زعم كاتب إسرائيلي أن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى لقيادة محور سياسي في المنطقة، يعادي إسرائيل وبعض حليفاتها.
وأضاف آساف غيبور، خبير الشؤون الشرق أوسطية، في مقال بصحيفة مكور ريشون، ترجمته "عربي21"، أن "حلم أردوغان الشاب تمثل بأن يصبح نجما في كرة القدم، وبالفعل كان لاعبا موهوبا، لكن مسيرته الكروية توقفت بسبب عداء والده لهذه اللعبة، لكن أردوغان الرئيس يظهر أداؤه في الميدان الإقليمي هذه الأيام أنه لاعب رئيسي".
وأوضح أن "اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة يعيد تحديد ميزان القوى في الشرق الأوسط، وتضع محورا جديدا لمقاومة إسرائيل، بالتزامن مع ما تشهده السنوات الأخيرة من تغير في سياسة تركيا الخارجية، حيث تدير جملة صراعات متوازية مع جيرانها وأوروبا والولايات المتحدة، ووصلت علاقاتها مع إسرائيل إلى خط رفيع وخطر".
ونقل عن عيران شيشون، رئيس مركز ريئوت لدراسات الشرق الأوسط، أن "المنطقة تتغير بشكل كبير، وخريطة تكتلاتها تحولت إلى صراع يتجاوز الصراع العربي الإسرائيلي، هناك صراع بين السعودية والأردن ومصر والإمارات والبحرين أمام قطر وتركيا وإيران، وظهرت الأخيرتان قوتين إقليميتين تسعيان من أجل الهيمنة، لكنهما تتسببان في توحد دول الخليج وإسرائيل ضدهما".
وأضاف أنه "منذ حرب الجرف الصامد في غزة 2014، وهي آخر مواجهة مع حماس، تصاعد الخطاب التركي المعادي لإسرائيل، وغيرت أنماط عملها، وباتت منخرطة في العديد من الأماكن، بما فيها القضية الفلسطينية، فهي ترتبط بعلاقات قوية مع حماس أكثر من أي وقت مضى، وفي حال نشبت حرب جديدة مع حماس، فإن تركيا ستكون في مكان مختلف تماما".
وأكد "أننا لا نتحدث بعد عن حرب مباشرة بين تركيا وإسرائيل، لكن يرجح أن تنضم تركيا لحملة معادية ضدنا، مع أن سيناريو التهديد الرئيسي لإسرائيل هو جبهة مزدوجة: جنوبا ضد حماس، وشمالا ضد حزب الله، رغم أن هذا لم يحدث حتى الآن، لكننا بحاجة للحديث عن سيناريو، حيث تقف تركيا مع إيران ضد إسرائيل، حينها سنواجه تهديد قوتين إقليميتين في الشمال والجنوب، يمكن التعبير عن ذلك بنشاط مشترك ضد إسرائيل".
الجنرال أهارون زئيفي فركش، الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، قال إن "الأتراك لن يندفعوا لمواجهة مع إسرائيل، لأنهم يتفهمون قوتها الإقليمية والاقتصادية، ولا أرى تركيا مقبلة على عمل عسكري ضد إسرائيل والخليج، رغم أن الأمر منوط بالمساحة التي سيخلفها التخلي الأمريكي عن المنطقة، ما زاد من تكثيف تركيا وإيران من محاولاتهما لتغيير وجه الشرق الأوسط، لملء الفراغ الناجم عن مغادرة الولايات المتحدة".
وأشار إلى أن "تركيا تمر بأزمة اقتصادية حادة، لا توجد سياحة بسبب كورونا، ولجأ ملايين اللاجئين إليها في السنوات الأخيرة، وأدت الاستثمارات الطموحة والحرب على عدة جبهات لإفراغ الخزائن، وتراجع الليرة التركية لأدنى مستوى تاريخي لها، وسعت السعودية ودول الخليج، باستثناء قطر، لاستغلال الوضع لإيذاء الأتراك، من خلال الإعلان عن مقاطعتهم التجارية".
البروفيسور إفرايم عنبار من مركز بيغن-السادات بجامعة بار إيلان، قال إن "اتفاق السلام الإسرائيلي الإماراتي البحريني ينطوي على إمكانية التعاون بين قطر وتركيا وإيران، على أساس عدائهم المشترك للولايات المتحدة وإسرائيل، إسرائيل قتلت الإيرانيين، وأوقفت أسطولا تركيا في طريقه إلى غزة، ومع ذلك فإن تركيا، التي تعتبر نفسها أهم دولة إسلامية في العالم، تزيد من تدخلها في القدس".
كوهين إنروجيك، الباحثة في معهد القدس للاستراتيجية والأمن، قالت إن "أردوغان يحاول أن يأخذ مكان مصر وسيطا بين الفصائل الفلسطينية باستضافة المصالحة، ويطمح لأن يكون الأخ الأكبر في المنطقة، بدلا من مصر، ما يزيد من سخونة توتر العلاقات بينهما، وفي الوقت ذاته فإن العلاقات بين إسرائيل وتركيا حساسة بشكل خاص، أردوغان يرى في إسرائيل خصما يواجه حلمه".
وأضافت أنه "لا يجب النظر إلى تركيا وإسرائيل كأعداء، فلا يزال لدينا سفارة في أنقرة ، والمجال الجوي التركي مفتوح للإسرائيليين، هناك توتر صحيح، لكن ليس من الصواب وضع تركيا وإيران في نفس الفئة، لذلك يمكن لإسرائيل القيان بتصنيف آخر في الشرق الأوسط: تركيا وقطر وحماس، أمام إيران وسوريا وحزب الله والحوثيين، في مواجهة السعودية والإمارات ومصر وحفتر في ليبيا".
وختم عنبار بالقول إن "تركيا دولة كبيرة ومتقدمة، ولديها صناعة عسكرية مثيرة للإعجاب، وطموحات إقليمية، كثير من الأتراك يطمحون لاستعادة الإمبراطورية العثمانية، وليس أردوغان فقط، هناك أطراف في تركيا وصفت القرن الحادي والعشرين بـ"القرن التركي"، وقرر أردوغان لأسباب إسلامية وقومية أن يكون أكثر نشاطا، فيما فشلت إدارتا أوباما بوقف التطلعات التركية".
كاتب إسرائيلي: هكذا تم إعداد "جيل تطبيعي" من العرب
مخاوف إسرائيلية من انتفاضة جديدة بسبب المسجد الأقصى
باكو قد تعيد التفكير بعلاقتها مع تل أبيب عقب الصراع بقره باغ