نظري إنهاء لإعلامي الفترة وفتح الباب لوجوه جديدة؛ خاصة بعدما أصبحت تلك
الوجوه تثير غضبا شعبيا ولم تعد تستطيع استمالة المواطنين".
"نهاية مذهلة"
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي أثار تسريب علي، ردود فعل
كثيرة، منها قول السفير المصري السابق، فوزي العشماوي، عبر "فيسبوك":
"سقف التسريبات ارتفع اليوم مع عبد الرحيم علي، ارتفاعا غير مسبوق، في الحدة
والتدني والشمول، والرجل الذي بدأ التسريبات بداية صاعقة ها هو ينهيها اليوم نهاية
مذهلة".
وأضاف: "السؤال الفارق هنا هو: هل سيقنع تسريب
اليوم الدولة المصرية والقائمين عليها بأن كأس التسريبات داير ولا أمان له، وأن
الحكمة والسياسة يقتضيان التخلي عن هذا النهج الضار وغير المضمون؟".
وأيضا؛ قال الإعلامي أسامة جاويش، عبر
"تويتر": "صاحب الصندوق الأسود يبدو أن المخابرات قررت فتح صندوقه
الأسود".
وتحدث الأكاديمي المصري خالد رفعت، عن موجة من التسريبات في
مصر، مؤكدا عبر "فيسبوك"، أنه وصله 20 تسريبا لعبد الرحيم علي، ورئيس
الزمالك مرتضى منصور، ونجله المرشح للبرلمان، ورئيس لجنة إدارة اتحاد كرة القدم
عمرو الجنايني، والإعلامي محمد الباز، والصحفي والنائب المعين بمجلس الشورى محمد
شبانة.
"الأزهر" يهاجم مظاهرات مصر وناشطون يذكّرونه بموقف سابق
رابطة للمصريين بالخارج تعلن دعمها للحراك الاحتجاجي
"محمد علي" يطالب السيسي بفتح الميادين العامة بمصر (شاهد)