طرح
إعلان الرئيس الأمريكي دنالد ترامب، توجهه لرفع اسم السودان من قائمة الدول
الراعية للإرهاب، بعد تحويلها أموال التعويضات لأسر قتلى أمريكيين، دون التطرق إلى
مسألة التطبيع مع إسرائيل التي ربط بها هذا الملف مؤخرا، تساؤلات بشأن ما إذا تم
تجميد الملف حاليا أو تأجيله لفترة لاحقة.
وتعليقا
على إعلان ترامب رفع العقوبات، والتساؤلات بشأن التطبيع، قال إعلان "قوى
الحرية والتغيير" السوداني الثلاثاء، إن ملف التطبيع مع إسرائيل، منفصل عن
رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وقال
القيادي في "الحرية والتغيير"، إبراهيم الشيخ، "في فترة ماضية، إنه تم
ربط رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، مع قضية التطبيع مع إسرائيل".
وأضاف:
"لكن بعد حوار طويل مع الإدارة الأمريكية، فقد تم فك الارتباط بين التطبيع مع
إسرائيل ورفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لأن التطبيع شأن مختلف وليس
له علاقة بوجود السودان في القائمة".
وخلال
الفترة الماضية، نشط عدد من السياسيين والعسكريين السودانيين، في الترويج لمسألة
التطبيع، واعتبارها "ضرورة ملحة" من أجل مستقبل السودان، وقال نائب رئيس
المجلس السيادي محمد حمدان دقلو "حميدتي"، إن السودان "لا يمتلك
حدودا مع فلسطين، وليس هناك مشكلة في عمل علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وليس تطبيعا
كاملا".
وفي الـ 23 من أيلول/ سبتمبر الماضي، قال رئيس
مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، إن مباحثات أجراها مع مسؤولين
أمريكيين، في الإمارات حينها، تناولت قضايا، بينها "السلام العربي مع إسرائيل".
اقرأ أيضا: وزير سوداني: رفع البلاد من لائحة الإرهاب غير مرتبط بملف آخر
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية وأمريكية آنذاك، أن الخرطوم
وافقت على تطبيع علاقاتها مع تل أبيب، في حال تم شطب السودان من قائمة
"الإرهاب"، وحصوله على مساعدات أمريكية بمليارات الدولارات.
نائب رئيس "حركة
الإصلاح الآن" السودانية حسن عثمان رزق، قال إن التطبيع "سيلي قرار رفع
السودان من قائمة الارهاب، وسيطلب من النظام الحالي أن تكون هي الخطوة التالية.
وأوضح رزق، أن حالة
الضعف التي يمر بها السودان، "جرأت ترامب على ربط الملفات بعضها ببعض"
مشيرا إلى أن السودان لا يد له في التفجيرات التي قتل فيها أمريكان "لكنها
عمليات ابتزاز لبلد محاصر ومنهك".
وشدد على أن الرفض
الشعبي لمسألة التطبيع، "صعّب المهمة على الجهة التي تتحكم بالأمور في
السودان، ولم يكن من السهل تسويق المسألة، ولن تنطلي الحيلة على السودانيين، لذلك
كان مأزقا وسار مسار رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب أولا".
لكنه في الوقت ذاته
انتقد قيام السودان، بتحمل مسؤولية قضايا لم يكن له يد فيها، خاصة المدمرة كول،
وتفجيرات نيروبي ودار السلام وقال: "حمدوك أراد إدانة نظام البشير، فقام بتوريط
السودان كله بهذه القضايا، وهو اليوم يدفع الثمن، وتتزايد المطالبات حتى وصلت إلى
التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وغدا ربما يفتح لنا ملف هجمات سبتمبر ونكون
الضحية ونخضع لابتزاز جديد".
ولفت إلى أن ترامب متعجل
ويريد أي إنجاز، ويحاول الضغط على السودان للتطبيع، وبالتالي فنحن مجبرون على الدفع
لكن نحن دفعنا مقدما ودون ضمانات حقيقية وكأننا اشترينا منزلا دون عقد ولا توثيق،
ولو تغير الوضع في أمريكا فلربما يعود السودان لقائمة الإرهاب ونكون بالمقابل طبعنا
مع الاحتلال.
بدوره قال أبشر رفاي
الكاتب والمحلل السياسي السوداني: "إن الرئيس الأمريكي يعمل وفق الأولويات
الملحة له في الوقت الحاضر، في ظل المعركة الانتخابية للفوز بولاية ثانية، وربما كانت مسألة التطبيع السوداني ليست شأنا ملحا يمكن أن يستفيد منه داخليا في الانتخابات".
وأوضح رفاي
لـ"عربي21" أن السياسة الأمريكية" صحيح أنها تتماهى مع إسرائيل في
تحقيق المصالح، لكنها في الوقت ذاته تقدم أولوياتها على أولويات إسرائيل، وهذا ما
فعله ترامب، بالسعي لرفع اسم السودان من القائمة، لصالح الحصول على أموال وتعويضات
لمواطنين أمريكيين، يمكن أن يكون أكثر فائدة لصالحه في الانتخابات".
ورأى أنه في حال فاز فـ"سيعود
لطرح الموضوع بقوة، حين تتوفر له مساحة من الوقت وينتهي الضغط الانتخابي عليه،
ولذلك فهو فضل تأجيل هذه المسألة لتوقيت أفضل، لكنهم بالتأكيد مصممون على أن يطبع
السودان مع إسرائيل".
وبشأن الموقف الداخلي من
التطبيع قال رفاي، إن هناك "مسارا حضاريا للتطبيع وهناك مسار سياسي وإسرائيل تريد
المسار الثاني، لأن فكرة التطبيع الحضاري، تضعها في الزاوية وتحرجها بالنسبة
للحقوق الفلسطينية وتاريخ فلسطين والقدس والمسجد الأقصى".
سودانيون يرفضون التطبيع مع الاحتلال رغم وعود الانفتاح (شاهد)
إلى ماذا تهدف المبعوثة الأممية إلى ليبيا بزيارتها لموسكو؟
هل تعجز نظم الأمن العربية عن ضبط العصابات الجرمية؟